منذ أن تولى اللواء مجدى عبد الغفار منصب وزير الداخلية وهو يعمل "بهدوء" دون "ضجيج" لا يعشق الشو الإعلامى، أكد أكثر من مرة أنه جاء لتحقيق إنجاز فى المجال الأمنى وليس الإعلامى، وأنه كرس وقته لوضع الخطط الأمنية والإشراف على تنفيذ بنودها على أرض الواقع.
هذا الوزير الذى أتى من الجهاز المعلوماتى الأخطر فى وزارة الداخلية "الأمن الوطنى" حيث قضى فيه معظم سنوات خدمته، قرر فى الآونة الأخيرة تحقيق المعادلة الصعبة، من خلال العمل فى مواجهة الجريمة السياسية والجنائية معاً بنفس القوة وعلى التوازى، فى محاولة جاده منه لإعادة الأمن للبلاد من جديد، فى وقت عصيب تمر به البلاد.
حركة التنقلات التى اعتمدها مؤخراً وزير الداخلية، تؤكد على إصراره الدائم لتحقيق المعادلة الصعبة، حيث دفع باللواء محمود عبد الحميد شعراوى لقيادة جهاز الأمن الوطنى فى وقت بالغ الأهمية، حيث تواجه مصر إرهابا لم تألفه على مر تاريخها الطويل، إرهاب وصفه وزير الداخلية بنفسه أنه أصعب من جميع الحروب التى مرت بها مصر على مدار تاريخها الطويل، إرهاب لجأ مؤخراً إلى العمليات الانتحارية فى تطور سريع ومفاجئ، حيث لا تستطيع دولة فى العالم مواجهة الانتحاريين مهما بلغت قوتها، لكن "عبد الغفار" راهن على القيادات الجديدة، وجلس ونصح وناقش وطور الخطط، وهدفه القضاء على الإرهاب تماماً، هدفه أن يعود المواطن إلى منزله سالماً أمناً لا تزعجه أصوات التفجيرات ولا تقلقه رصاصات الإرهاب، هدفه أن تعود مصر واحة للأمن والأمن، كما وصفها القرآن الكريم أن من دخلها فهو آمن.
اهتمام وزير الداخلية بالشق الأمنى السياسى باعتباره ابن هذه المدرسة لم يغفله الشق الجنائى، الذى بدأ ينهش فى المجتمع بطريقة غريبة، خاصة أن مصر شهدت ثورتين متتالتين إلا أنها تحتاج إلى ثورة أخلاق وتصحيح للمفاهيم، ومن ثمّ سجلت محاضر الشرطة أرقاما مخيفة فى الجريمة الجنائية، وجبت على وزير الداخلية سرعة التصدى لها، من خلال اعتماد اللواء سيد جاد الحق رئيساً لقطاع الأمن العام، هذا الرجل الذى لا يعرف العمل المكتبى، يتحرك فى الشوارع يرصد ويسمع ويحقق ويحل، هذا الرجل الذى يملك دائماً كل الحلول وبدائلها، لديه خطط واضحة لن يتنازل عنها لتخفيف حدة الجريمة الجنائية، بجمع السلاح ومحاصرة البلطجية وإعادة الهاربين للسجون، حتى يسلم المواطن على بيته وعرضه وممتلكاته، ينام وجفونه مغلقة.
ثلاثى الأمن "السياسى" و"الجنائى "كان "أمن الموانئ"، من خلال الدفع بـ"حسام سالم نصر عامر" لتولى مدير إدارة الموانئ فى وقت عصيب يروج البعض فيه شائعات اختراق المطارات وزرع المتفجرات وسقوط الطائرات، يقابله محاولة البعض تهريب المخدرات والسلاح للبلاد لتزيد الجريمة وتنتشر الفوضى، إلا أن القيادة الجديدة تملك أوراق سد الثغرات ومنع دخول وخروج الجريمة.