قرأت تصريحًا للمهندسة سمر شلبى، نقيب المهندسين بالإسكندرية، عن العقار المائل أول أمس، والمكون من أربعة عشر طابقًا، بأن ترخيصه كان ببناء ثلاثة طوابق فقط وأن الأحد عشر طابقًا الزائدة قد بُنِيَت بالمخالفة لأصل الترخيص على أساس ضعيف لا يتحمل كل هذا العدد من الطوابق، والمفارقة المدهشة والمثيرة للسخرية والتعجب، أن مبنى حى وسط الإسكندرية يقع خلف هذا العقار المائل.
ارى أنه وفى ظل السياسة المعلنة للدولة بمحاربة الفساد بكل أشكاله وصوره بمنتهى القوة والحسم أنه قد آن الأوان للتصدى لفساد الأحياء دون أى هوادة، فجميعنا يعلم- ومنذ زمن بعيد- مدى الفساد والتسيب والإهمال الذى يعشش فى معظم الأحياء، والذى بلغ مرحلة من التوحش أصبحت تمثل خطرًا بالغًا، ينبغى التعامل معه بسيف القانون، الباتر، للتخلص من العناصر الفاسدة والمهملة التى شوهت وجه الحياة على أرض مصر، فجميع مظاهر التلوث البصرى التى نراها فى كل مكان- من أحياء عشوائية كاملة، ومبانٍ ومحال ومقاهٍ وكافيتريات مخالفة- أساسها كله للأسف ينبع من الأحياء.
التصدى لفساد الأحياء أصبح مطلبًا شعبيًا ملحًا، بعدما طال الصبر عليها لعقود طوال، وإلا انتظروا المزيد من المخالفات والكوارث.