تواجه لندن هذه الأيام ما يسميه العالمون بالتراث الإنجليزى «مطاردة الساحرات» كناية عن العمليات الإرهابية المفاجئة على التوالى، فالعاصمة التى تتصف بأنها الأكثر أمانًا وإحكامًا، لم يعد لدى أجهزتها الأمنية قدرة على التوقع بمكان العملية المقبلة، لكن المحللين يرون أن كل الظروف مهيأة لميلاد بؤرة إرهاب جديدة: موجات من المهاجرين ومساجد تقدم خطابًا دينيًا لا تدرك الجهات الأمنية مدى خطورته، وجمعيات خيرية تستقطب اللاجئين والمسلمين الجدد لتزرع بداخلهم أفكارًا تطوعية ممزوجة بالتطرف، وهذه الظروف نفسها التى تجعل من الحكمة أن نتوقف عن الشماتة وننظر للأزهر نظرة بناءة، فالأصوات تتعالى من أوروبا لاستقدام رجال دين معتدلين ومعرف بهم رسميًا لتواجه هذه الثغرات التى لن يملأها الأمن وحده، هذه فرصتنا لنثبت أن الأزهر وشيوخه وطلابه مؤهلون لتحمل مسؤولية نشر الإسلام الوسطى، وإنقاذ صورة الإسلام فى الغرب من موجة كراهية قادمة لا محالة مادام استمرت عمليات الدهس والطعن.