لماذا يصمت العالم، والعواصم الأوروبية الكبرى تحديدا، عن علاقة أردوغان بتنظيم داعش الإرهابى الذى تعلن القوى الغربية الكبرى الحرب عليه، باعتباره أخطر التنظيمات الإرهابية المسلحة حاليًا؟
كل يوم يثبت هتلر أنقرة أنه وثيق الصلة بالتنظيم الإرهابى، وآخر الشواهد على ذلك السماح لأمير التنظيم فى الأراضى التركية «بايونجوك»، واسمه الحركى «أبوحنظلة» بعقد الندوات وإقامة المساجد الضرار لتجنيد الأتراك والأجانب فى صفوف التنظيم، رغم اعتراف السلطات التركية بأن المدعو «أبوحنظلة»، هو زعيم داعش تركيا، وسبق وأن حاكمته بهذه التهمة، فلماذا أفرجت عنه أولًا؟ ولماذا تسمح له بحرية الحركة ونشر الإرهاب والتطرف إلا إذا كانت للرجل وتنظيمه علاقة وثيقة بدائرة الحكم التى ينفرد بالسيطرة عليها أردوغان؟
السجل الإجرامى الذى نشرته الصحف التركية المعارضة مرارا، لـ«أبوحنظلة»، يكفى لإعدامه عدة مرات، فهو المسؤول عن عدة هجمات إرهابية على أنقرة وغيرها من المدن التركية، كما أنه مسؤول عن واقعة احتجاز 49 رهينة داخل القنصلية التركية فى الموصل، واختطاف 32 مواطنًا تركيًا وسائق شاحنة كانوا ينقلون وقود الديزل إلى الموصل والهجوم على قوات الدرك التركية فى منطقة نيجدا، كما تم القبض عليه أثناء تخطيطه للهجوم على المعبد اليهودى فى إسطنبول عام 2008، وأخلى سبيله بعدها بعام واحد، ثم اعتقل مرة أخرى عام 2011 وأخلى سبيله مجددًا عام 2013.
منح أردوغان الضوء الأخضر لزعيم داعش فى تركيا، يقتضى إعادة تسليط الضوء على علاقة هتلر أنقرة بالتنظيم الأخطر فى العالم، كما يقتضى فتح ملفات الدور التركى فى إنشاء وتمويل معسكرات الإعداد والتدريب لأعضاء التنظيم فى سوريا والعراق، وكيف نشأ التنظيم أصلًا فى ثلاثة مواقع تضم معسكرات التدريب والتجنيد تحت إشراف الأمن التركى، الموقع الأول فى مدينة «كرمان» التى تقع وسط الأناضول قرب إسطنبول، والثانى فى مدينة «أوزمانيا» الاستراتيجية قرب القاعدة العسكرية التركية–الأمريكية، المشتركة فى عدنان، بينما يقع الثالث فى مدينة «سان ليلورفا أورفا» فى جنوب غرب تركيا.
كما أن تأخر أوروبا فى تدارك خطيئة التعاون مع التنظيم الدولى للإخوان، ومع شخصية متطرفة بطبعها مثل أردوغان، يتسبب فى مخاطر هائلة لأوربا وللعالم أجمع، فالسلطان العثمانى المزيف مسئول عن تسلل الإرهاب إلى العواصم الأوروبية، من فيينا إلى باريس ولندن وبرلين، بل إن هذا التراخى الأروبى فى قمع الشر الأردوغانى تسبب فى خروج الإرهاب الداعشى والإخوانى عن سيطرة أردوغان نفسه وانطلاق الذئاب المنفردة دون كابح، لتنتقم من الحضارة ورموزها فى كل دول العالم ولم تستثن الدول الأوروبية بالطبع.