فى مثل هذه الأيام منذ 11 عامًا، كان حزب الله اللبنانى يخوض مغامرته التى أسماها «الوعد الصادق»، بخطف جنود إسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى من الحزب، لكن إسرائيل ردت بعملية غاشمة أسمتها هى الأخرى «الجزاء العادل»، كانت الخسائر متساوية، والمواقف الدولية الرسمية متناقضة، لكن التأييد الشعبى حينئذ طغى على كل هذا.
ربح حزب الله «صك المقاومة»، وبدأ مشروعه التوسعى مستغلًا حالة القبول الشعبى التى جناها من الحرب، مدعومًا بقناتى «الجزيرة» و«المنار»، وكان محرمًا على أحد أن يناقش أجندة الحزب، أو أن يقول حسن نصر الله بدون لقب «السيد»، أو أن يشكك فى قيادته للمقاومة.. اليوم انحسرت المقاومة الحقيقية على هؤلاء المرابطين فى المسجد الأقصى، لأن المواقف الدولية الرسمية مازالت على حالها من التناقض، ولأن حسن نصر الله مشغول بإحراج الجيش اللبنانى فى عرسال وسوريا، ولأن «الجزيرة» منشغلة بأى المسميات أنسب للمناورات العسكرية: يبقى تميم وتبقى قطر، أم يبقى تميم وحده؟