من الطبيعى أن نسأل أنفسنا عن الدور المتوقع من المؤسسات والمنشآت الجديدة والقرارات الصادرة حديثا التى تتعلق بحياتنا حاضرنا ومستقبلنا، ومؤخرا، صدر قرار بتشكيل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف، هذا المجلس ضم عددا من الشخصيات العامة وأصحاب التوجهات المختلقة.. لذا فإننا نسأل أنفسنا كمواطنين: ما الذى نريده من هذا المجلس؟
قبل الحديث عما نريده نقول إن هذا القرار يحمل وجها إيجابيا هو أن إنشاءه يعنى الاعتراف بالمشكلة التى نواجهها ونسعى للقضاء عليها، والاعتراف كما يقول الجميع هو أول طريق الحل، فلا يمكن أن ننكر أن مصر لديها مشكلة مع الإرهاب الناتج عن التطرف الفكرى خاصة الفكر الدينى، وبالتالى فإن ذلك يحدد أفق الصراع المقبل بين المجلس الذى هو أحد مؤسسات الدولة من جهة والتطرف الذى هو منبع العنف والإرهاب من جهة أخرى.
وفى رأى أن المجموعة التى تم اختيارها لتشكيل هذا المجلس قد ألقى عليها حمل ثقيل، وكان الله فى عونهم، هذا إذا أخذوا الأمر مأخذ الجد، وأدركوا خطورة المسؤولية الملاقاة على عاتقهم وقاموا بما تستحقه من عمل.
أما فيما يتعلق بالمواطنين فمنذ أن قرأوا فى الصحف والمواقع الإخبارية وشاهدوا فى القنوات الفضائية الحديث المتواصل عن هذا المجلس فإنهم اعتقدوا بأن أياما قليلة ويقضى هذا المجلس على الإرهاب والتطرف من مصر والمنطقة، ونقول لهم بالطبع لا، لكن من الممكن بعد أيام قليلة ونضع اللبنة الأولى للقضاء على هذا الإرهاب الأسود وذلك بأن يبدأ المجلس عمله سريعا لا ينتظر الأيام والشهور.
طبعا المجالات التى من الممكن أن تلعب دورا فى تحقيق هدف المجلس وغايته كثيرة ومنها التعليم والفن ودور العبادة والرياضة، وغير ذلك، المهم هو أن يؤمن المسؤولون فى المجلس بالتحرك ناحية الشارع والتعامل مع الجماهير والوصول إلى الناس فى الأماكن البعيدة بخطة محكمة لها زمن محدد واستراتيجيات واضحة.
شىء آخر مهم جدا هو أن الناس لا نريد أفكارا كبيرة أو خارج سياق المنطق أو صعبة التنفيذ، فعلى المجلس أن يبتعد قدر الإمكان عن أحلام المدينة الفاضلة التى سيتحدث عنها بعض الأعضاء، وأن يركزوا على المتاح والممكن، وأن يبدأ الأمر بحوار مجتمعى فيستمعون للناس والمتخصصين والخبراء فى مجالاتهم المختلفة، لكن على شرط ألا ينقضى العمر كله فى هذا الحوار المجتمعى.
نعم.. نحلم أن تكون مصر خالية من الإرهاب، وأن يكون التطرف موجودا على استحياء، لأنه من الصعب القضاء على التطرف تماما، لكن لنجعله الشاذ فى الأمور والقليل على الأرض، لذا لا نريد لجانا تنبثق عنها لجان تنبثق عنها لجان أخرى إلى ما لا نهاية، فالمسألة خطيرة وليست رفاهية ولا رغبة فى إنشاء مجلس والسلام، إنكم أيها السادة أعضاء المجلس مطالبون بالتفكير فى حلول تحمى أرواح الناس وتحافظ على مؤسسات الدولة وتعمل على دفع الاقتصاد للأمام.