العلاقة بين الإبداع والتحفيز علاقة أساسية ومطلوبة، وتساعد على زيادة الإنتاج وكثرة المشاركين، لكن بالطبع ليس لها علاقة بالجودة، فالأخيرة لها مقاييس أخرى متعددة منها الموهبة والتفرد، لكن أحيانا فى حكمنا الأولى على الأشياء نتوقف عند قيمة الكثرة لأنه ليس متاح لنا حتى الآن الحكم النهائى على الإبداع الموجود، ومنذ يومين أعلنت جائزة «كتارا» أن عدد المشاركات فى دورتها الثانية وصل إلى 1004 مشاركات، وهو رقم كبير وصفته الجائزة بـ«المفاجأة» وأمر يحسب لها على المستوى الفعلى.
الرقم المشارك كبير جدا، خاصة أن القائمين على الجائزة أعلنوا فى مؤتمر صحفى أن هناك مشاركات من كل بلاد الوطن العربى، وأنه تمت إضافة فئة جديدة تعنى بالدراسات (البحث والتقييم والنقد الروائى)، ولكى نستوعب هذا الكم المشارك فى مسابقة أدبية واحدة علينا أن نتعرف بداية على القيمة المالية التى تقدمها «كتارا» فهى تقدم خمس جوائز للفائزين عن فئة الروايات المنشورة ويحصل فيها كل نص روائى فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكى، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكى، أما عن فئة الروايات غير المنشورة، فتقدم خمس جوائز للروايات التى لم تنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكى، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكى، وفيما يخص فئة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامى من بين الروايات المنشورة الفائزة، فقيمتها 200 ألف دولار أمريكى، وتحصل أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامى من بين الروايات غير المنشورة الفائزة على 100 ألف دولار أمريكى، مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامى. وبالنسبة لفئة الدراسات التى استحدثت فى هذه الدورة، فتقدم خمس جوائز للدراسات غير المنشورة، قيمة كل منها 15 ألف دولار أمريكى، ليصبح مجموعها 75 ألف دولار أمريكى.
وكما ذكرنا من قبل فإن المرحلة التى تمر بها الجائزة، حاليا، وهى استلام الأعمال وحصرها تجعلنا نتوقف عند قيمة «العدد» ونفكر فى العلاقة القوية بين الكتابة والجائزة، ونؤكد أن هذه المشاركات حركة إيجابية ستساعد فى وقت ما على صناعة نسبة عالية من المقروئية بتوسيع درجة القراء، فالـ«1000 عمل» حتما لكل واحد منهم قراء وبهذه الطريقة سينتهى بنا الأمر إلى ملايين القراء وهذا هو أحد مكاسب الكتابة فى عالمنا العربى.
ومن ناحية أخرى يكشف هذا الأمر الرغبة العربية فى الإبداع شريط أن يكون هناك محفز قوى وهو أمر إنسانى محض، يمكن الاستفادة منها على المستوى المحلى وفى دوائر العمل الضيقة وحتى فى الحياة الأسرية، وبعدها سنتجاوز الإبداع وندخل فى دائرة الجودة.