كردستان هى البداية العملية لتنفيذ مخطط الربيع العربى، سايكس بيكو جديدة على أساس دينى، لينتهى الغرب من شغب هذه المنطقة، بتفعيل الحرائق الداخلية والأزمات العرقية والصراعات الحدودية، وتقسيم الدولة الواحدة إلى دويلات، بينها ثأر دينى تاريخى، فتظل تنتقم من بعضها وتستزف قواها ومواردها، وإذا اشتعلت هذه الفتن فى مناطق مدروسة، ستظل الجراح تنزف فى الجسد العربى، فيأكلون بعضهم ويمزقون دولهم،وهو المطلوب إثباته.
لا تبكوا على عراق صدام الذى حافظ عليه بالنار والحديد، ولكنه مسؤول أمام ربه والتاريخ، عن تمزيق الجسد العربى وجعله أشلاء، وإذا دققنا النظر فى تفاصيل الصورة فالذين رسموا الطريق إلى نهاية صدام والعراق، هم أنفسهم من يديرون عملية تقسيم العراق الآن والبداية بالأكراد، ومخطئ من يتصور أن الأمر سينتهى عند هذا الحد، فالمشوار لا يزال طويلا لتقطيع الدول المستهدفة، سوريا واليمن وليبيا والسودان، وغيرها من الدول، وفقا للخرائط السرية التى خرجت من الأدراج، بعد إطلاق شرارة الجحيم «الربيع العربى».
من حق الشعوب أن تقرر مصيرها، ولكن لماذا لا يكون ذلك فى إطار الدولة الموحدة ؟.. فالخوف أن يكون الأكراد بداية مسلسل انفصالى، جرى تحديده بدقة بعد تهيئة الأجواء لمزيد من الحركات الانفصالية، والخطة محفوظة سلفا بإشعال حروب دينية أو عرقية، وتشجيع الحركات الانفصالية وتبنى مطالبها ونشر الانتهاكات التى تتعرض لها، وإلباس لأعمال العنف عباءة حقوق الإنسان، ثم نقل الأزمة إلى المحافل الدولية، لخلق مظلة داعمة ومؤيدة للانفصال، فى إطار الشرعية الدولية.
الحركات الانفصالية المدعومة من الخارج، تكرس تفتيت الدول وتمزيق الشعوب، وإضعاف الدولة الواحدة فى دويلات متنافرة، ولن تسمح الثقافات العربية ولا الموروثات التاريخية، فى إنتاج نماذج على غرار ما يحدث فى الغرب، وإنما المتوقع أن تكون المناطق الحدودية بين الدول المنفصلة ساخنة دائما، لتظل المنطقة ترقص فوق صفيح ساخن.
لم يبذل المجتع العربى ولا مؤسساته الشعبية والرسمية أدنى جهد، لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الدول العربية، وكأنه شىء عادى أن يتمزق الجسد العربى شيعا وأحزابا، فقد غرس الأشرار فى باطن أرضه ألغاما ومتفجرات.