كتبت منذ سنوات عن حتمية منع النقاب فى المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات وكذلك المستشفيات والمعاهد الطبية بأنواعها وقد حدث لى موقف شخصى عندما كانت أمى فى العناية المركزة ودخلت لأجد ممرضة منتقبة تتحدث فى المحمول داخل غرفة العناية وتتجاهل تماما آهات المرضى وعندما طلبت منها أن تقودنى لطبيب تركتنى بلا أى اهتمام وعندما جاء مدير المستشفى بعد صراخى بحثا عنه اعتذر لى ولكنى طلبت بإصرار أن أراها فقال لى هناك أكثر من ممرضة منتقبة وهو شخصيا لا يعرف وجوههم قلت كيف تحاسبهم فقال مشرفة الممرضات هى المسئولة فما كان منى إلا أن اتصلت بوزير الصحة السابق الدكتور عادل العدوى وحول الجميع للتحقيق ولم أقتنع آنذاك بالحل.
ومنذ أيام أصدر د جابر نصار قرارا عظيما بحظر النقاب داخل المستشفيات النابعة لجامعة القاهرة وشعرت أنه يأخذ حق والدتى وشكرته على الهواء فى مداخلة تليفزيونية ولكن فوجئت أمس ببيان من حزب النور بمعارضة القرار ثم بتصريح من أحمد الشريف رئيس الهيئة البرلمانية للحزب فى البرلمان بمهاجمة نصار وقراره وقوله إنه بذلك يتحدى الإسلام ورب الإسلام وأنه سيقدم مع نواب حزبه استجوابات فى البرلمان لإلغاء قرار نصار وأى قرار يمنع المنتقبات من حقهم فى الظهور بالنقاب، وأنا هنا لن أحلل كلام الشريف لكن ما أريد قوله أن كل يوم يمر يثبت أن التيار السلفى فى مصر هو تيار الجهل بامتياز وأن حزبه الدينى المسمى النور ليس سوى رديف أكثر خطرا وشرا لجماعة الإخوان الارهابية حتى لو هاجم مخيون رئيس الحزب الإخوان ومرسى، هل نسينا ما ذكره يونس مخيون رئيس حزب الضلمة فى مؤتمر جماهيرى أثناء الانتخابات البرلمانية بالإسكندرية لنساء الحزب ومرشحاته حيث قال الأخ مخيون إن حزبه أكثر حرصا على المشروع الإسلامى من الإخوان وأن مرسى وافق على اتفاقية تبيح الشذوذ بينما لم يوافق على نفس الاتفاقية حسنى مبارك وبرر ذلك بأن مبارك كان لدية مستشارون محترفون بينما الإخوان ارتموا فى حضن أمريكا ولذلك وافقوا على الاتفاقية، وهذا كلام فيه تضليل من رئيس الحزب الذى لم يجرؤ على الهجوم على مرسى إلا بعد زوالهم وأنا شخصيا لى معه واقعة عندما استضفته فى برنامجى صح النوم بداية حكم مرسى وواجهته بتعاونه مع الإخوان فى الدستور والبرلمان فقال نعم نحن ننسق المواقف من أجل المشروع الإسلامى، والتسجيل موجود والآن ينفى ذلك ويهاجم مرسى وهو لم يفعل مثلما فعلنا وهم فى السلطة.
هذا من ناحية الموقف، اما من ناحية الجهل فأنا أجزم أن الأخ مخيون لم يقرأ أصلا الاتفاقية التى قال اسمها غلط ونقلتها عنه كل المواقع الالكترونية باسم سيباى بينما الاسم الحقيق للاتفاقية سيداو cedaw، والاتفاقية لها قصة مع مبارك والإخوان، فهى أصلا صدرت من الامم المتحدة لإلغاء كل انواع التمييز ضد المرأة فى ديسمبر ١٩٩٧ ومصر وقعت عليها فى ديسمبر ١٩٨١ أى فى بدابة عهد مبارك ونشر ذلك فى الصحيفة الرسمية بالعدد رقم ٥١ وساعتها أشاعت مجلات الإخوان ان الاتفاقية تمنح المرأة ما يخالف الشريعة وتدعو للإباحية الجنسية وغير ذلك من الهرطقات. والغريب إن الإخوان فى عهد مرسى وافقوا على بنود أخرى أضيفت للاتفاقية وكانت السفيرة ميرفت التلاوى فى الأمم المتحدة مع وفد من نساء الإخوان وأوضحت لهم أن مصر كانت أول دولة عربية وقعت على السيداو وأن الاتفاقية لا تخالف الإسلام وكان معها ترجمة لفتاوى لعلماء من الأزهر يرحبون بالاتفاقية وصفق لها الحاضرات من نساء العالم.
أما ما يردده السلفيون اليوم على لسان مخيون يعبر عن موقف السلفيين من المرأة التى رموزا لها بورده فى الانتخابات الماضية وحرموا نشر صورها والآن فهم يشوهون الاتفاقية لأنها حددت فى فقرتها الثانية من المادة ١٦ بتجريم زواج الأطفال ومنع خطوبة الطفلة وأرست بتحديد سن الزواج وهو ما هاجمه ياسر برهامى لأنه يروج ويحلل زواج القاصرات والأطفال، أما اعترافه الأخطر فهو كلامه عن التنسيق مع الأمريكان فقد ذكر أن السفيرة الأمريكية دعته هو وأنصاره للانضمام لاعتصام رابعة وقال إننا شاركنا حتى لا نبعد عن المشهد ثم قال إننا لم نشارك فى المجازر لأننا نعرف الانضباط والالتزام ونحرص على المشروع الإسلامى الحقيقى، إذن مخيون كشف عن نقطتين فى منتهى الخطورة وهما أنه كان ينسق مع الأمريكان والثانى أنه يتبنى فى حزبه المشروع الإسلامى وهو كلام الإخوان بالحرف وكأن الأحزاب الاخرى ضد هذا المشروع أو تتناقض معه وبالتالى نعود مرة ثانية وعاشرة لنفس الحلبة الجهنمية لخلط السياسة بالدِّين واستغلال البسطاء والتجارة بالإسلام من أجل القفز على السلطة.