لا نستطيع أن نفهم غضبة دعاة وأئمة الأوقاف تجاه دورات التثقيف، إلا فى سياق تمترسهم حول العناد الذى يبديه كل صاحب رسالة حين تصل به الثقة إلى الاعتقاد الراسخ بأنه لا يخطئ، وهذه عقبة أخرى فى طريق ما نتطلع إليه من صحوة فى الفكر الدينى لا ترتبط فقط بتماشى الخطاب مع العصر، لكنها أيضا ترتبط بمن يقدم هذا الخطاب وكيف يفكر ويتكلم ويناقش ويستمع وما هى أدواته، الخبر السيئ الذى أقوله لكم هو أن كثيرا ممن يعتلون المنبر ليسوا بالكفاءة المناسبة سواء من الأزهر أو الأوقاف، لكن الخبر الذى قد يخفف من مرارة الحقيقة، أن هذا التدنى لا يقتصر على الدعاة وحدهم، فقد وصل إلى طوائف كثيرة فى المجتمع، حتى نحن معشر الصحفيين نشكو لكل الناس انحدار المهنة وغزو الدخلاء، وهذا الاعتراف هو النقطة المؤسسة لأى إصلاح حتى لو لم يبدأ بعد.. على الدعاة أن يعترفوا أولا أنهم بشر يخطئون، ثم تعالوا نتحدث عن المستقبل.