لم يعد الحديث عن رفع دعم البنزين وزيادة أسعار تذاكر المترو، يثير فى نفس المواطن مقدار الخوف الذى كان فى الماضى، ليس لأن الموطن أصبح أكثر شجاعة فى مواجهة الأسعار، لكن لأن كثرة الحزن تعلم البكاء كما يقول المثل، فالمواطن غارق حتى أذنيه بين الغلاء والتضخم وتسارع متطلبات الحياة، وهذا واقع فرضته ظروف ربما لم يكن شريكًا فيها، ويعيش على أمل أن يصبح القادم أفضل، وللإنصاف يجب الاعتراف بفساد وترهل أنظمة الدعم الحالية بكل أشكالها، والمواطن يتمسك بها من باب التعويض عن مرافق سيئة وخدمات رديئة يتقبلها بصمت، لذلك أول ما سيسأل عنه الناس بعد رفع الدعم كليًا، هو جودة الخدمات فى الصحة والتعليم والمرافق، ولن يصبروا على الغلاء أو يقتنعوا بالإصلاح الاقتصادى إلا إذا لمسوا تحسنا فى هذه الخدمات، لأن العكس سيكون معناه أنهم تعرضوا للنصب.