فى سجون مصر (تعليم وعلاج وترفيه)

تعودنا جميعاً منذ قديم الأزل على مقولة شهيرة خاصة بالسجن وهى ( السجن تأديب وتهذيب وإصلاح ). وكنا نعلم أنها مجرد كلمات فحسب، فجميع الروايات التى عرفناها عن طبيعة الحياة داخل السجون مخيفة جداً ومحبطة ولا تحتوى إلا على سلبيات لا أول لها من آخر ! ولكن : إحقاقاً للحق وتقديراً للجهود المبذولة مؤخراً والخاصة بتطوير منظومة السجون، فقد شاهدت على شاشات التليفزيون ما لم تصدقه عيناى وما لم. أكن أتوقع رؤيته من قبل . فقد شاهدت عمليات تدريب المساجين على عدة حرف بشكل متخصص بحيث يتم إعداد الشخص ليصبح بعد نهاية فترة التدريب متخصصاً متمكناً من الحرفة التى يختارها . أى نعم. كانت مسألة تعليم الحرف متواجدة فى السجون طوال الوقت ولكنها لم تكن يوماً بمثل هذه الجودة والإتقان وسلامة التأهيل والتدريب . كما شاهدت ملاعب لممارسة الرياضات المختلفة وفرق من النزلاء متنافسة فيما بينها وجو من الألفة والمعنويات المرتفعة بين المساجين لم أتوقعها على الإطلاق . و كذلك فوجئت بهذا المستوى العالى من الخدمات الطبية و الأجهزة المتطورة جداً داخل مشافى السجن والتى تقوم بعلاج كافة الأمراض وكذلك إجراء العمليات الجراحية حتى أن أجهزة الغسيل الكلوى التى لم تعد متوفرة بمستشفيات كثيرة خارج السجن باتت متاحة لنزلاء السجون من مرضى الفشل الكلوى . لدرجة أن هناك حالات بعينها كانت تتلقى العلاجات المختلفة لبعض الأمراض المزمنة بانتظام داخل السجون و بعد خروجها و انقضاء مدة عقوبتها لم تعد قادرة على مواصلة العلاج ! وأخيراً : شاهدنا جميعاً مشهداً لم نكن نتوقع أن نراه سوى فى أفلام السينما أو نقرأه فقط فى الروايات، ولكننا بالفعل رأيناه فى الواقع داخل أروقة سجن برج العرب وهو حصول أحد السجناء على شهادة الدكتوراه فى القانون الجنائى بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية ذلك بعد أن وفرت له إدارة السجن كافة المساعدات و التسهيلات من حيث توفير الكتب و المراجع، كما تحملت نفقة المناقشة . أكتب هذا الكلام لأؤكد للجميع أننا لا نتصيد الأخطاء و نقف فقط على السلبيات لنضع تحتها عدة خطوط، و لكننا نتمنى أن يعم الإصلاح وتتزايد الإيجابيات لنفرح بها ونتفائل خيراً بما هو قادم خاصة فى منظومة الصحة والعلاج التى نالها من التهور النصيب الأكبر فى السنوات الأخيرة، و الآن نحن بانتظار بدء العمل بقانون التأمين الصحى لكل مواطن الذى تمت الموافقة عليه و بدأت بالفعل الخطوات المبدئية لتطبيقه فى بعض المحافظات، فلعلها بادرة خير وخطوة على الطريق المنشود الذى طالما انتظرنا طويلا لنخطو عليه . و كذلك دعوة لكل حاقد له عين واحدة لا ترى إلا كل ما هو محبط و لا تتحدث إلا عن الأخطاء و التقصير و تغض البصر عن كل الإصلاحات وبوادر الأمل التى نتمنى أن نراها و نشعر بوجودها . وفقكم الله وسدد خطاكم و بارك مسعاكم لما فيه خير هذا البلد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;