شاهدت كما شاهد الملايين فى مصر، فيديو للحظة انقضاض مواطن مصرى على أحد الإرهابيين الذين استهدفوا كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان يوم الجمعة الماضية ، وبقدر ما تسبب الحادث الإرهابى الغاشم فى حزن المصريين "مسلمين ومسيحيين"، على حد سواء، بقدر ما أثارت شجاعة وإقدام هذا البطل إعجاب الملايين فى مصر والعالم، بعدما انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى كالنار فى الهشيم.
أتمنى أن يختار المسئولون فى الدولة وفى المسابقات التى تنتشر على المواقع الإلكترونية هذا البطل كشخصية العام لعام 2017 ، فلولاه كان من الممكن ، لا قدر الله، أن يسقط شهداء أكثر وأكثر، خاصة وأننا علمنا فيما بعد أن هذا الإرهابى كانت بحوزته عبوة ناسفة لو كان فجرها لحصدت أرواح أبرياء.
ما يثير الغضب والشعور بالهزيمة، لدى الإرهابيين، أن الحوادث الإرهابية التى يرتكبونها ضد المصريين فى الكنائس والمساجد وضد قوات الأمن ، لا تزيد المصريين إلا إصرارًا على الوقوف خلف قواتهم الأمنية للتصدى للإرهاب الأسود والإصرار على اقتلاعه من جذوره .
أتصور أن الإرهابيين حينما شاهدوا هذا الفيديو انتابتهم حالة من الجنون والغيظ ، وأيقنوا أن إرهابهم ضاع هباءًا منثورًا ولم يخلف فقط إلا شهداء أبرارا أحياء عند ربهم يرزقون ، وأن قتلاهم فى النار بما اقترفوه من إثم تجاه مصر والمصريين.
ما فعله الشاب المصرى البطل هو واجب على كل مصرى، واجب علينا كمصريين أن نواجه الإرهابيين وجرائمهم، وهو ما أكده أيضًا فى نفس الحادث الإرهابى، أحد القائمين على مسجد الدسوقى بحلوان ، المجاور لكنيسة مارمينا، حينما أخذ ينادى ويحفز أهالى المنطقة مسلمين ومسيحيين فى لحظة الهجوم الإرهابى، عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد ، قائلاً :" الإرهاب يستهدف الكنيسة ، احموها زى ما بتحموا المسجد ، أغيثوا إخوانكم المسيحيين من الإرهاب "، هذا النداء الذى أشعل حماسة أهالى المنطقة مسلمين ومسيحيين ، فغير المسلمين قبلتهم إلى صلاة الجمعة فى المسجد ، وتوجهوا إلى الكنيسة لحماية أخوتهم الأقباط .
فى نوفمبر الماضى وقع الحادث الإرهابى الذى استهدف مسجد الروضة فى العريش الذى خلف أكثر من 300 شهيد وعشرات المصابين ، وقبل ساعات من نهاية العام وقع حادث كنيسة مارمينا ، وأسفر عن استشهاد أمين شرطة و6 من المواطنين ، فيما أصيب 4 آخرين ، وسبقه قيام منفذ الحادث بإطلاق عدد من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس ، مما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين تواجدا داخل المحل .
حادثتى الروضة ومارمينا، يؤكدان حقيقة أن الإرهاب بات يستهدف الجميع دون النظر إلى دياناتهم ومعتقداتهم ، لتحقيق غايتهم الكبرى المتمثلة فى إسقاط مصر وزعزعة أمنها وتشويه صورتها أمام العالم، لكن أبدًا لن تزيدنا جرائمهم الإرهابية ومخططاتهم البائسة للنيل من أمن مصر وسلامة المصريين إلا إصرارا على الوقوف خلف قواتنا الأمنية لاقتلاعهم من جذورهم .