من "العز بن عبد السلام" لـ"السيسى": ما تصبح أنت الأول

"لو كل واحد صبح على مصر بجنيه من 10 مليون مصرى بيتكلموا فى التليفونات هنلم 4 مليار جنيه فى السنة"، كانت هذه إحدى رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه للمصريين الأربعاء الموافق 24 فبراير 2016.

لنعد قليلا بآلة الزمن إلى الوراء...يوم السبت السادس من الشهر الجاري داس موكب الرئاسة على سجادة حمراء أثناء افتتاح مشاريع تنموية بأكتوبر، فهل يمكن لنا هنا أن نطرح سؤال: "السجادة دى تمنها يعمل كام اصطباحة على مصر؟"، ثم في يوم الاحد 28 يونيو 2015 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارا جمهوريا بزيادة المعاشات العسكرية بنسبة 10%.

وبتاريخ 13 سبتمبر 2015 أصدر الرئيس قرار جمهورى رقم 99 لسنة 2015 بمنح علاوة خاصة للعاملين بالدولة من غير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، وهنا يقفز السؤال، كم ستكلف هذه الزيادات خزينة الدولة ، ونحن فى أزمة إقتصادية طاحنة نحتاج فيها إلى كل جنيه "علشان نعرف نصبح على مصر"؟

فى السادس من أغسطس 2015، أفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى قناة السويس الجديدة فى حفل مهول، ممثل شركة "JWT"، الفائزة بتنظيم حفل الافتتاح هاني شكري، أعلن تكلفة الحفل "30 مليون دولار" أى ما يعادل حينها 230 مليون جنيه مصرى.

تكلفة المؤتمر الاقتصادى لدعم مصر "مصر المستقبل" والذى استمرت فاعليته على مدار 3 أيام من 13 -15 مارس 2015 بلغت ما يزيد عن 100 مليون جنيه والكل لا يزال يسأل أين العائد منهما؟

دعكم من التساؤلين فلن نجد لهما إجابة كسابقيهما ولنكمل الدوران بآلة الزمن إلى الوراء، نذهب بعيدا هذه المرة لنقف فى القرن الثالث عشر الميلادى وبالتحديد عام 1260 حيث كان يعيش "العز بن عبد السلام" وهو لمن لا يعرفه عالم دين يلقب بـ"عز الدين" و"سلطان العلماء" و"بائع الملوك"، برز في زمن الحروب الصليبية.

بعد قصة شجرة الدر المعروفة وأيبك وأقطاى ووصول المملوك سيف الدين قطز إلى حكم مصر، وظهور خطر التتار ومذابحهم فى كل بلدة أبادوها قبل أن يصلوا للمحروسة، عمل العزّ على حث الحاكم لملاقاة التتار لتدخل مصر وشعبها ومن يحكمها فى حالة حرب مع أشرس عدوان عرفه التاريخ.

ولما أمر قطز بجمع الأموال من الرّعية للإعداد للحرب، وقف العزّ بن عبد السلام في وجهه، وطالبه ألا يؤخذ شيئا من الناس إلا بعد إفراغ بيت المال، وبعد أن يخرج الأمراء وكبار التجار من أموالهم وذهبهم المقادير التي تتناسب مع غناهم حتى يتساوى الجميع في الإنفاق، فاستجاب قطز للعزّ بن عبد السلام وجمع المال من الأغنياء والأمراء وبعدهم أدلى الفقراء بما قدروا عليه.

حقيقة لو أن بيننا من يمتلك شجاعة العز بن عبد السلام الذى لم يخش فى الحق لومة لائم لقالها للرئيس "ما تصبح أنت على مصر الأول"، صبح عليها بوضع الجنيه فى مكان يعود لك منه أثنين وليس فى مكان يهدره بلا فائدة، لست ممانعا لدعوة التبرع لمصر بل سأكون أول من يصبح عليها عندما تكون هناك عدالة فى توزيع ثرواتها، عندما تتساوى دخول الفقراء مع معاشات العسكريين والقضاة ولا أقول مرتباتهم التى يتقاضونها أثناء الخدمة، عندما يتساوى الجميع حتى ولو فى الظلم، أقول بطعم المرارة ما تعلمناه وردده السابقون على مسامعنا "إن المساواة فى الظلم عدل".

وتعود بنا الآلة مرة أخرى إلى خطاب الرئيس حينما قال "أنا لو ينفع أتباع علشان مصر أتباع"، ونقول له "لا نريد أن نبيعك ولا أن نبيع أى مواطن مصرى ولن نبيع وطننا ولو بأموال الدنيا، لو أن العدل فينا صار شريعة ومنهاجا يوما سنشترى بأموالنا ما نريد".

إن الخروج من الأزمة الإقتصادية الطاحنة وارتفاع سعر الدولار وانتهاك حرمة الجنيه المصرى لن تحلها دعوات التبرع، لا يمكن أبدا لإقتصاد دولة أن يُبنى على تبرعات، فكم من دعوة سبقتها فى عهد السيسى أو غيره لم تغير من الواقع شئ، الأمر يحتاج أكثر من ذلك إصلاح حقيقى وتطبيق لمنظومة العدالة الإجتماعية بحزمة من الإجراءات يعرف القائمون على البلاد ماهيتها، ليصبح خير مصر لكل المصريين لا لفئة معينة تبخل عليها حينما تقع بين مطرقة الفقر وسندان "الحوجة".

وختاما لمن أراد التصبيح أنت عارف هتصبح إزاى، برسالة على الرقم ٣٧٠٣٧ وأتمنى أن تدعوا لها معى بقلب خالص لوجه الوطن عسى الله أن يفرج عنها وعنا ما نغوص فيه من مصائب .




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;