مشكلة باسم يوسف أن الغرور تملك منه لدرجة يظن نفسه الحاكم بأمره والقادر على مواجهة الجميع، ولا يقدر أحد على مواجهته، متسلحاً بعدد متابعى صفحته على الفيس بوك أو الفلورز على تويتر، يعتبرهم الجيش الذى يستند إليه فى معاركه "الفيبسبوكية" أو "التويترية"، ليس لديه حدود فى الخصومة، فالخطوط الحمراء ممنوعة عليه، يستخدم أسلوبه الساخر فى الانتقاد والهجوم، لأن هدفه هو جذب قطاع كبير من الشباب حوله، ممن تستهويهم الاعتراضات السياسية الساخرة التى يجيدها باسم ولعب عليها طيلة الشهور الماضية، خاصة بعدما أصبح بلا عمل.
يجيد باسم السخرية السياسية فى جمل قصيرة، مواهبه تظهر هنا، فهو لا يجيد السخرية عبر الكتابات الطويلة، لأنها ستكشف عن جهل معلوماتى والرغبة فى الانتقام من الجميع دون سبب واضح، فسار باسم على الخط الذى يهواه ويخفى من ورائه شخصيته العدوانية والكارهة، لكنه لم يستطع الحفاظ على نفسه مدة طويلة، فغروره أعمى بصيرته وجعله يدخل فى طريق اللاعودة، وهو ما حدث حينما حاول باسم أن يعلق على مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمصريين بأن ينشطوا لزيادة حصيلة صندوق "تحيا مصر"، عبر مبادرة سميت بـ"صبح على مصر بجنيه"، فمقبول من الجميع، بمن فيهم باسم يوسف وغيره، أن ينتقدوا هذه المبادرة ويفندونها، لكن أن يتحول الأمر إلى نشر لأكاذيب وتضليل فإن الأمر يستحق وقفة، ليس ضد باسم فقط وإنما كل من يحاول تضليل المصريين.
باسم فى تعليقه على المبادرة، الذى كتبه على صفحته بموقع "فيس بوك"، حاول تضليل الجميع بالحديث عن وقائع لم تحدث وليس لها صلة بالواقع، وأنها ترديد لروايات حاولت بعض الدول توريط مصر فيها لأغراض ليست بريئة، منها بالطبع ما قاله باسم، "تعالوا نتحاسب على فلوس مبارك اللى أوروبا باست أيدينا عشان نرجعها، لكن لا، إزاى؟ إحنا نسحب منك جنيه على الموبايل ونصيبنا خالص من مليارات المفروض هى حقنا"، هو يزعم أن أوروبا تريد إعادة أموال نظام مبارك لمصر، بينما الدولة رافضة، فهل هذه هى الحقيقة فعلاً أم أنه كذب وتضليل وتدليس أيضاً لمحاولة إظهار الدولة المصرية بأنها تعيش فى كنف نظام مبارك.
باسم يقول ذلك إما جهلاً بأن الدول الأوروبية، وعلى رأسها سويسرا، تماطل فى تسليمنا أموال نظام مبارك، وتضع أمامنا قيودا وشروطا تعجيزية، أو أنه يكذب ويعلم أنه يكذب لأنه يريد التضليل ليس إلا.
باسم يقول، "نتحاسب على الفلوس اللى ضاعت من مصر بسبب هروب السياح منها عشان أنت طلعت ضربت سياح بطياراتك فى الصحرا وعذبت طالب طليانى وقتلته وفلقتنا بالأمن والأمان ومش عارف تأمن مطاراتك فانضربت طيارة واتفضحت فى العالم كله، شوف بقى السياحة كانت حتصبح بكام؟".. من ينظر لما كتبه باسم سيجد أنه يتوافق تماماً مع ما يقوله الإخوان عن مصر، وما حاولت بعض القوى الإقليمية ترديده عن مصر فى محاولة لإسقاطها، فهل هى سقطة من باسم يوسف أم جهل متعمد من جانبه.
ما كتبه باسم ملىء بالأكاذيب والتضليل أيضاً، وهو ما يكشف عن الشخصية الحقيقية للإعلامى الساخر، فالأمر لم يعد قاصراً على السخرية السياسية البريئة، وإنما مرتبط برغبات فى نفس باسم للانتقام من مصر دون أن يوضح لنا أسباب ذلك.
أعلم أن باسم يمتلك القدرة على مهاجمة كل من ينتقده لأنه يعلم كيف يتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعى، لكن الحقيقة يجب أن تظهر للجميع، حتى إن كانت أعراضها شديدة القسوة علينا.. باسم يوسف لم يعد مجرد الإعلامى الساخر، بل الباحث عن الانتقام بالكذب والتضليل والانتقام أيضاً، اختار السير فى هذا الطريق لعلمه بأن المناسب له، والذى يستطيع من خلاله تحقيق مكاسب كبيرة يعلم هو قدرها.