هذا الفيلم بدأت فكرته منذ 2009 رغم أنه لم يُعرض إلا فى نهاية 2017، وبتكلفة قدرها 84 مليون دولار استطاع أن يحصد إيرادات حتى الآن تزيد على 230 مليون دولار، فيلم أعظم رجل استعراض الذى يُعرض حالياً وقصته مستوحاة من حياة بى تى بارنم وهو صاحب أول فكرة لإقامة سيرك، فالقصة تحكى حياة هذا الرجل الذى كان والده يعمل لدى عائلة غنية فى القرن التاسع عشر ويقع ابنه فى حب ابنة العائلة الغنية ولكنهم يرسلوها بعيدا عنه للدراسة، ثم يعود ويلتقى بها بعد سنوات ويتزوجا رغم مقاطعة أهلها ويفقد بارنم عمله فى الشركة التى كان يعمل بها ولكنه يتحايل على البنوك ويحصل على قرض ويفتتح فى أحد شوارع برودواى متحفاً للشمع، ثم توحى له إحدى بناته بالتفكير فى تغيير نشاط المكان لكى يعرض لنماذج من البشر غير التقليديين كالأقزام أو الرجل الذى يشبه الكلب وهكذا يبحث بارنم عن كل من يُعد عجيبا بين جنس البشر ويصنع منهم فرقة استعراضية تقدم فنون السيرك من رقص وغناء وألعاب ترابيز، وينجح مسرح بارنم ولكنه أبداً لا يلقى نجاحا لدى الطبقة الأرستقراطية التى تنتمى لها الزوجة.
ويجد بارنم شريكاً من الطبقى الغنية فى نيويورك يستطيع أن يدعمه، وتتغير حياته ثم يلتقى بمطربة شهيرة فى أوروبا ويستدعيها للغناء فى أمريكا ويصبح وكيلها ولكن تواجهه مشاكل وينسى من بدأوا معه الرحلة، وتتكالب عليه الديون والكوارث بحريق مسرحه، وتكاد حياته الزوجية أن تتحطم ولكنه يعود فيستجمع قواه مع أفراد فرقته وينشئ أول سيرك بشكله الحالى المعتاد حديثاً خيمة كبيرة وكثير من الفن غير التقليدى.
الفيلم هو العمل الأول لمخرجه مايكل جريسى الذى لم يستقبله نقاد هوليوود بترحيب كبير رغم نجاح الفيلم تجاريا، على عكس استقبالهم لبطل العمل هيو جاكمان الذى رُشح للجولدن جلوب كما تم ترشيح الفيلم ولكنه حاز على جائزة أفضل أغنية فقط.
فيلم أعظم رجل استعراض فيلم يحمل كثيرا من البهجة فى الصورة والمعنى، فحكاية بارنم رجل الاستعراض وصعوده ثم إخفاقه ثم صعوده، هى تيمة محببة للجمهور الذى يحلم مع أبطاله فى غرفة مظلمة بشاشة مضيئة، بفرصة لتغيير الواقع وحكاية بارنم تحقق لجمهور المشاهدين هذه الأمنية.
كل عناصر الفيلم من تصوير لرقص لغناء وموسيقى وكذلك الأزياء، كلها عناصر أسهمت فى إقبال المشاهدين على فيلم يحكى حكاية من الواقع تحمل أملاً، وما أحوجنا للأمل حتى لو جاء من خلال فيلم سينمائى.
هيو جاكمان ممثل استثنائى أثبت كثيرا أنه ليس فقط كما اختارته مجلة فاريتى كأكثر الرجال وسامة فى العالم ولكنه أيضا من أكثر الممثلين قدرة على التنوع ما بين الأداء الجاد والكوميدى والاستعراضى وفى فيلمه الأحدث استطاع أن يجمع كل قدراته مما رشحه للجولدن جلوب التى فاز بها من قبل على دوره الرائع فى فيلم البؤساء.
حياة بارنم ملك الاستعراض والسيرك تحولت لفيلم يبعث الأمل فى المشاهدين بعد قرن من الزمان.