لم يكن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأربعاء الماضى، بمسرح الجلاء، إلى الشعب المصرى حول ضرورة التبرع لصندوق «تحيا مصر» مجرد خطاب من رئيس إلى شعبه، لكن الرئيس السيسى أراد أن يكشف للشعب المصرى حقيقة الأوضاع الداخلية التى تمر بها مصر وحجم المشكلات الاقتصادية الحالية لبلد تخطى عدد سكانه الـ 90 مليون.
الرئيس قال: "صندوق تحيا مصر جمع مبلغ 4.7 مليار جنيه، منها مليار جنيه من الجيش، وعايز تعالج ملايين المصريين من فيروس سى مش قادرين، وعايز تعمل سكن للناس للى فى المناطق العشوائية علشان نخرجهم منا، دا لو كل يوم 10 مليون من الـ 90 مليون موبايل اللى موجود مع الناس، صبح على مصر بجنيه من الموبايل بتاعه، يعنى فى الشهر 300 مليون جنيه، يعنى فى السنة 4 مليار جنيه، إحنا بنتكلم كتير.. إحنا بنتكلم كتير، إحنا عايزين عدالة اجتماعية، أنا اعمل عدالة اجتماعية ولا أحنا نعمل عدالة اجتماعية، لا إحنا نعمل عدالة اجتماعية، إحنا نعمل للناس دى ما يليق بيهم، هقول تعليق صعب جداً جداً.. والله العظيم لو ينفع اتباع لأتباع علشان نعمل للناس ما يليق بيهم".
هنا انتهت تصريحات الرئيس السيسى، لكن توابعها لم تنتهى منذ الأربعاء الماضى، وحتى كتابة هذه السطور، فالمصريون استمعوا لرئيسهم جيداً، وكانوا عند حسن ظن رئيسهم بهم، فالمدير التنفيذى لصندوق "تحيا مصر" محمد عشماوى، أعلن أن الصندوق جمع على رقم 37037 مبلغ 2 مليون 600 ألف جنيه حتى الآن، المصريون تبرعوا وسكان «فيس بوك» و«تويتر» يهاجمون المتبرعين ويهاجمون الرئيس السيسى.
الجانب الآخر، شباب جماعة الإخوان الإرهابية ما زالوا يتبرعون بأموالهم للجماعة، التى لا تتوقف عن التخطيط لضرب الاستقرار فى مصر وعرقلة أى مسيرة للتنمية، هل فكر من يهاجمون دعوات الرئيس للتبرع لصندوق «تحيا مصر» أن هجومهم العبيط سيعرقل ما تقوم بها الدولة من إجراءات لإنقاذ الاقتصاد المصرى الذى بات على حافية الانهيار.
هل شباب الإخوان، الذين ما زالوا ينفذون تعاليم الجماعة وتنفيذ قرارات مرشدهم وتنظيمهم الدولى بالخارج، من القيام بتظاهرات أو يقومون بتفجيرات تضرب أمن المصريين جميعاً، أكثر وطنية من المصريين الذين يرفضون التبرع لصندوق «تحيا مصر» وينتقدون دعوات الرئيس الذى عرض نفسه للبيع لصالح الشعب ومصر، التبرع لصندوق تحيا مصر بات مهماً للغاية لأسباب كثيرة ومتعددة منها إنقاذ الوطن من التعثر الاقتصادى الذى نمر به، والتأكيد على وطنيتنا وحبنا لهذا البلد العريق، مصر تستحق الكثير ليس فقط مجرد التبرع بـ«جنيه»، مصر تستحق العمل منا ليلاً ونهاراً لنزيح ما خلفه فساد أكثر من ثلاثين عاماً.. «تحيا مصر».