تمثيلية مش محبوكة زى ما بنشوف فى الأفلام العربى القديمة بالضبط، عندما يحاول المجرم ادعاء الجنون بعد ارتكابه جريمة القتل أو السرقة أو الاحتيال للهروب من العقاب، لأنه مكنش متصور إنه يتحاكم بجد، أو كان متصور إنه أذكى من الجميع! التمثيلية يلعبها دفاع هشام جنينة هذه المرة، بادعاء أن موكلهم ليس فى كامل قواه العقلية وأنه مصاب بشعرة ساعة تروح وساعة تيجى، وعندما تأتيه الشعرة يضطر لإطلاق تصريحات مسيئة وتحريضية ضد الدولة المصرية، أه والله، دفاع جنينة المفترض أنه مستشار ورجل قضاء سابق قالوا كده فى بيان رسمى، موكلنا مهبوش فى قواه العقلية، طيب يا هيئة الدفاع الموقرة، هو الجنان بتاع جنينة ده بيجيله بس على صورة تصريحات ضد الدولة المصرية؟!
طبعا لم يتوقع جنينة ولا من نصحوه من التنظيم الدولى للإخوان بإطلاق التصريحات المسيئة والتحريضية ضد الدولة المصرية أن يتم التعامل معه بحسم، كما لم يتوقعوا أن التكليف بالحوارات المسيئة والتحريضية التى كلفوا بها أبواقهم بها من جنينة إلى أبو الفتوح وقيادات التنظيم فى لندن وأنقرة والدوحة سينكشف سريعا بدلا من أن يبدو وكأنه تعبيرا حرا من تيار معارض مصرى فى ظل أجواء الانتخابات الرئاسية!
المفاجأة التى أخرست وأربكت وهلهلت وحطمت أبواق الإخوان ومن لف لفهم أن الدولة اتخذت الإجراءات القانونية تجاه كل من أطلق التصريحات التحريضية والعبيطة فى منصات المواجهة الاستخباراتية فى الخارج ومنهم بالطبع السيد جنينة المهبوش فى عقله والموكوس أبو الفتوح الميت بغيظه وحقده رغم سيره على قدميه.
جنينة التى يدعى الآن أنه عبيط ولا يمتلك السيطرة على قواه العقلية أدلى بتصريحات مسمومة للمنصة الاستخباراتية «هافنتجتون بوست»- النسخة العربية، وادعى فيها أن سامى عنان هرب وثائق الدولة بعد 25 يناير إلى الخارج، وأن هذه الوثائق تحمل أسرارا تكشف كل ما جرى منذ هذا التاريخ إلى الآن بما فى ذلك الطرف الثالث الذى ارتكب جرائم القتل الغامضة خلال الثورة، وكذلك ، حسب تصريحاته، تورط مسؤولون بالدولة على أعلى مستوى فى هذه الأحداث، وأن حبس عنان فى الاتهامات التى يتم التحقيق معه بشأنها سيؤدى مباشرة إلى كشف هذه الوثائق.
ولم يكن جنينة الذى يسوق الآن الهبل على الشيطنة ولا من وراءه يتوقعون أن تتعامل معه الدولة بالقانون، وأن تتخذ الإجراءات تجاهه على الفور دون إبطاء، وكذلك لم يتوقعوا أن يتحرك سامى عنان ويقدم بلاغا ضده إلى النيابة العامة ينكر فيه كل ما ادعاه جنينة ويطالب بمعاقبته،لأنه يعلم أنه حال صمته سيكون شريكا فى الادعاءات وسيزداد موقفه القانونى سوءا، بعد التجاوزات التى أوقع نفسه فيها.
لو أجرينا استطلاعا الآن، كيف يمكن أن يحكم القراء الأفاضل على ما قام به جنينة ودفاعه؟ هل يمكن أن يعتبروا تصريحاته نتيجة العبط والجنون؟ أم أنها تصريحات مسمومة وموجهة ولا تصدر إلا عن شخص يعرف تماما ما يقول ويراهن على هدف فى ذهنه يريد الوصول إليه من وراء تصريحاته؟ وهل فعلا يمكن تصور أن الجنون فى حالة جنينة يتلبسه فقط فى حالة الهجوم على الدولة المصرية والإساءة إليها؟ وهل هناك ما يسمى بالجنون تحت الطلب مثل القناع الذى أضعه فى درج مكتبى وأرتديه عند اللزوم؟
الخلاصة أن المصريين الذين طالعوا بيان جنينة ودفاعه حول العبط المفاجئ والجنون تحت الطلب، يردون عليه بكلمتين وبس: «العب غيرها».