رحل اليوم السبت، حسن مختار، أفضل حارس مرمى فى مصر والعالم العربى، لما حققه من انجازات كلاعب وكمدرب فهو حارس الدراويش الأسطورى وحارس منتخب مصر ومدرب حراس الإسماعيلى والمنتخب القومى الأسبق.
ولا يعرف الكثيرون أن حسن مختار بدأ مشواره كلاعب جمباز بنادي بورفؤاد، قبل أن تلفت مرونته وموهبته المدير الفنى لفريق بورفؤاد ليطلب منه مشاركته في أحد تدريبات الفريق ليلفت إليه الأنظار كحارس مرمي مميز يمتلك موهبة غير مسبوقة في هذا المركز في مصر ليبدأ مختار مشواره كحارس مرمي لنادي بورفؤاد.
حسن مختار من مواليد 26 يناير 1944 فى بور فؤاد ببورسعيد لعب كحارس مرمى لأول مرة فى نادى بور فؤاد موسم 63/64 ثم مع نادى القناة، وكان النادى الأخير قد هبط من الدورى الممتاز إلى دورى الدرجة الثانية، ونتيجة وجود حسن مختار حارسا لمرماه عاد للصعود إلى الدورى الممتاز.
وانضم حسن مختار إلى منتخب مصر وكان الوحيد الذى تم اختياره ليلعب مع منتخب مصر لكرة القدم من أندية الدرجة الثانية، حيث كان يلعب فى ذلك الوقت مع نادى القناة بدورى الدرجة الثانية قبل عودة النادى فى العام الثانى للعب فى الدورى الممتاز عام 1967.
ووقع حسن مختار عقد انضمامه للعب فى ليبيا بعد أن توقف الدورى الممتاز وكرة القدم فى مصر، بسبب ظروف حرب 67 واقتصر لعب كرة القدم فى مصر على المباريات الودية فقط.
وقع مختار عقد انضمامه للنادى الإسماعيلى كحارس مرمى وكان يبلغ وقتها من العمر الخامسة والعشرين، ولعب مع الدراويش فى بطولة أفريقيا بجميع مبارياتها، وكانت أول بطولة تدخل مصر عام 1969 وكان اللعب أمام 130 ألف متفرج فى مباراة الانجلبير الشهيرة، وقد حقق فى ذلك الوقت بداية شهرته العريضة كحارس مرمى متميز.
ووقع مختار فى السبعينات عقد انضمامه كحارس مرمى مع منتخب قطر لكرة القدم، وكان العقد ينص على أن يلعب للمنتخب القطرى وينال الجنسية القطرية المزدوجة، ليتمكن من لعب مباريات المنتخب القطرى فى دورى الخليج.
وبدأ حسن مختار العمل فى مجال التدريب، بالعمل كمساعد مدرب للمنتخب القطرى لكرة القدم، مع جهاز تدريب متكامل للمدرب الإنجليزى المعروف "فرانك ويجنال"، حيث كان قد اعتزل فى نفس ذلك الوقت اللعب كحارس، وبدأ فى تدريب حراس المرى بالمنتخب القطرى أولا، ثم انتقل لمرحلة تدريبية أخرى عندما ذهب إلى السعودية فعمل مع المدرب البرازيلى "جوبير" ومساعده البرازيلى ايضا "بيندر ليكسمبورج" والأخير درب منتخب البرازيل، ويدرب فى عام 2005 نادى ريال مدريد الشهير.
وفى 1984 كانت بداية ظهور حسن مختار مع المنتخبات الوطنية المصرية، وقام بتدريب كل حراس المرمى الأفذاذ أمثال إكرامى، ثابت البطل، عادل المأمور، أحمد شوبير، أحمد ناجى، أيمن طاهر، نادر السيد، مصطفى كمال، عصام الحضرى، طارق سليمان، وشريف أكرامى وأحمد أكرامى ومحمد صبحى ومحمد فتحى وغيرهم من نجوم حراس مرمى مصر، وكان هو أول من أكتشف عصام الحضرى.
وشارك حسن مختار فى تدريب المنتخب القومى المصرى فى أربع دورات لكأس العالم فى كرة القدم وهى: دورة البرتغال ودورة مصر عام 1997، ودورة الإمارات، بالإضافة إلى تدريبى الحالى للمنتخب القومى للشباب الذى شارك فى بطولة كاس العالم بهولندا، كما حصل مع المنتخب على كأس إفريقيا عام 1986.
ونال حسن مختار العديد من الأوسمة والأنماط وشهادات التقدير منها شهادة من مجلس الوزراء عام 73 واللجنة الأولمبية فى نفس العام، وونال وسام الرياضة من الطبقة الثانية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 70 ووسام الرياضة من نفس الطبقة عام 73 من الرئيس السادات، كما تم تكريمه من الرئيس مبارك عندما فاز المنتخب بكأس الأمم الأفريقية.
كما نال العديد من الأوسمة والأنماط وشهادات التقدير منها شهادة من مجلس الوزراء عام 1973، واللجنة الأولمبية عام 1973، ومن الاتحاد القطرى عام 1979، ومن نادى الشباب عام 1987، ومن نادى الشارقة عام 1992، ومن المقاولين العرب عام 2003.
وأسهم حسن مختار فى تحقيق إنجازات رياضية عديدة منها كأس أمير قطر عام 77 و78 و97 وبطولة الدورى الممتاز مع نادى الشارقة والمركز الأول فى الدورى المصرى مع الإسماعيلى موسم 1990 والفوز بكأس مصر.
حسن مختار عاش أيامه الأخيرة فى أكتئاب شديد نظرًا لتجاهل المسئولين والرياضيين تاريخه العظيم الذي قدمه، حسب ما صرح للمقربين منه.
وتزوج حسن مختار، من الفنانة رجاء الجداوى التي كانت في ذلك الوقت تعمل عارضة أزياء وممثلة، وبدأت قصة حب بينهما، عندما ألتقت رجاء الجداوي بـ"حسن مختار" للمرة الأولى في السودان أثناء مشاركتها في مسرحية مع خالتها تحية كاريوكا بعنوان "روبابيكيا"، وكان يلعب مباراة هناك، وأثناء رحلة العودة إلى مصر صارحها برغبته في الزواج منها، لكنها ماطلته بحجَّة أنه تقدَّم لخطبتها سبعة عرسان رفضتهم جميعًا بسبب والدتها، وليست على استعداد لتقبّل صدمة ثامنة منها.
لكن عندما صارحت "رجاء الجداوي" والدتها برغبة حسن في الزواج منها، فوجئت أنها مرحّبة للغاية، واتضح أنها من أشد المعجبين به، ومتابعة جيدة لمباريات كرة القدم، ليتم الزواج في فترة قصيرة للغاية.
وقالت الجداوى عن مختار: "من أفضل الرجال الذين عرفتهم بحياتى، فرغم جديته فى الحديث والتعامل مع الآخرين، إلا أنه يملك قلبًا حنونًا دافئًا، كما أنه يحب أسرته وعائلته بشكل كبير".