وجه الأمير تركي الفيصل نقداً لاذعاً للرئيس الامريكي أوباما، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية ليست هي من تمتطي ظهور الأخرين لتبلغ مقاصدها، قائلاً " نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا.
وقال الامير تركي الفيصل لـ " اوباما " نحن من شاركناك معلوماتنا التي منعت هجمات إرهابية قاتلة على أميركا نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التي أدت إلى تكوين التحالف، الذي يقاتل فاحش (داعش).
كشف الامير تركي الفيصل أن المملكة العربية السعودية هي من تدرب السوريين الاحرار الذين يقاتلون الارهابي الاكبر على حد وصفه بشار الاسد والارهابيين الاخرين النصرة وفاحش.
يأتي ذلك في تصريحات عبارة عن مقال صادر على لسان الامير تركي فيصل في وسائل اعلام موجهاً حديثه للرئيس الامريكي أوباما بطريقة اللوم والعتاب قائلاً: نحن من قدّم جنودنا لكي يكون التحالف أكثر فعالية في إبادة الإرهابيين، ونحن من بادر إلى تقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني للشعب اليمني، ليسترد بلاده من براثن ميليشيا الحوثيين المجرمة؛ التي حاولت، بدعم من القيادة الإيرانية، احتلال اليمن، ومن دون أن نطلب قواتٍ أميركية.
وقال فيصل : نحن الذين أسسنا تحالفًا ضم أكثر من ثلاثين دولة مسلمة، لمحاربة كافة أطياف الإرهاب في العالم، ونحن أكبر متبرع للنشاطات الإنسانية التي ترعى اللاجئين السوريين واليمنيين والعراقيين. نحن من يحارب العقائد المتطرفة التي تسعى لاختطاف ديننا، وعلى كل الجبهات. نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الذي يجمع القدرات المعلوماتية والسياسية والاقتصادية والبشرية من دول العالم.
وكشف فيصل في حديثه أن المملكة العربية السعودية هي من تشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك، بجانب إرسال السعودية آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك، وبتكلفة عالية، لكي ينهلوا من العلم والمعرفة، موضحا في الوقت نفسه أن المملكة هي من تستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن أميركي، وبأجور مرتفعة، لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتنا وصناعاتنا.
وقال " وزيري خارجيتك ودفاعك شكرَا، علنًا، وفي مناسبات عدة، التعاون المشترك بين بلدينا، موضحاً إنّ وزارة الخزانة الامريكية امتدحت، عدة مرات، إجراءات المملكة في كبح أي تمويل يمكن أن يصل إلى الإرهابيين.
واشار قائلاً " لقد التقى بك ملكنا سلمان، في سبتمبر الماضي، وقبل أن تخرج تأكيداتك بأن الاتفاق النووي الذي عقدته مع القيادة الإيرانية سيمنعها من تطوير السلاح النووي إلى مدى الاتفاق.
ووجه فيصل كلامه للرئيس الامريكي قائلاً : لقد أكدت أنت: «دور المملكة القيادي في العالمين العربي والإسلامي »، موضحا ان الرئيس الامريكي والملك سلمان أكدا على وجه الخصوص: «ضرورة مناهضة النشاطات الإيرانية التخريبية»، موضحا ان الرئيس الامريكي انقلب على المملكة واتهمها بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق.
وقال فيصل في نبرة استياء من أوباما : انت تزيد الطين بلة بدعوتنا إلى أن نتشارك مع إيران في منطقتنا إيران التي تصفها أنت بأنها راعية للإرهاب، والتي وعدت: «بمناهضة نشاطاتها التخريبية>
وتسائل فيصل في حديثه الموجه لـ " اوباما " هل هذا نابعٌ من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هبّ ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت ؟ أم هو نابع من ضربة مليكنا الراحل عبد الله، رحمه الله، على الطاولة في لقائكما الأخير، حيث قال لك: «لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس» أم إنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية إلى حدّ أنك تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عامًا مع أميركا، وقيادة إيرانية مستمرة في وصف أميركا بأنها العدو الأكبر والشيطان الأكبر، والتي تُسلّح وتموّل وتؤيد الميليشيات الطائفية في العالمين العربي والإسلامي، والتي ما زالت تؤوي قيادات «القاعدة» حتى الآن، والتي تمنع انتخاب رئيس في لبنان من قِبَلِ «حزب الله» المصنف من حكومتك بأنه منظمة إرهابية، والتي تمعن في قتل الشعب السوري العربي؟
لا، يا سيد أوباما.
وقال الفيصل لـ " اوباما " نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم، نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصحّحها، مؤكداً على الاستمرارية في اعتبار الشعب الأميركي حليفنا، ولن ننسى عندما حَمِي الوطيس وقفة جورج هربرت ووكر بوش معنا، وإرساله الجنود الأميركيين ليشتركوا معنا في ضد العدوان الصدامي على الكويت، حين وقفوا مع جنودنا كتفًا لكتف.