انطلق أمس الإجتماع الثالث لأسرة يوسف الصديق للخدمات العامة بقرية الكشح " السلام " بمحافظة سوهاج تحت رعاية رجال الدين المسيحي والإسلامي في المركز بـعنوان" الإدمان وخطورته على الفرد والأسرة والمجتمع " ، بحضور شباب القرية وكبار العائلات في القرى المجاورة .
وقال القس ديمتريوس الجبلي في الحفل الذي أقيم في كنيسة القديسة العذراء مريم بـ" الكشح" وسط حضور رجال الدين الإسلامي والمسيحي أن الإدمان اصبح خطراً يهدد المجتمع بقوه ويكاد يفتك به لما يؤثر به سلبا علي عماد المجتمع وهم الشباب .
وقال الجبلي في كلمته أمام الحضور أن المجتمعات القروية كانت اكثر المجتمعات التزاما بالتدين والاخلاق والسلوكيات القويمه والعادات والتقاليد الاصيله ، مضيفاً أن هذه المجتمعات طالتها ما طالته سائر المجتمعات الاخري من عادات وسلوكيات غريبة سيئة.
وقال الجبلي أن الغرض من الندوة اليوم يأتي لتضافر الجهود للوقوف معا ضد الادمان الذي يهدد بلدنا
بجانب نشر التوعية بين افراد القرية لتجنب خطر الادمان ، و وضع خطة عمل لمواجهة الادمان واهمها تأسيس مركز لعلاج حالات الادمان بأقل التكاليف وبالجهود الذاتيه لتوفير العلاج للعامه وخاصه الفقراء اللذين لا يمتلكون نفقات العلاج
وحول أكثر أنواع المخدرات التي إنتشرت في القرية بشكل خاص والقرى الأخرى بشكل عام أوضح الجبلي أن هناك إنتشار لانواع معينة لعل أهمها الترامادول وأقراص التامول ، وذلك لرخص سعرها مقارنة بالأنواع الاخري للمخدرات .
وقال الجبلي أن خطورة هذه الاقراص تكمن ايضا في تزايد طلب المدمن في الجرعه اليوميه التي يتناولها ، حيث يبدأ بربع قرص يوميا ويصل بعض فتره الي شريط كامل واكثر ، مما يعجل بالقضاء علي هذا الشخص نفسيا وجسديا وماديا واجتماعيا
وحول أضرار الأدمان على الشباب أوضح الجبلي أن هذا سيصيبه بتدهور سريع في صحه المدمن بجانب خلق مشاكل ماديه قويه تحاصر المدمن لاحتياجه الشديد للمال المطلوب لشراء المخدرات
، بالاضافة إلى أن سلوكيات المدمن سيئه مثل الاندفاع والسرقه والكذب وعدم الوفاء بالوعد او اي شئ
وانهيار في الجانب الاخلاقي له.
وبدوره قال مدير عام مستشفى دار السلام المركزي الدكتور محمد عبدالهادي أن للإدمان تأثيرات خطيرة على جسم المتعاطي ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به، موضحاً أن هذه التأثيرات تختلف من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجة خطورتها.
و اعتبر عبد الهادي الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع ، وهي التي ينطلق منها الفرد إلى العالم الذي حوله بتربية معنية وعادات وتقاليد اكتسبها من الأسرة التي تربى فيها، ويقع على الأسرة العبء الأكبر في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيئ فتهيئ لهم اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب الأمور كلها، إلا أن الحياة العصرية الحديثة أدت إلى حدوث التفكك بالمجتمع ، وانعدام الترابط الأسري ، وبدأ هذا التيار الغربي ينتقل إلى مجتمعنا. إن مشاكل الأسرة الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في انتشار المخدرات وتعاطيها.