سبعة أيام تفصل بين نشر الموضوعين، وكأن كاتب المقال الذي يتخذ لنفسه لقب نيوتن على صفحات المصري اليوم يتبع خطوات ويكتفي أثر الكاتب الصحفي صلاح منتصر في الأهرام.
فكلا الكاتبين كتبا موضوعين نبعا من فكرة واحدة، ألا وهي الدعوة إلى السماح بعودة محكومين بأحكام قضائية وهاربين خارج البلاد للرجوع مرة أخرى لأسباب قالا إنها إنسانية محضة، دعوة رأها كثيرون تمهيداً لعودة هذين الهاربين، طبعاً لم تكن الدعوة تخص جميع الهاربين، ولكن الكاتبين خصا شخصين فقط، حيث دار مقال نيوتن حول وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، فيما دعا صلاح منتصر صراحة في مقاله النائب العام إلى السماح لحسن إبن الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل بالعودة إلى البلاد ليكون بجوار والده قبل وفاته.
نيوتن في مقاله نقل عن يوسف بطرس غالي تساؤله عن أسباب منعه من تشييع جثمان عمه الذي وافته المنية قبل أيام، ومن قبله والده، وكان ذلك خلال اتصال نيوتن به لمواساته.
نيوتن أكد في مقاله أن المنع أصبح سيفا مسلطا على رقاب الجميع. قائلاً: "من هم في الخارج ممنوعون من القدوم. ومن هم في الداخل ممنوعون من الخروج. بغير أسباب واضحة. بدون سند قانونى. خلافا للدستور ومبادئه ونصوصه. وقبل كل هذا وذاك خلافا للأعراف الإنسانية".
ودعا نيوتن إلى أن يشارك الممنوعين الهاربين خارج البلاد فى حضور تشييع جثمان الأقارب من الدرجة الأولى على الأقل مثل الزوجة والأب والأم والأخ.
نيوتن أشار إلى أن يوسف غالي ليس وحيداً في هذا الشأن. مؤكداً أن أعداد أصدقائه الممنوعين من السفر أو دخول البلاد تزداد يومًا بعد يوم، أحدهم بحجة العثور على قطعة سلاح غير مرخصة في منزله، تهمة تم تلفيقها له. آخر لأنه كان مسؤولا أو وزيرا قبل 25 يناير. ثالث لأنه كان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة صحفية، رغم أنه لا يواجه أية تهمة، من أي نوع.
نيوتن اختتم مقاله بأن ما وقع على يوسف بطرس ظلم. قائلاً: "منع الناس من حقهم فى حرية التنقل والسفر ظلم. التوسع فى ذلك ظلم. السكوت عليه ظلم. لم يطلب يوسف بطرس الكثير. لا يطالب بأكثر من حقه الدستورى. فارفعوا الظلم عنه وعن أمثاله. احترموا المادة 62 من الدستور المصرى. والمادة 12 فى الميثاق الدولي لحقوق الإنسان".
وقبلها بأسبوع كامل كتب صلاح منتصر، في الأهرام مقالاً أثناء الأيام الأخيرة من مرض الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل وقبل وفاته، ناشد فيه المستشار نبيل صادق النائب العام، السماح لحسن نجل هيكل، الموجود خارج البلاد وينتظره قرار ترقب وضبط، بالحضور الى مصر ليكون إلى جانب والده مع أخويه الدكتور طبيب على هيكل والخبير الإقتصادي والمالي أحمد هيكل، منتصر أكد في مقاله أن دافعه في هذه المناشدة هو تقدير مكانة هيكل وقيمته إلى جانب البعد الإنساني في الموضوع.
نيوتن على خطى منتصر الذي لاقت دعوته لعودة حسن هيكل إلى البلاد لحضور تشييع جثمان والده، استجابة من الدولة، فهل يكون يوسف غالي القادم على قائمة المسموح لهم بدخول مصر بسلام آمنين؟