"ادخلوها بسلام آمنين "..بابا الفاتيكان يدق أبواب المحروسة للمرة الأولى

أنظار العالم تتحول الى مصر المحروسة غدا الجمعة وبعد غد السبت لمتابعة الزيارة التاريخية الأولى للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان التى يقوم بها الى مصر .
حماس تستعد من خلاله مصر لاستقبال الأب الأقدس وليس فقط من قبل الجماعة الكاثوليكية حيث يشارك البابا في المؤتمر العالمي للسلام الذي تنظّمه جامعة الأزهر في القاهرة و تتخلل الزياره لقاءات مسكونيّة وما بين الأديان وأخرى ذات طابع راعوي.
قرار البابا فرانسيس بإتمام الزيارة رغم الحادثين الانتحاريين اللذان استهدفا كنيستين فى أحد الشعانين كان له صداه الايجابى على الشعب المصري والحكومة أيضًا التي أظهرت امتنانًا واهتماما كبيرا ببابا الفاتيكان .
وعلق الأنبا إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك فى تصريحات صحفية قائلا أن هذه الزيارة تعتبر بركة كبرى للكنيسة مشيرا الى ان الراعى الأول للكنيسة الكاثوليكية فى العالم يأتى لزيارتنا وتفقدنا لاعطاء دفعة كبيرة فى قلوبنا .
وأكد ان الكنيسة الكاثولكية ستظل دائما من الرواد فى الفكر والخدمة فى كل المجالات التى تخدم الانسان بدون تمييز حتى يكون انسان ويزرع السلام
متمنيا ان تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لشجاعة اكبر حتى نكون رسل سلام وصانعى مستقبل مصر المزدهر .
من جانبه علق أيضًا الأب غابريل كويك من المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين قائلا ان كل مصر أخوة والكنيسة الارثوذكسية والكنيسة الكاثولكية والعالم الاسلامى كل مصر تنتظر زيارة بابا فرانسيس قائلا انه يجب الصلاة من اجل هذه الزيارة التاريخية والاخوية مشيرا الى ان بابا فرانسيس يقوم بالصلاة كل يوم من اجل البابا تواضرس الثانى وان البابا تواضرس الثانى يصلى كل يوم من اجل البابا فرانسيس لذلك نحن نصلى من اجل السلام فى العالم ومن اجل السلام فى مصر.
وأشار فى تصريحات صحفية الى ان هذه الزيارة للسلام تستطيع ان تبنى جسر بين الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية وبين المسيحيين والمسلمين مؤكدا على اننا جميعا اخوه ونستطيع نجبر جسر السلام والعدل .

جدول زيارة بابا الفاتيكان :
يغادر قداسة البابا مطار فيومتشينو الدولي بروما في تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من صباح غدا الجمعة متوجها إلى مطار القاهرة الدولي الذي سيصله البابا عند الساعة الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
تجري مراسم الاستقبال الرسمي على أرض المطار. بعدها يقوم البابا فرنسيس بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي , ثم يقوم بزيارة شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب على أن يتوجّه البابا بعدها إلى المؤتمر العالمي للسلام لإلقاء كلمته وللاستماع إلى كلمة الشيخ الطيب.
يلتقي الأب الأقدس بعدها ممثلين عن السلطات المدنية وأعضاء السلك الدبلوماسي ويقوم بزيارة إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسيلقي كل منهما كلمة عقب اللقاء المشترك.
أما يوم السبت الموافق التاسع والعشرين من أبريل الجاري يبدأ البابا يومه بالاحتفال بالقداس الإلهي عند الساعة العاشرة صباحًا، وبعد تناول الغداء مع الأساقفة يتوجّه الأب الأقدس عند الساعة الثالثة عصراً ليلتقي بالكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين، هذا وتلي اللقاء مراسم الوداع الرسميّة على أن يتوجّه بعدها الأب الأقدس إلي مطار القاهرة الدولي ليستقلّ الطائرة عند الساعة الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلّي عائدا إلى روما حيث من المرتقب أن تحط الطائرة البابوية على أرض مطار تشامبينو عند الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت إيطاليا.

خطة تأمين الزيارة :
تأتى زيارة بابا الفاتيكان غداة أسابيع قليلة من هجومين إنتحاريين استهدفا كنيستين فى محافظتين واوديا بحياة عشرات الاشخاص مما جعل زيارة فرانسيس تحوز على اهتمام السلطات المصرية .
فى حى الزمالك الراقى شددت الأجهزة الأمنية الإجراءات بداية من المنطقة التى تقع فيها سفارة الفاتيكان وما حولها وتجري الشرطة عمليات تفتيش من باب إلى آخر كما يخضع المارة للتفتيش، وتمت مطالبة أصحاب المتاجر بغلقها خلال الزيارة التي تبدأ غدا كما يحظر إيقاف السيارات فى شوارع رئيسية قريبة من السفارة ونقلت أسوشيتدبرس عن مسؤول قوله، إن قوات الأمن تقوم بتمشيط المنطقة للكشف عن أي مواد متفجرة خلال الزيارة.
وبمشاركة القوات المسلحة وضعت الاجهزة الأمنية خطة أمنية شديدة التعقيد خاصة وان البابا فرانسيس قرر أن يستقل سيارة غير مصفحة من النوع "جولف" مكشوفة أيضا يستطيع خلالها أن يرى المواطنين ويرونه خلال القداس المزمع عقده باستاد الدفاع الجوى صبيحة السبت .
حيث يبدأ القداس بمرور سيارة البابا على أرض الملعب ، الذى تم إعداده بشكل كامل ليتناسب مع الحدث .
ووجهت القيادة العامة للقوات المسلحة بتوفير كل الإمكانيات الفنية والإدارية لإدارة الشئون المعنوية للمساعدة فى إخراج الحدث بشكل جيد، حيث وفرت الإدارة آلاف الأعلام المصرية وأعلام الفاتيكان، بالإضافة إلى زجاجات المياه وغطاء الرأس للمواطنين الذين يحضرون الحفل ومن المنتظر أن تتزين سماء القرية الأولمبية للدفاع الجوى ، وعدد من الأماكن المهمة فى جمهورية مصر العربية، بصور للعذراء مريم، بالإضافة إلى نشر صور البابا فرانسيس وبجوراه الأهرامات وعلم مصر.
ويؤدى البابا فرانسيس القداس، فى ساعة ونصف تقريبا ، وتنقل الحدث جميع القنوات والصحف والمواقع المحلية والدولية، حيث تشرف إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة على الحفل بشكل كامل بالتنسيق مع الكنيسة الكاثوليكي.

يصل البابا فرانسيس الى مصر كرجل سلام يحمل رسالة آمنة ثلاثية الأبعاد البعد الراعوي من أجل الجماعة الكاثوليكيّة الحاضرة في البلاد والبعد المسكوني في الحوار مع الأقباط الأرثوذكس وبُعد الحوار بين الأديان في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 90 مليونًا يشكّل من بينهم المسلمون السنة نسبة 89 % والأقباط الأرثوذكس الـ 10 % والكاثوليك من مختلف الطوائف الـ 0.1 % فقط.