الموهبة مش محتاجة أكتر من "إحساس".. لوحات "عمرو" تحكى ما يخفيه خلف "متلازمة داون".. دافع عن حقه فى الحياة بالفن.. وأثبت قدراته الخاصة بالرسم.. متخصص فى الجرافيك واختياراته للألوان تتحدث عن الموهبة

فور أن طرقنا الباب فتح لنا شاب متأنق، رحب بنا بتهذيب وحرارة وابتسامة واسعة، وصحح بلطف خطئنا فى اسمه الذى نطقناه "عُمر"، وتقدمنا بخطوات إلى داخل بيته لنصبح بعد عدة خطوات جزءًا من عالم "عمرو ضياء"، الشاب الثلاثينى المولود بمتلازمة داون، قبل 34 عامًا، ولكن وُلِد كذلك بمواهب عدة تساعده أسرته كثيرًا فى بلورتها.

بين الرسم والموسيقى والرياضة تنوعت حياة "عمرو" الذى أبى والداه إلا أن يتمتع بكل حقوقه فى الحياة، احتضناه بدفء فى أسرتهما الصغيرة التى تضم إلى جانبه شقيقة واحدة، ودافعوا بإصرار شديد عن حقه فى أن يستمتع بحياته كأى ابن آخر، معترضين على الطريقة الشائعة فى المجتمع المصرى للتعامل مع الأطفال بمتلازمة داون "بنحس إنهم مستخسرين فيهم الحياة" كما تقول والدته.. وكانت الحصيلة موهبة فريدة فى تصميم الجرافيك، وموهبة أخرى فى العزف على البيانو والأوكرديون، وعشرات الميداليات فى رياضات الجرى والسباحة والبولينج، بينها ميدالية أولمبية فضية حازها عام 2003.

رحلة فريدة يخوضها عمرو مع الصور، يغوص أمام جهاز الكمبيوتر لساعات منهمكًا فى دمج الصور مع بعضها البعض، لتنتج فى النهاية صورة سريالية رائعة تنتمى إلى ما يعرف باسم "فن الفوتومانيبوليشين" (Photo manipulation).

لا يعرف عمرو هذا الفن، ولا تاريخه، ولكنه يعرف فقط ما يعلمه إياه مدرس الكمبيوتر بجمعية "الحق فى الحياة" الذى يحكى عمرو عنه بحماس "بقعد مع مستر ماجد محسن كل يوم ثلاثاء، يجيب لى صور جديدة، ويعلمنى أعمل إيه وأنا أعمل زيه واشتغل بنفسى فى البيت"، ويعرف عمرو كذلك الشغف الذى ينتابه وهو يعمل على تصميم صورة بعد أخرى حتى وصل رصيده من هذه الأعمال 187 صورة يحتفظ بهم باعتزاز على جهاز الكمبيوتر الذى يقع فى ركن غرفته التى تشبه "المملكة" الخاصة به، ويستعد للاشتراك بهم فى معرض فنى قريبًا.

فى الغرفة التى يقضى بها غالبية وقته، يمكنك أن تعرف كل شىء عن عمرو، فهو مشجع مخلص للنادى الأهلى يحتفظ بملصق لاسمه على دولابه، وميدالية خاصة به، تعرف أيضًا مشواره مع الموهبة من الرسم اليدوى الذى أتقنه فى طفولته، إلى الرياضة التى يحتفظ بعدد ضخم من الميداليات التى أحرزها بها.

أسرة عمرو الصغيرة هى دليل قوى على أنه رغم المشاكل الجينية التى تحد من قدرات طفل متلازمة داون، والتى لا يمكن تغييرها أو علاجها، إلا أن توفير جو عائلى متعاون يساهم فى تطوير النمو الكلى للطفل، ويحسن جودة حياته، وتحكى والدته "ليلى الدهشان" عن التحديات التى واجهتها فى مشوارها مع عمرو "اللحظة الأصعب كانت لحظة الولادة التى أحمد لله أنها حدثت فى كندا، لأنهم منحونى هناك الدفعة الأولى لتخطى الصدمة وعلمونى أنه مثل أى طفل آخر، يحتاج فقط أن نربيه لنخرج أفضل مميزاته ونبرز أفضل إمكانياته، فكل ما يحتاجه أطفال متلازمة داون هو أن تتغير ثقافة المجتمع تجاههم، ويؤمنوا بحقهم فى الحياة، ففى مشوارنا مع عمرو لم نواجه صعوبات فى تعليمه وتطويره بقدر ما واجهنا صعوبات مع المضايقات من المجتمع، والذى لا يؤمن بحقه فى الحياة ولا التعليم".




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;