قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن تحديد سعر النفط يخضع للمضاربات ومصر لا تقود الأسواق فى اتجاهات بورصة خام برنت، وبالتالى فإن عمليات الارتفاع والانخفاض المتلاحقة تجعل من الصعب توقع سعر محدد للنفط حاليا، ولكن رؤية أسعار النفط واضحة بأنها ستظل منخفضة خلال عام 2016، وتبدأ مستويات الأسعار فى التوازن مرة أخرى خلال عام 2017.
وأضاف وزير البترول فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن عودة السعر كما كان عليه لـ100 دولار أو حتى 70 دولارا أمر صعب فى الوقت الحالى، وسوف يستغرق حوالى عامين فى هذا التذبذب.
وأشار وزير البترول إلى أن وقف حالة الانهيار التى تشهدها الأسواق فى سعر البرميل، يتطلب التعاون المشترك بين الدول الأعضاء فى أوبك والمنتجين من خارجها، لافتا إلى أن سوق البترول العالمى يشهد حاليا وفرة كبيرة فى المعروض من الخام، وفى نفس هناك تباطؤ فى الطلب العالمى أدى للضغط سلبا على مستوى الأسعار العالمية والاستمرار فى الانخفاض.
وتابع المهندس طارق الملا: "أنه سيأتى وقت والأسعار يحدث فيه التوازن والمعادلة تتوازن عندما تنفد كميات المخزون ويبدأ تعافى الطلب العالمى خاصة فى أسواق آسيا".
ويعانى سوق النفط منذ فترة طويلة، من انخفاض حاد فى أسعار البترول، والذى وصل إلى أقل من 30 دولارا، وأثر على نشاط البحث والاستكشاف فى مجال البترول والغاز الطبيعى.
وقال مسئول فى وزارة البترول، يوم الخميس الماضى، إن تكلفة دعم المواد البترولية فى البلاد بلغت نحو 26 مليار جنيه (3.321 مليار دولار) فى أول ستة أشهر من السنة المالية 2015-2016 وجاء تراجع دعم الحكومة للمواد البترولية بتأثير واضح من تهاوى أسعار النفط العالمية.
وكان حمدى عبد العزيز المتحدث باسم البترول قد أكد "لـ "انفراد"" أن قوة الدولار أمام العملات الأخرى، أدت إلى مزيد من الضغوط على الأسواق، موضحا أن ذلك انعكس سلبا على أسواق المال العالمية وعلى خطط وتدفق استثمارات الشركات العالمية، وتباطؤ عمليات البحث والاستكشاف والتنمية وتأجيل بعض الشركات لمشروعات مخططة، وقيام أخرى بتسريح أعداد من موظفيها لترشيد المصروفات لمواجهة تدنى إيراداتها.
وأشار إلى أن استمرار بعض دول أوبك، فى سياستها الرافضة لتقييد الإنتاج للحفاظ على حصتها فى السوق، مع عدم وجود تنسيق بينها وبين الدول خارج المنظمة، أدى إلى وجود جلطة فى السوق البترولية، ساهمت فى حدة الانخفاض فى الأسعار العالمية، قائلا: "ولاشك أن الجميع فى حالة ارتباك، نظرا لتأثير هذا الانخفاض على موازين مدفوعات الدول البترولية، خاصة التى يعتمد اقتصادها بشكل كبير على العائدات البترولية".