ركوب الأمواج..حلم شبابى لدخول الأولمبياد فى لعبة لا تعترف بها مصر..أخوين ينقلونها من أمريكا..150 لاعبا ينتظرون قرار تأسيس الاتحاد.. يؤكدون: نستعد لأولمبياد طوكيو.."الشناوى": نمارسها منذ 10 سنوات ونعيش

10 سنوات هو العمر الافتراضى لأحد الألعاب المهملة فى مصر، يمارسها مجموعة من الهواة على شواطئ الاسكندرية والساحل الشمالى، بعيدا عن أنظار الجميع سوى بعض المهتمين بها والراغبين فى تعلمها، ورغم عدم وجود اتحاد لها إلا أنهم أصروا على ممارستها وتطوير مهاراتهم، حتى أضحوا منافسين يفتقرون إلى الفرصة، وظلت طموحاتهم حبيسة فى انتظار جرة قلم من الدولة للإعتراف بهم واحتضانهم قبل أن يرحلوا لبلاد أخرى. التزلج على الأمواج، تلك الرياضة التى تعلق بها المصريين عبر فيديوهات مبهرة كانت تبث عبر شاشات التلفزيون وانتقلت لمواقع التواصل الاجتماعى، وكانت دائما تأتى كما يقولون من "أوروبا والدول المتقدمة"، يتألق فيها الآن مجموعة مكونة من 100 شاب مصر، كل لاعب منهم يحمل قصة نجاح، ويَحلمُ أن يصبح بطلا فى المستقبل، تراودهم الأحلام على أمل تحقيقها فى أرض الواقع، قصتهم بدأت بعد نجاح أخوين مصريين فى نقل اللعبة إلى الشواطئ المصرية عام 2007 بعد زياراتهم لأمريكا وقضائهم عطلة قصيرة، وشكلوا فريق مصرى باستعانة بعض المدربين الأجانب، وذلك لتدريب شباب مصريين خلال السنوات الماضية بالجهود الذاتية وبعض المساعدات الخارجية لدعم اللعبة بعيدًا عن أنظار الدولة، حتى أصبحوا قادرين على المنافسة. شعلة من النشاط تملأ وجوه ووجدان الشباب، أحبو ممارسة هوايتهم فأبدعوا فى تلك الرياضة المعروفة دوليا وغير معترف بها محليا، باتوا يحيوُن على الأمل فى الاستمرار والمحاولة وخوض التجربة، والمنافسة على ألقاب دولية تذكر اسم مصر فى المحافل الرياضية العالمية. ويحلم هؤلاء اللاعبين بتأسيس كيان رسمى يحتويهم، ويُلبى طموحاتهم وآمالهم بتقديم الدعم الكافى لهم، وإدراجهم فى الاتحاد المصرى لتصبح لعبة معترف بها، حتى يستطيعوا المنافسة فى الخارج. ويقول الشباب لـ"انفراد"، أنهم يتخوفون من استمرار الحالة المزرية التى يعيشون فيها بعيدا عن أعين المسئولين، فرغم حصولهم على دعم من الخارج، إلا أن العروض والإغراءات بشأن تدريبهم فى دول أوروبية باتت تحاصرهم، حتى أصبحت الهجرة وتمثيل دول أخرى أمرا مطروحا أمامهم تزامنا مع قلة الفرص والدعم من الدولة، بعد سنوات عاشوا فيها على أمل رفع علم بلادهم. ويقول محمد الشناوى، أحد اللاعبين، أن أكثر أوقاتهم يقضونها بين أمواج البحر، للتعلم وتعليم الآخرين، وممارسة هوايتهم التى يتمنون أن تصبح وظيفتهم مثل الألعاب الأخرى خاصة الفردية أو شبه الجماعية، غير كرة القدم واليد أو الطائرة، والتى يحصد كثيرين منهم ألقاب عالمية، أخرها اللاعبة نور الشربينى التى شرفت مصر من خلال أدائها فى الأسكواش. ويتابع "الشناوى" أنه تعلم الرياضة منذ 10 سنوات على يد مجموعة من المدربين الأجانب ساعدوا الشباب بمستلزمات وأدوات التزلج، ودربوهم على كيفية النزول إلى المياه وركوب الأمواج حتى وصلت المجموعة إلى أكثر من 150 لاعبا مؤهلين للمنافسة والمشاركة فى البطولات المختلفة. وحول المشاركة فى البطولات، أكد أن مستوى اللاعبين فى الوقت الحالى منافس جدا، خاصة أن التزلج على الأمواج بالشواطئ الساحلية المصرية صعب للغاية، حيث تمثل أسوا الأمواج، وذلك بسبب سرعتها وارتطامها بشكل مفاجئ على عكس الأمواج فى البلدان الأخرى التى تتسم بالسلاسة والانسيابية، مما يسهل عليهم المشاركة فى البطولات واكتساح المنافسين، خاصة أن تعلمهم جاء فى ظروف صعبة، و الأجانب أنفسهم يفشلون فى سرعة التعلم وممارسة التزلج بمصر. وأضاف الشناوى خلال حديثه لـ"انفراد"، إن المجموعة الشبابية تحاول نشر اللعبة، خاصة بين الأطفال منذ الصغر بتدريبهم وتعليمهم فن ركوب الأمواج عندما تكون هادئة، وتأهيلهم ليكونوا منافسين فى المستقبل، مشيرا إلى أن الأطفال يستجيبون بسرعة فى التعلم، بالإضافة إلى إبداء ترحيبهم بتعليم الآخرين من المصريين والأجانب بالتزلج على الأمواج فى وقت قياسى. وأشار إلى أن معظم اللاعبين يقضون نحو نصف العام بين أحضان المياه بمتوسط من 5 إلى 8 ساعات يوميا فى الصيف، والاكتفاء بساعة واحدة فى موسم الشتاء نظرا لطبيعة الجو القارس، لافتا إلى أن التزلج فى الشتاء أفضل بكثير، نظرا للأمواج العالية، مما يدفعهم إلى متابعة نشرات الطقس بشكل يومى للتعرف على مدى ارتفاع الأمواج للاختيار بين شاطئى الشاطبى أو العجمى المفضلين لديهم، مما يثير دهشة المارة والمواطنين، خلال ممارسة الرياضة. اللاعب أحمد جابر الشهير بــ"كولو"، هو أحد المحبين للرياضة التى تعلمها منذ 7 سنوات، قال إن ركوب الأمواج يعتمد فى الأساس على التوازن والاتساق، ويأخذ اللاعب أوضاع مختلفة للثبات، فحين يريد الإسراع ينحنى بجسمه، وحين يريد الخروج من الموجة يضع يده ليقلل من حركته، لافتا إلى أن اللعبة تصنف من أخطر الألعاب المائية للتعرض للارتطام أو الانزلاق، مما يجعلها رياضة ذات متعة وخطر فى آن واحد. وتابع أن الشباب يجتمعون يوميا لطرح الأفكار والأراء، وإصلاح ألواح التزلج التى دائما ما يتم كسرها خلال تعليمهم للآخرين، مشيرا إلى أن مستوى اللاعبين من ناحية اللياقة البدنية مؤهلين تماما لخوض أى بطولة، ولكن ما يمنعهم هو عدم وجود راعى سوى جمعية خيرية أمريكية تدعم اللاعبين على مستوى العالم. وأشار إلى أنها ليست قاصرة على الشباب حيث يشارك العنصر النسائى ويتميز فى هذه الرياضة المائية، مما يجعلهم مشروع أبطال فى المستقبل، مؤكدا إلى أن الشباب يتمنون المشاركة فى أولمبياد طوكيو المقرر إجرائه فى عام 2020، وذلك بعد اكتمال اللياقة البدنية لمعظم للاعبين الذين يصل عددهم لأكثر من 15 مشارك من الفتيات والشباب وقدرتهم على حصد مراكز متقدمة، ولكن هذا لن يتم بدون وجود راعى أو داعم أساسى. ياسمين سعد، إسكندرانية، 27 عاما، نموذج لإحدى اللاعبات المشاركات فى التزلج على الأمواج، فهى عاشقة للرياضة بشكل عام، وبخاصة التزلج ، واتجهت إلى هذه اللعبة المائية بعد تعلمها الكاراتيه وحصولها على الحزام الأسود، وكانت الفرصة سانحة لديها خلال ممارسة هوايتها المفضلة أيضا وهى الجرى على البحر مما دفعها إلى البحث عن هذه الرياضة والتواصل مع محبيها للبدء فى تعلمها. واعتبرت اللاعبة أن ركوب الأمواج بمثابة الرياضة المحببة لديها مؤخرا، لكونها غير مألوفة أو تقليدية أو غريبة لبنى جنسها، مشيرة إلى أن هناك فتيات بعدد كبير يحرصن على التعلم وإتقانها والتفوق فيها، وحتى وإن لم يعترف بها، خاصة أنها بحثت عن مدى تواجدها أو تمثيل اللعبة فى الاتحاد المصرى دون وجود أى أمل. وحول موقف أسرتها من هذه اللعبة، أكدت أن والديها شعروا بالقلق فى البداية من إصرارها على تعلم الرياضة، ولكن مع مرور الوقت أصبح الموضوع طبيعيا، مشيرة إلى أن الفتيات يستطعن تحقيق انجازا كبيرا فى هذه اللعبة على غرار المنافسات فى أوروبا، حيث يكتسح العنصر النسائى وينجحن فى حصد البطولات والمراكز المتقدمة. وفيما يتعلق بالممارسة، أوضحت أنها تقضى يومين فى الأسبوع، وهما يومى عطلتها من العمل، لتطوير مهاراتها وإمكانياتها، خاصة أنها خاضت التجربة فى وقت مبكر من صيف العام الماضى، ولكنها تسعى فى إحراز تقدما حتى تصبح مؤهلة ومنافسة قوية وجاهزة لأى بطولات فى المستقبل، لافتة إلى أنها لا تجد صعوبة فى التوفيق بين وظيفتها الأساسية وممارسة هوايتها، وربما ستترك عملها فى حال توافر الدعم للرياضة المائية. آمال كبيرة يطمح بها الشباب للاعتراف بهم، وكانت أخر كلماتهم هى الانفراجة فى تقنين الرياضة المائية للمشاركة فى البطولات الدولية ورفع اسم مصر عاليا فى المنافسات العالمية، حيث يحتاجون إلى دعم مستلزمات وأدوات التزلج وتأسيس كيان خاص بهم بإشراف وزارة الشباب بإدراجهم فى ضم اللعبة للاتحاد، مؤكدين على حماسهم فى حصد الجوائز والميداليات، ورغبتهم فى دعم الدولة ليكون بديلا عن الجهات الخارجية.




































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;