كشف خالد حبيب المشرف على البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، تفاصيل تلقيه مكالمة من أحد المسؤولين بمؤسسة الرئاسة المصرية يدعوه لطرح أفكاره وتصوره لتحقيق هدف يسعى لتنفيذه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فكان «البرنامج الرئاسى لتأهيل وإعداد الشباب»، الذى أصبح تجربة رائدة فى نجاحه، وإلى نص الحوار..
فى البداية هل سعيت للتعاون مع مؤسسة الرئاسة أم طُلبت لذلك؟
- لم أسعَ إلى ذلك، بل طُلبت إليه، وكان ذلك أجمل ما فى الأمر، ليس لأمر شخصى، لكن لأن ذلك بالنسبة لى كان إشارة إلى أن الدولة بدأت تنظر لأهل الخبرة والاختصاص، وليس أهل الثقة.
وكيف تمت دعوتك إلى العمل مع الرئاسة، ومن رشحك؟
- لا أعرف من رشحنى، لكننى تلقيت اتصالًا من الرئاسة فى سبتمبر 2015، وعرضوا علىّ تنفيذ مشروع يفكر فيه الرئيس، وكان الهدف المحدد وقتها هو تأهيل الشباب، وسألونى عن أفكارى فى ذلك الإطار، فأخذت الأمر بحماس شديد ووضعت تصورًا كاملًا، وتناقشنا فيه حتى اكتماله بالشكل الحالى.
هل كانت دوافعك لقبول المهمة دوافع مهنية أم سياسية؟
- بالطبع كانت دوافع مهنية، لكن ذلك لا ينفى أننى أحب الرئيس السيسى، وكان أكثر ما يعجبنى فيه أنه أول رئيس منذ عهد عبدالناصر يعترف للمواطنين بحقيقة المشاكل، كما أننى كنت معجبًا جدًا بإيمانه بالمشروعات القومية التى لم نرها منذ بناء السد العالى، وبناء شركات القطاع العام التى تم بيعها، وبالتالى كان السيسى بالنسبة لى نموذجًا للرجل الذى يريد أن يبنى البلد بحق.
ماذا كانت أهدافك الأولية فى برنامج تأهيل الشباب؟
- الهدف الواضح والمباشر كان بناء أشخاص محترفين فى كل المجالات، طب، هندسة، سياسة، إلى آخره، وفيما يخص الشروط كان هناك توجيه مباشر بأن يكون السن بين 20 و30 عامًا، وكان ذلك الشرط مقبولًا جدًا بالنسبة لى، لأن الشاب فى هذه السن لم يتلوث بعد بأمراض الإدارة والمشاكل الحالية لسوق العمل، كما كان هناك توجيه بالاهتمام بالنساء والمهمشين، وكنا نعطى نقاط تقييم لأفضل المتقدمين غير الحاصلين على تعليم جيد.
هل هناك شروطًا سياسية فيمن يتم اختيارهم؟
- على الإطلاق، وأنا شاهد على ذلك، السياسة والمواقف السياسية ليست من بين الشروط ولا الاختبارات، ولا يوجد أى سؤال عن المواقف السياسية بين أسئلة التقدم والالتحاق، بل على العكس نحن نعلّم الشباب كيف يمارسون العمل السياسى الحقيقى.
كم دفعة تخرجت فى البرنامج حتى الآن، ومتى نستطيع اختيار وزير من بينهم؟
- تخرج ألف شاب حتى الآن على دفعتين، وأعتقد أننا قد نرى أحدهم فى منصب وزارى بعد 4 سنوات من الآن، خاصة أن أغلبهم حاليًا يعمل فى مشروعات كبرى ومساعدين للوزراء فى ملفات مهمة.
ما السعر السوقى لدورة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب؟
- لو أراد شاب أن يحصل على تلك الدورة بإحدى الجامعات أو أحد المراكز ستتخطى تكلفتها 150 ألف جنيه، وقد تصل إلى 200 ألف جنيه للفرد الواحد، لكنه يحصل عليها فى برنامج تأهيل الشباب بالرئاسة مجانًا، ونعطيه فيها خبرات ومهارات أكبر بكثير مما قد يدرسه بالخارج.
كثيرون أيضًا لديهم اعتقاد بأن شروط القبول صعبة لدرجة أن من يتخطاها ليس فى حاجة إلى كورسات تأهيل من الأساس؟
- أبدًا أبدًا، الأمر مختلف تمامًا، ومن تقدم يعرف ذلك جيدًا، كل الشباب المقبولين شباب بسيط جدًا من جميع المحافظات، وجميعهم لم يصدقوا أن الأمر يتم بتلك الطريقة وبلا وساطة، وأن كل المطلوب من الشاب أن يبذل مجهودًا يؤهله للالتحاق، ثم يبذل مجهودًا داخل البرنامج يجعله يتميز.
بوضوح أكثر.. هل خريجو كليات التجارة الحكومية وغيرهم من الحاصلين على تعليم غير جيد لديهم فرصة للالتحاق؟
- بالتأكيد، لأن البرنامج موجود لهؤلاء بالأساس، وخريجو تلك الكليات هم نجوم البرنامج، ثم إن كل الخريجين فى مصر تعليمهم سيئ، لأن نظامنا التعليمى بالأساس سيئ.
وكيف نحل أزمة تعليمنا السيئ من وجهة نظرك؟
- لى وجهة نظر فى موضوع أزمة التعليم، فأنا أعتقد أننا لو أوقفنا التعليم كاملًا لمدة عام واحد فلن يحدث شىء، ولن يسبب ذلك أى مشكلة، ثم نبدأ خلال تلك السنة إصلاح المنظومة من أساسها، ونسأل أنفسنا «إحنا عايزين نعلم الناس إيه وفين وإزاى؟».
ونحن نمر بالذكرى السابعة لثورة يناير، هل تراها ثورة أم مؤامرة؟
- «يناير أجمل حاجة حصلت فى مصر»، ومن أعظم الأحداث فى التاريخ، لكن للأسف «ركبوها الإخوان»، ولم يكن الناس مستعدين لما بعدها، وأدركت بعد ذلك أن من كانوا يظهرون كرموز لها، مثل البرادعى وغيره، هم فى الأصل فى خلافات دائمة، ولم يستطيعوا حتى إنشاء حزب قوى، وليس إدارة وطن.
ما أخطر عيوب الشباب المصرى؟
- أخطر عيوب الشاب المصرى أنه لا يسمع ولا يقرأ، ويُحبط سريعًا، وكسول، وقد يكون هذا سببه أنه يرى فسادًا كثيرًا من حوله، وللأسف الفساد ليس من الأشخاص فقط، بل إن بعض القوانين تقنن الفساد ولا تواجهه.
هل ترى أن مشروع بنك المعرفة حقق النجاح الذى كان متوقعًا له؟
- للأسف لا، لأنه ينقصه التسويق، لماذا لا يخصص كل مذيع من هؤلاء الذين يجلسون على الهواء أربع ساعات يوميًا يومًا واحدًا لذلك المشروع العملاق، ويشرح فيه للمواطنين أهميته وطرق الاستفادة منه؟، وللأمانة هذا دور إعلام الدولة وماسبيرو، أكثر من الإعلام الخاص.
هل ترى أن الدولة تسير فى طريق الإصلاح الإدارى الصحيح؟
- أنا أثق فى نوايا الرئيس وجهد الحكومة فى ذلك الاتجاه، والحقيقة أن الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، من أفضل الناس التى تعمل فى الحكومة حاليًا، وهى تعد لمشروع كبير وضخم لتطوير نظام الإدارة المصرية، وتستعين فيه بخبرات عالمية كبيرة جدًا.
من واقع تجاربك الدولية.. ما أخطر عيوب الوزراء والمسؤولين فى مصر؟
- أول وأخطر عيب أن الوزير والمسؤول فى مصر لا يصارح المواطنين بالأزمات وبرنامج العمل لحلها منذ البداية، مما لا يعطى أحدًا فرصة لمحاسبته أو تقييمه ودعمه، ومن المفترض أن من لا يستطيع فعل ذلك لا يقبل المنصب.
بعض الأسماء تقدم نفسها كنماذج ناجحة للشباب المصرى، مثل المحامى خالد على فى مجال السياسة، والدكتور عصام حجى فى المجال العلمى والسياسى.. هل تراهما كذلك؟
- الحقيقة أنا أتعجب كثيرًا من التغيير الشديد فى موقف عصام حجى الذى كان بعد 30 يونيو مستشارًا علميًا للرئيس السابق عدلى منصور، ولا أتفهم على الإطلاق لماذا يتبنى الهجوم على وطنه بهذه الدرجة من الخارج، والحقيقة أنا لا أراه أبدًا نموذجًا ناجحًا للشباب المصرى.
أما خالد على فمن حيث كونه كان ينوى الترشح للرئاسة، فأنا أراه بلا تاريخ أو «C.V»، ولا يوجد ما يجعلنى أقول إن لديه أى قدرة أو كفاءة لتحمّل مسؤولية بلد بحجم مصر.