أحيطت زيارة الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية إلى تركيا، بقدر كبير من الغموض بسبب تضارب التصريحات حول لقاءه بعدد من قيادات جماعة الإخوان ومعارضين مقربين منهم.
وأكد سعد الدين إبراهيم، أنه سافر إلى تركيا لإلقاء محاضرات علمية وأثناء وجوده التقى قيادات بجماعة الإخوان على رأسهم الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، والدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة.
وقال سعد الدين إبراهيم لـ"انفراد" إن الأمين العام للجماعة طالبه بشكل – غير صريح- بحسب قوله، بتجديد طلب مصالحتهم مع الدولة، مشيرا إلى أنه توجه لاسطنبول منذ أيام والتقى الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، ومنصف المرزوقى، ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، وجميع الشخصيات التى دعته للمقابلة التقى بهم، على حد قوله.
فى المقابل كشف أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، ملابسات الزيارة التى أجراها الدكتور سعد الدين إبراهيم له فى مقر اقامته بالعاصمة التركية اسطنبول، حيث أشار إلى أنها تزامنت مع زيارات أخرى أجراها سياسيون آخرون له بعد تماثله للشفاء من الجراحة فى القلب التى أجراها مؤخرا.
وقال نور فى اتصال هاتفى مع "انفراد" من اسطنبول: "فى اليوم الأول لخروجى من المستشفى زارنى عدد من كبير من السياسيين منهم الدكتور سعد الدين ابراهيم الذى تزامن مع وجوده الدكتور منصف المرزوقى الرئيس التونسى السابق وأحمد طعمة رئيس حكومة الائتلاف السورى المعارض ولم يحدث خلال الزيارة أى حديث سياسى عن مبادرات أو مصالحات بل كانت مقابلات ودية واجتماعية بسبب طبيعة الموقف".
وأشار نور إلى أنه عقب انصراف الدكتور سعد الدين إبراهيم زاره كل من الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، والداعية السعودى سلمان العودة وأخرين. وأضاف: "لم يحدث أى لقاء بين سعد الدين إبراهيم ومحمود حسين فى وجودى"، مشيرا إلى أن إبراهيم أنكر فى اتصال هاتفى معه لقاءه بأى سياسى آخر أثناء وجوده فى اسطنبول باستثناء الذين التقاهم فى منزله.
أما الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، فأكد أن ما نسب للدكتور سعد الدين إبراهيم من عقد لقاء بينهما بوساطة الدكتور أيمن نور غير صحيح، مشيرا فى بيان له إلى أن ما تم كان لقاء عابرا خلال زيارة صحية للدكتور أيمن نور، تواجد خلالها - دون ترتيب - كل من الدكتور سعد الدين ابراهيم ، والدكتور منصف المرزوقي ، والدكتور أحمد طعمه ، و آخرون ، و كان الحوار الذي دار بين الحضور حوارا عاما ولم يتطرق إلي مبادرات أو مصالحات أو ما شابه ذلك.
وأضاف محمود حسين في بيان له، أن موقف جماعة الإخوان واضح و معلن وهو أنه لا تنازل عن ما وصفه بـ"الشرعية" ، والتمسك بمحمد مرسي ، ولا تصالح - على حد قوله .
من ناحيته طالب الدكتور ثروت نافع، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، الدكتور محمود حسين، الأمين العام للإخوان، بأن يخرج ويعرض حقيقة اللقاءات التى أعقدها مع سعد الدين إبراهيم فى تركيا.
وقال نافع فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":" الحقيقة فاض الكيل، ويبدو انه أن الأوان أن يطّلع الناس علي حقائق كثيرة".
من ناحيته قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن سعد الدين إبراهيم قدم نفسه للإدارة الأمريكية بأنه يمكن أن يكون جسرا للعلاقة بينهم وبين الإخوان ، وهو سجن مع قياداتهم فى التسعينيات ، وطلبوا منه القيام بتلك المهمة، ومن ثم فقد لعب دورا فى فتح حوار بين الإخوان وبين الأمريكان قبل ثورة 25 يناير ، وقبول الأمريكان بمجئ الإسلاميين إلي السلطة وترشحهم لها إذا اختارهم الشعب وإذا لم لم تهدد المصالح الاستراتيجية الأمريكية والمصالح الإسرائيلية .
وأضاف حبيب فى تصريح لـ"انفراد" أن سعد الدين إبراهيم لعب دورا من قبل في تأسيس ما أطلق عليه الجهاد الديموقراطى وهو التفاوض مع مجموعات من الجهاديين القدامى ومنهم نبيل نعيم وبعض أصدقائه لإعلان ماسمى بالجهاد الديموقراطي ، وهى دعوة كان القصد منها مخاطبة الإدارة الأمريكية والمهتمين بالظاهرة في الغرب أنه يعمل من أجل احتواء الإسلاميين الجهاديين والإخوان بعيدا عن التيارات المتشددة القاعدة وداعش.
وأشار حبيب إلى أن سعد الدين إبراهيم يريد أن يكون له دور فى هذه المسألة بمخاطبة الغرب أنه جسر للتواصل مع الجماعات الإسلامية الإخوان والجهاديين لإدماجهم في الحياة السياسية بعيدا عن العنف.
وأوضح أن هذا لا ينفى أنه كمتخصص في الاجتماع السياسى يري أن الحل السياسى في مصر والعالم العربى هو عبر إدماج الإسلاميين في الحياة السياسية وليس عن طريق مواجهتهم بأدوات الأمن والإقصاء وأحكام الإعدام ، مضيفا:"هو لديه رؤية وقناعة فى هذا السياق من منطلق تخصصه ، كما أن أطرافا منها أيمن نور لهم علاقة قوية بالرجل منذ سجنوا معا فى التسعينيات ونور لديه تصور لإيجاد حلول بعيدة عن التصورات الإخوانية المتمسكة بالشرعية"، موضحا أن موقف أيمن نور ومجموعة محمود حسين متشابه في ضرورة البحث عن حل سياسى للجماعة.