تثير هجمات المرشح الجمهورى دونالد ترامب على المسلمين وعنصريته ضدهم حالة من الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، لاسيما وأن لا شىء يردع الملياردير الأمريكى ويمنعه عن عنصريته الصريحة ضدهم. وتناولت وسائل الإعلام الأمريكية هذا الموقف، وذهب بعضها على القول بأن هذا الخطاب العدائى للمسلمين أحد الأسباب الرئيسية لدعم ترامب من قبل أنصاره، ورغم ذلك فهو يثير فزع قيادات الحزب الجمهوريين.. وفى المقابل فإن هناك نسبة من المسلمين تؤيد ترامب وتقول صراحة إنهم سيصوتون له لأنهم يرون أنه أفضل من يدافع عن المصالح الأمريكية.
فزع بين الجمهوريين من موقف ترامب
صحيفة واشنطن بوست، قالت أن الهجمات التى يشنها دونالد ترامب على المهاجرين غير الشرعيين واستعداده لإثارة الشكوك حول المسلمين أكثر من أى مرشح آخر من منافسيه الساعين للحصول على ترشيح الحزب الجمهورى، قد أثار فزع كثير من الشخصيات داخل قيادة الحزب الجمهورى، وأدت إلى إدانات واسعة من كلا الحزبين.
وعرضت الصحيفة بعض هجمات ترامب على المسلمين منها حديثه مجددا عن قصة جنرال أمريكى قام بقتل المسلمين الإرهابيين برصاص ملوث بدم الخنازير، وتعهده يوم السبت الماضى بمنع دخول السوريين إلى الولايات المتحدة "حتى يعرفوا ما يحدث بحق الجحيم"، على حد تعبيره. ويوم الجمعة رد على رسالة محتج رفع لافتة كتب عليها " الإسلاموفوبيا ليست الحل" بالدفاع عن أساليب الإيهام بالغرق، التى استخدمتها المخابرات الأمريكية ضد المسلمين المشتبه فى صلتهم بالإرهاب.
أحد الأسباب الرئيسية لدعم ترامب "العداء للمسلمين"
غير أن الصحيفة تقول أن خطاب ترامب القاسى ضد المسلمين هو أحد الأسباب الرئيسية لتأييد أنصاره له، لاسيما بين الإنجيلين الذين يشعرون أن المسيحيين تحت الحصار وتعرقلهم اللياقة السياسية. ولعل هذه المشاعر تمثل سببا كبيرا على الأرجح فى جعل ترامب متصدر السباق قبيل إجراء الانتخابات التمهيدية فى 11 ولاية، لاسيما فى الجنوب.
ونقلت الصحيفة عن أحد أنصار ترامب قوله إنه ليس ضد المسلمين.. فليس كل المسلمين سيئين، لكن داعش من المسلمين، لذلك أعتقد أن علينا ربطهم معا الآن. وأضاف تشارلى شان البالغ من العمر 21 عاما أنه قرر تأييد ترامب بعد وعوده بضرب تنظيم داعش، واعتبر أنه يحاول أن يحافظ على أرواح الأمريكيين.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن المسلمين الأمريكيين قد سارعوا للرد على تصريحات ترامب ضدهم بمساعدة من شركاء من أتباع ديانات أخرى، لكنهم يواجهون صعوبة فى ملائمة تلك الموجة من الخوف التى تسود بين كثير من الناخبين الممثلين لقاعدة الحزب الجمهورى.. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية قوله أن المسلمين الأمريكيين لم يشعروا من قبل أبدا بهذا المستوى من القلق والخوف.
مسلمون مؤيدون لترامب
وعلى العكس من ذلك، سلط موقع "إنترناشيونال بيزنس انسايدر" الضوء على بعض الأمريكيين المسلمين الذين يدعمون ترامب برغم كل مواقفه المناهضة لهم وللمسلمين بشكل عام. ومن هؤلاء الجندى الاحتياطى بالجيش الأمريكى فرحاج حسن، الذى شارك فى الحرب الأمريكية بالعراق، والذى أقام دعوى قضائية ضد مدينة نيويورك بسبب برنامج مراقبة الشرطة فيها للمسلمين عقب هجمات سبتمبر. وكان سبب قيامه برفع الدعوى، كما يقول حسن المسلم الشيعى المتدين، هو وطنيته وإيمانه بضرورة ألا يعامل الناس كمشتبه بهم بسبب دينهم.
لذلك من الغريب أن يدعم حسن المرشح الجمهورى دونالد ترامب.. لكنه رد على ذلك بالقول إنه سيصوت له "فمن أفضل من شخص خارجى تماما لا تدفعه مصالح خاصة حتى الآن".
وكان استطلاع للرأى أجراه مركز العلاقات الأمريكية الاسلامية فى فبراير الماضى قد وجد أن 7% من الناخبين المسلمين يخططون للتصويت لترامب فى الانتخابات التمهيدية، وكانت أسباب دعمهم له متنوعة ومعقدة، إلا أنها تعكس إحباطا من السياسة الخارجية الأمريكية ومن السياسيين الديمقراطيين الذين يقولون إنهم خذلوهم، إضافة إلى أنهم يتشككون فى أن خطاب ترامب ضد المسلمين ليس إلا محاولة لكسب أصوات أساسية، ويتوقعون أن تخف حدته عندما يصل للبيت الأبيض.
ويقول حسن إنه يعتقد أن ترامب، الذى يصفه بأنه مهرج غاضب، سيخدم بلاده أفضل من المرشحين الجمهوريين الآخرين ومن هيلارى كلينتون التى تعد الأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطى.. وقال إنه لديه مشكلة مع كلينتون بسبب سياستها الخارجية ذات التوجه الصهيونى أكثر من مشكلته من خطاب ترامب، مشيرا إلى أن كلينتون لها صلات وثيقة باللوبى الصهيونى، إلا كان أنها كذبت على الشعب الأمريكى فى قضية الايميلات.