الكاتب الكبير يسرى الجندى: الإعلانات غزت الفن وستدمره.. و مسلسلات السيت كوم تجارة.. شعبية الدراما التركية ليس لنجاحها ولكن لأننا "بنقدم هجص".. و كان نفسى أعمل شخصية الشيح زايد فقد أعطى لمصر الكثير

بمجرد أن تقرأ اسم السيناريست والكاتب الكبير يسرى الجندى، على تتر أى عمل درامى تثق تمام الثقة أنك أمام عمل فنى ذات قيمة كبيرة ورغم نجاحاته فى المسرح والتليفزيون فإن فترة التسعينيات شهدت توهج الكاتب يسرى الجندى بأعمال خالدة، بداية من شارع المواردى والسيرة الهلالية والتوأم ووصولا إلى جمهورية زفتى. «انفراد» التقت الكاتب الكبير بمناسبة عيد ميلاده الـ75 ليفتح قلبه، ويستعيد ذكرياته فى الكتابة وأول أعماله «بغل البلدية» الذى حقق فشلا ذريعا على مسارح دمياط ورأس البر قبل أن يتلمس طريق النجومية بمسرحية «ما حدث لليهودى التائه مع المسيح المنتظر» ليتلقى صدمه أخرى بمنعها من العرض واتهامه بمعاداة السامية، ثم يواصل كتاباته بعدها لأعداد من المسرحيات المهمة فى مسيرته ومنها «السيرة الهلالية، ورابعة العدوية، والمحاكمة وعلى الزيبق». وإلى نص الحوار.. فى البداية حدثنا عن نشأتك وطفولتك بدمياط؟ أنتمى لمدينة دمياط وولدت فى 5 فبراير عام، 1942 وعشت بمنطقة الشهابية تلك المنطقة العتيقة من محافظة دمياط، من أسرة بسيطة، ودرست فى المدرسة النموذجية الابتدائية، وكان صديق الطفولة الكاتب والروائى محمد أبو العلا السلامونى، وكان زميل «تخته» منذ المرحلة الابتدائية وحتى تخرجنا من مدرسة المعلمين عام 1959 التحق هو بعدها بكلية الآداب جامعة القاهرة، بينما أنا لم أتمكن من استكمال دراستى رغم تفوقى نظرا لوفاة والدى وعدم تمكن أسرتى من الإنفاق على استكمال تعليمى الجامعى وبدأت فى الكتابة وحضرت للقاهرة ولم يكن فى جيبى مليم. متى بدأت الكتابة وهل تتذكر أول أعمالك؟ بدأت علاقتى بالتأليف عن طريق المسرح، من خلال مسرحية «بغل البلدية» التى كتبتها عقب النكسة وتحديداً فى عام 1969 إلا أنها فشلت فشلا ذريعا، ولكن كانت بالنسبة لى نقطة البداية، فقد كتبت المسرحية بالفصحى وكانت موجهة إلى المثقفين كأحد أبناء جيلى وحاولت من خلالها مناقشة قضية المثقفين فى العالم الثالث وما يعانونه، وعرضت المسرحية على مسرح دمياط القومى ثم مسرح بيومى برأس البر، وعرفت معنى وقيمة اللهجة العامية وبالفعل كل مؤلفاتى التالية كانت بالعامية لكى تخاطب كل العقول وترضى كل الأذواق. ولماذا لم تكتب عملا دراميا يتناول مشكلات الصناعة بدمياط وخاصة الأثاث؟ فى مسلسل النديم استحضرت شخصية «ميلم» بياع البرتقال الذى قام بدوره الفنان الراحل «جمال إسماعيل»، فى إحدى المرات التى كنت أتجول فيها فى شارع أبو الوفا، استوقفنى أحد الأشخاص وقال لى أنا أبويا «ميلم الفكهانى» اللى أنت كتبت عنه، كما كتبت فى مقالات عديدة عن أزمة النجارين فى دمياط التى تعد إحدى القلاع الصناعية فى صناعة الأثاث والأحذية والألبان، وكان هدفى إصلاح أوضاع العمال والورش. هل تعرضت لأى ضغوط بسبب كتاباتك؟ أول عمل مسرحى لى تم منعه من العرض وهو مسرحية «بغل البلدية» لأنه كان إسقاطا على واقعنا المرير عقب نكسة 67 ولولا تدخل الراحل ضياء الدين داود أحد قيادات الاتحاد الاشتراكى وقتها، ما كانت قد عرضت وهو نفس الحال لروايتى الثانية «ما حدث لليهودى التائه مع المسيح» والتى كتبتها عام 1972 حاولت فيها تفنيد أكاذيب اليهود بأنهم شعب الله المختار وأبرزت القضية الفلسطينية ودور الأنظمة العربية فى حدوث النكبة، وتم وقف عرضها 6 مرات على مسارح الحكيم والبالون وبورسعيد والهناجر قبل قرار منعها من العرض نهائيا. ولكن عام 1982 تم اختيارها للعرض فى مهرجان بغداد، ولكن رفض وزير الثقافة حينها فاروق حسنى وحدثت أزمة بأن قام أعضاء الفرقة التى تقوم بتمثيلها بالاعتصام داخل المسرح، وهنا تدخل الراحل سعد الدين وهبة وأقنع فاروق حسنى بمشاهدة العرض المسرحى ثم اتخاذ قرار بمشاركتها فى مهرجان بغداد من عدمه، وأبدى إعجابه بالعرض المسرحى وقال حينها «مفيش فيها أى شىء يخوف» وكانت المسرحية من بطولة الراحل كرم مطاوع والفنانة عايدة عبد العزيز. وعندما تم عرض المسرحية فى مهرجان بغداد أحدثت ضجة كبيرة وكانت تعرض 3 مرات يوميا ووصفتنى إحدى الصحف الإسرائيلية حينها بأننى عدو السامية وهذا افتراء فنحن أيضا ساميون. ما الشخصية التاريخية التى كنت تتمنى أن تكون بطل أحد أعمال؟ بالتأكيد الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، فأنا أحبه على المستوى الشخصى، وخاصة أنه وبدون ديمقراطية نجح فى أن يخلق علاقة بينه وبين الناس، الذين التفوا حوله ونجح فى تحويل دولة الإمارات من إمارات مستقلة وضعيفة إلى دولة قوية ومتحضرة وأصبحت الآن الإمارات المتحدة ثم نجح فى جمع دول الخليج وهذا هو التاريخ الحقيقى الذى لابد أن يعيه الفرقاء حاليا فى دول الخليج. من هو الفنان الذى أحببته بعد أداء أعمالك؟ الفنان الكبير الراحل محمود المليجى أبكانى فى مسلسل النديم لقد كان فناناً رائعاً، ويحيى الفخرانى فنان كبير ومحترم ومثقف وبحبه جدا، وأيضا الراحل محمود عبد العزيز الذى كان ينتقى أعماله ولم يكن يفرض عليه مطلقا القيام بأى دور مقابل المال، والظاهرة أحمد زكى فقد كان مدرسة خاصة، كما يعجبى أداء نبيل الحلفاوى رغم أننا لم نلتق معا فى أى عمل. ومَن الفنانة المفضلة لديك؟ بالتأكيد الفنانة الكبيرة سميحة أيوب فقد عملنا معا، فى أعمال مسرحية رائعة ولكنها فنانة عظيمة أضافت إلى أعمالى ولم أضف إليها. أى عمل درامى مثل نقطة تحول فى مشوارك الفنى؟ مسلسل الزيبق، فقد نجح نجاحاً باهراً عوضنى كثيراً عن منع مسرحية اليهودى التائهة، ومسلسل الزيبق محتواه تاريخى وأعتقد أن شخصية الزيبق علقت فى أذهان المشاهدين لفترة طويلة. لماذا وصفت الزعيم عادل إمام بأنه سبب نكبة الدراما المصرية؟ لا، لم أصفه بهذا الوصف، ولكن فهم كلامى خطأ وخرج عن مضمونه وسياقه، فالفنان عادل إمام موهبة ربانية كبيرة، ولقب الزعيم أطلقته الجماهير عليه لأن له أعمالا مجيدة ومثلت مرحلة مهمة من مراحل ازدهار السينما وليس هو من أطلق على نفسه لقب الزعيم، وزعلان من عادل إمام لأن أعماله الأخيرة أساءت إلى تاريخه و«مش هو ده عادل إمام، ولكن فى النهاية هناك عمالقة يقبلون أعمالا متواضعة لأن العمل هو اللى بيحكم والعمل هنا هو الإعلانات». هل هناك عمل درامى أو سينمائى وددت أن تكون أنت كاتبه؟ حقيقى، كل أعمال الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، أشعر وكأننى أنا الذى كتبتها فهو كاتب أصيل ومجتهد يقدم شيئا جيدا ويعى ما يكتبه فقدم عددا من الأعمال المهمة والمتميزة، ومنها «الرحايا» ثم «شيخ العرب همام» و«الخواجة عبد القادر» و«دهشة» و«ونوس» التى قدم فيها رؤية مصرية جميلة فيها إبداع وهو نفس الأمر للكاتب مدحت العدل والكاتب محمد الحناوى فى خاتم سليمان. ما رأيك فى مسلسلات الست كوم؟ الدراما تمر بمشكلة حقيقية وتحولت من إبداع إلى تجارة، ويجوز عليها كل ما يجوز على التجارة من الكسب إلا ما رحم ربى من أعمال استثنائية. ما رأيك فى كثرة الإعلانات التى تعرض أثناء المسلسلات؟ الإعلانات قاطرة أولى للتجارة فى الفن وخاصة الفيديو، وللأسف دخلت على الإذاعة التى أحترمها، والإعلانات غزت الفن وستدمره كما دمرت الفيديو لأنها تشترط النجوم لأن النجم بيجيب الإعلانات وعلشان كده أهملنا الأعمال التاريخية وتركناها للدراما السورية التى قدمت أعمالا عظيمة لأنها تتبع الجودة ولا شىء آخر مثلما كان يفعل ماسبيرو فى السابق، باختصار الإعلانات أثرت بالسلب على الدراما وعلى المشاهد ولكن الأمور التجارية والربح والخسارة هى الفيصل، فالمنتج يراهن على النجم الذى سيضمن له جنى الأرباح ولا يراهن على المنتج الفنى والعمل الجيد. لماذا يقبل المصريون والعرب على الدراما التركية والهندية المدبلجة؟ بالفعل هناك إقبال ونسب مشاهدة عالية ولكن هذا ليس لنجاحهم ولكن يعود إلى إفلاسنا هم نجحوا فى تقديم دراما وروجوا لبلادهم سياحيا فى ظل ما نقدمه من «هجص»، للأسف نحن من سمح لهم بدخول السوق المصرى والعربى وهو فشل وعيب فينا. ما تقييمك للدراما والسينما المصرية وهل هناك مستقبل واضح لها؟ على الرغم مما نمر به فإن هناك من يدعونى للتفاؤل وسننظر إلى ما يحدث على أنه جزء من المسيرة، بالتأكيد هناك أخطاء ولو فشلنا النهاردة سننجح بكرة، أن الفنون جزء من معادلة تربط الثقافة والاقتصاد والسياسة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;