سعد الدين إبراهيمـ اعترف بتوصيل الجماعة إلى أمريكا ووصف نفسه بـ " الخاطبة " التى لا تحمل ضمان السعادة الزوجية
يحمل الدكتور سعد الدين إبراهيم على كتفيه 77 عاما من العمر ، وصحيفة اتهامات متنوعة فى أرشيف نيابات أمن الدولة ، ما بين تجسس وعمالة.
ومن سياق تلك التحقيقات، يبدو أنها تليق بمستوى رجل يحمل الجنسية الأمريكية ، ولكن الأكثر إثارة فيما نسب لعالم الاجتماع والمحاضر الدولى، من اتهامات كانت تهمة "النصب"، على المنظمات المانحة، وهى تهمة مشينة فى حد ذاتها، ولكنها ساوت فى التصنيف ، بين مؤسس مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية ، وطائفة إجرامية محلية الصنع يطلق عليها المستريحين " جمع مستريح .
لايغيب الدكتور سعد الدين إبراهيم، عن المشهد الإعلامى فهو حاضر دائما ويعود ذلك إلى حلم قديم لإصدار جريدة بتمويل كويتى، ولكن لظروف الغزو العراقى ، ذهب التمويل والممولة، وانتقلت الدفة الى قطر، ليكتشف إبراهيم أن فى الدوحة، معين لا ينضب من النفحات والتبرعات للمراكز البحثية.
لخص عالم الاجتماع، هذه الإمدادات فى موضوع مطول، كتبه فى إحدى الصحف المستقلة، ونشر فى شهر مارس عام 2006 فى حوالى 2000 كلمة، كان عنوانه الرئيسى( موزة القطرية.. من القبيلية إلى الكونية )، استعرض فيه كل ما أوتى من صور البلاغة، نفحات الملوك والسلاطين والأميرات ، واختتمه بعبارة "ليت العالم العربى كان فيه عشر موزات" وأوضح المعنى تعنى كلمة "موزة" فى اللغة العربية اللؤلؤة الكبيرة .
مسيرة الدكتور سعد الدين إبراهيم، مع سيدات القصور لم تكن قاصرة على الخليج فقط، وإنما كان لمصر نصيب وافر أيضا، وبحسب ما ذكرت سوزان مبارك فى المذكرات التى نشرتها الكاتبة الكويتية فجر السعيد ، عن سوزان قولها "درس لى فى الجامعة الأمريكيه، وكنت أحترمه كأستاذ، واستغرب كيف تحول من مُعلم لمحترف سياسة وحلقة وصل بين أمريكا والإخوان .
العلاقة التى أشارت إليها زوجة الرئيس الأسبق، بين الأمريكان والإخوان، ذكرها الدكتور سعد الدين إبراهيم فى أكثر من مناسبة ، بل قيل أنها بدأت فى الفترة التى جمعت قيادات الإخوان وعالم الاجتماع ، الذى كان يقضى فترة عقوبة السجن، فى قضية التمويلات الأجنبية، تلك القضية التى لوحت فيها واشنطن ، بقطع المعونة عن مصر مالم يتم الإفراج عن سعد الدين إبراهيم بصفته مواطنا أمريكيا ، بعدما وجهت له جهات التحقيق، اتهمات تتضمن ترويج بيانات كاذبة فى الخارج، تضر بهيبة الدولة والاحتيال على جهات أجنبية بهدف الحصول على أموال، مقابل مد هذه الجهات بوقائع مزورة وتلقى تبرعات دون الحصول على ترخيص من الجهات المسؤولة، حيث عوقب سعد الدين إبراهيم فى تلك القضية بالسجن 7 سنوات قضى منها 8 أشهر، قبل أن تقضى محكمة بإعادة محاكمته.
بشىء أكثر تفصيلا، وضح سعد الدين إبراهيم علاقته مع جماعة الإخوان فى حوار مطول مع جريدة عربية تصدر فى لندن، ونشر بتاريخ 24 يونيو فى عام 2012، قال فيه: "إن قيادات الإخوان لجأوا إليه بعد خروجه من السجن ، لأنهم كانوا يريدون التواصل مع الولايات المتحدة".
قدم إبراهيم، 3 أسباب لرغبة الإخوان فى التواصل عن طريقه مع الأمريكان الأول الحصول على اعتراف واشنطن بهم، تحسين صورتهم لدى الأمريكيين والغرب بشكل عام، وللتأكيد أيضا على أنهم ليسوا بالبشاعة التى صورهم بها نظام مبارك، وثالثا رغبتهم فى التعاون مع القوى الغربية، ووصل إلى بيت القصيد" مشيرا إلى أن الإخوان ما بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة التى فاز بها مرسى، أرسلوا 30 من قياداتهم إلى الولايات المتحدة لطرق كل الأبواب وتقديم كل فروض الاستعداد للتفاهم والتعاون.
وعلى الرغم من نبرة الود التى تغلف حديث سعد الدين ابراهيم، عندما يتحدث عن الإخوان، إلا أنه عندما تحدث فى ذات الحوار تطرق لقضية تزوير الانتخابات الرئاسية، قائلا: "علمنا بفوز شفيق، من خلال مراقبتنا الخاصة للانتخابات، فكان لدينا 7 آلاف مراقب من مركز ابن خلدون، لكن مع ذلك لم نثر بلبلة فى ذلك الوقت، حرصا منا على إتمام التجربة الديمقراطية، وكان كل ما يهمنا أن يكون هناك انتقال سلمى للسلطة، وبدون الخوض فى تفاصيل ما ذكر فى هذا الشأن، إلا أنه قال إن تهديدات الإخوان، بتنفيذ عمليات إنتحارية فى حال عدم فوز مرسى صحيحة، وشدد على أنه بحكم عمله ودراساته على مدار أربعين عاما لكل الجماعات الإسلامية بما فيها الإخوان يعرف عنهم هذا .
زاد سعد الدين من الشعر بيتا، وقال"قرى كاملة فى صعيد مصر معظم سكانها من الأقباط تم محاصرتهم من قبل الإسلاميين، سواء الذين ينتمون لجماعة الإخوان أو السلفيين، و تم منعهم من الخروج من بيوتهم وقراهم للتصويت فى محافظات بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج، وتم منع كتل تصويتية تتجاوز 600 ألف ناخب من الذهاب لصناديق الاقتراع.
واعتبر سعد الدين إبراهيم، إن هذه الممارسات التى ارتكبتها جماعة الإخوان، تندرج تحت بند الإرهاب، وعلى الرغم من هذا الوصف للجماعة، إلا أنه عاد وقدم بعد ذلك مبادرة للمصالحة معهم .
وقصة المصالحة مع جماعة الاخوان، التى يتبناها الدكتور سعد الدين ابراهيم ، ويروج لها مؤخرا ، لها أبعاد أخرى، فليس كل مايبرق ذهبا، وليس كل ما يطرح من أفكار هو خالص لوجه الله والوطن، فقبل ثورة يناير وبعدها كانت معظم الجمعيات والمراكز الخاصة بحقوق الإنسان، تستفيد من الثغرات الموجودة فى نص المادة 78 من قانون العقوبات، والذى يجرم كل من أخذ أموال أو منفعة من دولة أجنبية، ولكن التعديلات التى أدخلت على نص هذه المادة العام الماضى، بقرار قانون أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونشر فى الجريدة الرسمية ، سدت جميع هذه الثغرات و تضمن التعديل تغليظ العقوبة لتصل الى السجن المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه، وتوقع العقوبة المذكورة على" كل من طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ ولو بالواسطة من دولة أجنبية أو ممن يعملون لمصلحتها أو من شخص اعتباري أو من منظمة محلية أو أجنبية أو أي جهة أخرى لا تتبع دولة أجنبية ولا تعمل لصالحها، أموالا سائلة أو منقولة أو عتادا أو آلات أو أسلحة أو ذخائر أو ما في حكمها أو أشياء أخرى ، كما نصت التعديلات أيضا على أن يعاقب بالعقوبة نفسها أيضا كل من "توسط في ارتكاب جريمة من الجرائم السابقة وإذا كان الطلب أو القبول أو العرض أو التوسط كتابة ورقية أو إلكترونية فإن الجريمة تتم بمجرد تصدير الكتاب أو البيان".
وقبل أشهر من بدء الجولة الأولى، لانتخابات مجلس النواب كانت بعض المنظمات الحقوقية، ترتب أوراقها للحصول على دعم يمكنها من القيام بأعمال المراقبة ، الا أن سيف المادة 78 لا يرحم ، وبالطبع ما يسرى على هذه الجمعيات يسرى على مركز ابن خلدون الذى يديره الدكتور سعد الدين إبراهيم، والذى اختار أن يلعب بورقة المصالحة مع جماعة الإخوان، لعلها تعوض إمدادات انقطعت، فهل يعقل أن يهاجم الدكتور سعد الدين ابراهيم، ويصفهم بالإرهاب ويعود ليطالب الدولة بالمصالحة معهم مالم يكن هناك شيئا خافيا، إلا إذا كان الدكتور يعتقد أن الشعب المصرى تنطبق عليه مقولة جمال البنا الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان " لا ينسون ولا يتعلمون".