كشف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى رسالته السنوية إلى الجمعية الفدرالية الروسية عن بعض ما تملكه روسيا من الأسلحة الاستراتيجية الحديثة للرد على أى تهديد لأمنها، مشيرا إلى أن رفض واشنطن جميع الدعوات الروسية للحفاظ على معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ، دفع بموسكو لتطوير أحدث أنواع الأسلحة القادرة على تحييد الدرع الصاروخية الأمريكية.
وأوضح بوتين أن روسيا صنعت ولا تزال تطور أسلحة غير مكلفة لكنها فعالة لتجاوز الدرع الصاروخية الأمريكية.
ورافقت حديث بوتين عن بعض الأسلحة هذه، مقاطع فيديو تظهر كيفية عمل الأسلحة الجديدية، وأشار إلى بدء اختبار منظومة "سارمات" الصاروخية، التي تحمل صواريخ باليستية ثقيلة عابرة للقارات، وتتمتع بمدى تحليق غير محدود.
صاروخ "سارمات" المدمر
يزن الصاروخ الجديد 100 طن ويعمل بالوقود السائل، وينطلق من منصة تحت الأرض، ويستطيع أن يحمل رؤوسا حربية مدمرة تزن 10 أطنان إلى أي بقعة على الأرض، كما يسمح مخزون الطاقة للصاروخ بالتحليق عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
وسينضم صاروخ "سارمات" إلى ترسانة قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، بديلا لأضخم صاروخ حربي في العالم يعرف باسم "فويفودا" أو "ساتانا" بحسب مصطلحات حلف شمال الأطلسى، وهو قادر على الانطلاق حتى بعد ضربة نووية من قبل العدو.
وصواريخ "سارمات" تستطيع اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخية الموجودة فى العالم، سواء الحالية أو المستقبلية، فلا توجد في العالم منظومة دفاع صاروخية تستطيع تعقب وتدمير عشرات الرؤوس النووية، التي يطير كل رأس منها، وفقا لمساره البالستي الخاص المتعرج، فتارة يرتفع وتارة ينخفض، يتجنب الجبال أحيانا، وأحيانا أخرى يتستر بها، يطير بسرعة فوق سرعة الصوت عند الضرورة، وبأقل منها في ظروف أخرى.
منظومة "كينجال" (الخنجر) الصاروخية
تستطيع صواريخ منظومة "كينجال" الروسية الإنطلاق نحو الهدف المطلوب تدميره من طائرة سريعة مثل مقاتلة الجيل الخامس "سو-57" التى تنقله إلى موقع الإطلاق فى دقائق معدودة.
وتصل سرعة الصاروخ بعد إطلاقه إلى سرعة تعادل أضعاف سرعة الصوت خلال ثوان معدودة، ويصيب الصاروخ الهدف المحدد بدقة متناهية في أي وقت من النهار والليل بفضل جهاز (رأس) التوجيه الذي يبدأ عمله حين يقترب الصاروخ من الهدف.
ويبلغ طول صاروخ "كينجال" نحو 3 أمتار. وتزيد سرعته على 4 ماخ (أي أربعة أمثال سرعة الصوت)، حيث يستطيع التحليق إلى مسافة 2000 كيلومتر.
ودخل هذا الصاروخ الخدمة الفعلية التجريبية فى جنوب روسيا فى 1 ديسمبر 2017، وتحمله حالياً المقاتلة الاعتراضية "ميج-31بي إم"، حيث تستطيع هذه الطائرة حمل صواريخها إلى مسافة 720 كيلومترا.
منظومة الصواريخ "أفانجارد"
يشتمل نظام "أفانجارد" (الطليعة) على صاروخ حربى سريع جدا تعادل سرعته 20 ضعف سرعة الصوت الذى يستطيع الوصول إلى قارات بعيدة مثل أمريكا عبر الطبقة الكثيفة من غلاف الأرض الجوى.
ويتميز نظام "أفانجارد" باحتوائه على صاروخ يطير إلى الهدف البعيد المطلوب تدميره على ارتفاع عشرات الكيلومترات، حيث يستطيع تجنُّب دخول مجال عمل مضادات الصواريخ بفضل قدرته على تغيير اتجاه وارتفاع التحليق.
ويستطيع جسم هذا الصاروخ تحمّل حرارة شديدة تصل شدتها إلى آلاف الدرجات المئوية، ويقدر على مقاومة أشعة الليزر.
غواصات وأسلحة لم يتم تسميتها
بالإضافة إلى الأسلحة المذكورة ، أعلن بوتين أن هذا المجال لم يقتصر على صنع الصواريخ الباليستية، فإلى جانب "سارمات وكينجال وأفانجارد" تعمل روسيا على تطوير أسلحة لا تتبع المسار الباليستي على الإطلاق، وبالتالي لا قيمة ولا معنى لأي درع صاروخية في مواجهتها.
وتحدث بوتين أيضا عن صاروخ مجنح نووي روسي جديد لا مثيل له في العالم، سيتمتع بمدى التحليق غير المحدود، كما سيكون مساره غير قابل للتنبؤ بوجهته.
ومن هذه الأسلحة، أشار بوتين إلى غواصات مسيرة سريعة، قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة ولمسافات قارية وبسرعة تزيد بأضعاف سرعة جميع الغواصات أو الطوربيدات البحرية أو السفن التي توصل إليها العالم حتى اليوم.
ولفت بوتين إلى أن الصاروخ المجنح والغواصة المسيرة لم يحصلا على اسميهما بعد، وعرض على الجميع الاتصال بوزارة الدفاع لطرح اقتراحات بهذا الخصوص.
كما أكد بوتين امتلاك روسيا سلاحا فرط صوتي، مشيرا إلى أن مثل هذه السلاح يعطي صاحبه ميزات كثيرة لأنه يمثل قوة ضاربة شديدة التدمير، بسرعته التي تجعله في مأمن من الدفاعات الصاروخية والجوية المعاصرة.
وأشار بوتين أن الجيش الروسي بدأ يتسلح منذ العام الماضي بأحدث أنواع أسلحة الليزر.
وشدد على أن روسيا لا تهدد أحدا بأسلحتها، وإنما تقتنيها لتحمي بها مصالحها، وستواصل تطوير قدراتها الدفاعية التي اعتبرها "ضمانا للسلام في العالم"، مضيفا أن أحدا لن يقوى على تحجيم روسيا والحد من مكانتها الدولية.