صور.. "فيفا" يطرق أبواب إيران ويتوسط للجنس اللطيف.. رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم يقدم قميص الاتحاد للرئيس الإيرانى.. إنفانتينو يدعو طهران بالمساح للمرأة بدخول الملاعب.. ويؤكد عدم خلط الرياضة بالسياس

طرق الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" للمرة الأولى أبواب إيران، وزار وفدا رياضيا من الإتحاد برئاسة جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد العاصمة طهران نهاية الأسبوع الماضى، برفقة الأسطورة الهولندية ماركو فان باستن رئيس قسم التطوير الفنى بالفيفا، زيارة يحظى توقيتها بأهمية كبرى، حيث تتزامن مع اليوم العالمى لكرة قدم السيدات، فى وقت تطالب فيه النساء الإيرانيات برفع الحظر المفروض على دخولهن الملاعب، إضافة إلى مساعى الإتحاد لحلحلة المشكلات القائمة بين الأندية السعودية والإيرانية. وخلال الزيارة التى بدأت يوم الخميس، الماضى، التقى وفد الاتحاد الدولى لكرة القدم وزير الشباب والرياضة الإيرانى مسعود سلطانى فر وبحث معه أهم الأحداث الرياضية الدولية والاستعدادات لنهائيات كأس العالم 2018 فى روسيا الصيف القادم، وشارك فى مراسم اليوم العالمي لكرة قدم السيدات، ووضع حجر الأساس لمبنى الاتحاد الإيراني الجديد لكرة القدم، وغرس شجرة الصداقة والسلام في المركز الوطني الإيراني لكرة القدم، فضلا عن حضور مباراة الديربي بين فريقي استقلال وبرسبوليس على أرضية ستاد آزادى. وأشارت تقارير إيرانية أن طهران طالبت الفيفا بالتدخل فى مسألة المباريات الآسيوية بين أندية إيران والسعودية، التى تقام منذ الموسم الماضى على أرض محايدة فى سلطنة عمان، فى ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران منذ مطلع 2016. حيث دعا جاني إنفانتينو، إلى فصل السياسة عن كرة القدم ولاسيما فيما يتعلق بالمباريات بين الأندية السعودية والإيرانية ضمن مسابقة دوري أبطال آسيا. وقال إنفانتينو بعد لقائه وزير الشباب والرياضة الإيراني مسعود سلطاني فر: "من الواضح أن السياسة يجب أن تبقى بعيدة عن كرة القدم، وكرة القدم بعيدة عن السياسة. وبالتأكيد فهناك ثمة مشاكل سياسية بين الدول في مختلف أنحاء العالم، لكن يجب ألا ينسحب ذلك على كرة القدم". قانون حظر دخول النساء للملاعب قانون حظر دخول النساء للملاعب، كان حاضرا وبقوة على طاولة مباحثات الاتحاد الدولى للكرة داخل إيران،، حيث استغل رئيس الاتحاد الزيارة للتحدث إلى المسئولين الإيرانيين حول إلغاء قانون يحظر حضور النساء إلى ملاعب كرة القدم منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، والذى يأتى بالتزامن مع تزايد المطالبات داخل إيران بالسماح للنساء لدخول الملاعب، وخلال لقاءه أهدى إنفانتينو للرئيس الإيرانى حسن روحانى قميصا رياضيا يحمل شعار الفيفا، داعيا السلطات الإيرانية للسماح بدخول النساء للملاعب. وكشف رئيس الفيفا عن حديثه مع المسئولين الإيرانيين حول السماح للنساء بحضور المباريات، ووفقا لتصريح نقلته وكالة رويترز قال إنفانتينو إنفانتينو خلال مشاركته فى أحد الأنشطة فى المقر الرئيسى للفيفا فى زيورخ تلقيت وعودا بالسماح للنساء فى إيران بالدخول إلى ملاعب كرة القدم قريبا، أبلغنى الرئيس الإيرانى أن مثل هذه الأمور تحتاج لبعض الوقت فى دول مثل إيران. إيرانيات حاولن إيصال اعتراضهن للفيفا بطريقتهن فى غضون ذلك، وخلال زيارة وفد الفيفا الرسمى إلى إيران، حاول عددا من النساء توجهن يوم الخميس الماضى إلى ملعب آزادى لحضور مباراة فريقى الاستقلال وبيرسيبوليس والتى حضرها وفد رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، للفت انتباهه إلى حظر دخولهم الملاعب، فتم منعهم من الدخول من قبل قوات الأمن، وتم احتجاز 35 بصورة مؤقتة. واقعة الإحتجاز ناقشتها العديد من الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم، السبت وعبرت الصحف الاصلاحية عن استيائها، وكتبت صحيفة "آرمان" الإصلاحية على صدر صفحتها، "معارضة دخول النساء للملاعب فى وجود رئيس الفيفا"، وقالت إن النساء أيضا لم يتمكنوا من الدخول فى ملعب "آزادى" فى طهران، لمشاهدة مباراة فريقى الاستقلال وبيرسيبوليس الخميس الماضى. لكن نفت الصحيفة احتجاز 35 فتاة أصرت على الدخول، ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية، الذى قال إن حوالى 35 امرأة ذهب لملعب آزاد، ونقلتهم قوات الأمن النظامية إلى مكان مناسب، نافيا إلقاء القبض على أية سيدة حضرت أمام بوابات الملعب. أما صحيفة "شرق" الإصلاحية، كتبت فى تقريرها الميدانى عما حدث أمام الملعب للفتيات اللاتى حضرن لمشاهدة المباراة، "يقصد من المكان المناسب تسليمهم لـ"الشرطة الأخلاقية" فى شارع وزراء، ونقلت الصحيفة رواية إحدى الفتيات التى رفضت ذكر اسمها الحقيقى فى التقرير منعا للملاحقة الأمنية. وقالت الفتاة إنها حضرت مع أخريات لإيصال أصوات احتجاجهن وإذا حالفهن الحظ قد يلتقون بمسئولى الفيفا الحاضرين داخل المباراة، واعتقدت الفتيات أنه قد يسمح لهم بالدخول بما أنه سمح لهم بحضور مباراة لكرة السلة الأسبوع الماضى. وتقول الفتاة إن سيدات دوريات الإرشاد (الخاصة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) طلبت منهن ركوب السيارة، لكن رفضن، وخرجن للعودة إلى منازلهن، إلا أنه فى الطريق تم إيقافهن وأجبرتهم قوات الأمن على ركوب سيارة، وتم احتجازهن.وقالت الصحيفة إن نائبات البرلمان وأعضاء لجنة شئون المرأة طيبة سياوشى وبروانه تابعوا الوضع، وأخبرت الصحيفة بإطلاق سراحهن فى المساء. ويعود قرار حرمان النساء من الحضور في الملاعب الرياضية لأول مرة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، بدعوى حمايتهن من السلوكيات المشينة للمشجعين الذكور، وينص القانون على منع حضور المرأة فى الملاعب خوفا من الاختلاط مع الرجال على حد قول المسئولين، لكن مع كل مباراة تحاول العديد من النساء الدخول متنكرات بزى الرجال. وفى مايو العام الماضى اعتقلت السلطات فتاة تسللت من بين الجماهير إلى ملعب آزادي بالعاصمة طهران، مرتدية ملابس رجال، لحضور مباراة كرة القدم بين فريقى استقلال طهران والعين الإماراتى، وتعددت تلك الحالات وفى يونيو 2014، اعتقلت السلطات طالبة الحقوق غونشه قوامي وعدة نساء أخريات، حين حاولن حضور مباراة في "الدوري العالمي للكرة الطائرة" الرياضى فى طهران، وفى ديسمبر الماضى تحدت إيرانية قانون حظر دخول للملاعب المفروض على النساء فى إيران، عبر التنكر فى زى رجال وضع مستحضرات تجميل ورسم شارب على وجهها لتتمكن من دخول ملعب غدير فى إقليم الأهواز جنوب غرب إيران. ورغم ذلك سمحت السلطات الإيرانية، 26 فبراير الماضى، للمرأة بالدخول إلى ملعب "آزادى" بالعاصمة طهران لمشاهدة مباراة كرة السلة بين إيران والعراق ضمن منافسات الجولة الخامسة من تصفيات المجموعة الآسيوية الرابعة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2019 بالصين، و وفى يونيو العام الماضى أيضا سمحت السلطات بحضور النساء فى ملعب آزادى لمشاهدة مباراة كرة الطائرة بين المنتخب الإيرانى ونظيره البلجيكى، فى الدوري العالمى للكرة الطائرة 2017، الأمر الذى يدفع بعض الجماعات المتشددة داخل إيران برفض تخفيف القيود، وفيما يبدو أن الطريق أمامهن لا يزال طويلا من أجل تحقيق حلمهن بدخول ملاعب كرة القدم.