بطموح الشباب، وذكاء السياسيين، وحكمة الشيوخ، استطاع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى عهد المملكة العربية السعودية، أن يحفر لنفسه مكانة فريدة فى القصر الملكى السعودى، أهلته لقيادة ثورة التغيير بالمملكة التى حطمت كل حوائط الفساد وأفسحت المجال للشباب لتغيير مجرى اقتصاد المملكة، وتحولها من دولة نفطية لدولة استثمارية.
لعل الفكر الذى جاء به الأمير الشاب محمد بن سلمان ذو الـ 32 عاما والذى تجسد فى رؤية (2030)، شكل نوعا من الاندهاش لدى الكثيرين كون المملكة تتحول بشكل سريع ومسئول نحو الانفتاح على الآخرين، وكسر قيود طالما التزمت بها المملكة وعفى عنها الزمن، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإشراكها فى الحياة العامة والسياسية وحتى العسكرية، تلك الأمور وغيرها التى جسدت حرص المملكة العربية السعودية على الاستفادة من كل طاقاتها البشرية للوصول بالبلاد بالشكل الذى ينتظره كل مواطن ومواطنة سعودية.
فما جاء به ولى العهد السعودى، استطاع أن يستحوذ على اهتمام زعماء العالم، لما يتمتع به من أفكار غير تقليدية وجريئة كان لا بد من اتخاذها لتحويل الاعتماد الاقتصادى للدولة من النفط إلى الاستثمار، حيث شملت روية (2030) خططاً شاملة تتمحور حول عدة نقاط أساسية منها إنشاء أضخم صندوق استثمارات بالعالم والخصخصة والصناعات الجديدة والسياحة الدينية وتوفير المزيد من الوظائف.
وكانت خطوات وإصلاحات صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى عهد المملكة العربية السعودية، محل إعجاب من قادة العالم، فالرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال: "إن اختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد يسهم فى ترسيخ الشراكة السعودية الأمريكية"، كما قال عنه الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فى إحدى لقاءاته التلفزيونية عقب لقائه بالأمير سلمان: "أتيحت لنا الفرصة للعمل عن قرب مع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وأثار إعجابنا بكونه رجلاً واسع الاطلاع والمعرفة جداً وذكياً جداً وحكيماً تخطى سنيناً من عمره".
واستطرد الرئيس الأمريكى السابق ثناءه على ولى العهد قائلاً: «ما نراه فى دول الخليج فى رأيى هو قيادات شابة أكثر تتولى مناصب قيادية تتطلب منها اتخاذ القرارات وأعتقد أن هذا أمر إيجابى"، أما الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فتحدث عن ولى العهد السعودى قائلا: "إنه شخصا ملىء بالحيوية، ويتمتع بنشاط غير مسبوق، ولديه معرفة تامة بكيفية تحقيق أهدافه التى سيعبر بها بالمملكة لمصاف أكثر الدول تقدما.
وعن علاقاته الشخصية مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين: "إنها طيبة جدا"، مضيفا أنه يعتبر الأمير السعودى شريكا موثوقا يفى بتعهداته دائما.
سيرة ذاتية:
ولد صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى عهد المملكة العربية السعودية، فى 31 أغسطس عام 1985 العاصمة السعودية الرياض، وهو الابن السادس للعاهل السعودى الملك بن سلمان، والأمير الشاب أب لولدين وابنتين، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة فى نتائج الثانوية العامة، وهو حاصل على درجة البكالوريوس فى القانون من جامعة الملك سعود ونال الترتيب الثانى فى دفعته، بحسب موقع مؤسسة "مسك" الخيرية التى أسسها.
يشغل الأمير محمد بن سلمان مهام عدة، فهو وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، وبدأ بالعمل مستشارا بهيئة الخبراء فى مجلس الوزراء فى 2007، ثم مستشارا لأمير منطقة الرياض عام 2009، وشغل لاحقا مناصب أخرى منها رئيس ديوان ولى العهد ووزير دولة فى مجلس الوزراء.
على المستوى العسكرى، تولى الأمير الشاب قيادة التحالف العربى فى اليمن بعملية "عاصفة الحزم" التى انطلقت فى نهاية مارس 2015، إذ كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع الذى تولاه فى يناير من العام نفسه.
استهدفت عملية التحالف دعم الحكومة الشرعية التى يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادى، وردع ميليشيات الحوثى التى حاولت الاستيلاء على اليمن وتحويله خنجرا فى الخاصرة العربية، ونجحت العملية بعد عامين على انطلاقها فى تحرير 85 فى المئة من الأراضى اليمنية من قبضة الحوثيين.
بذل الأمير محمد بن سلمان جهودا فى العمل الخيرى، فأسس جمعية مسك الخيرية التى يرأس أيضا مجلس إدارتها، وتأسست الجمعية عام 2011، وتعنى الجمعية بثلاث مجالات هى:التعليم والثقافة والإعلام، وتكرس جهودها لتنمية مهارات القيادة لدى الشباب.
قال الأمير الشاب عن أهداف المؤسسة الخيرية "نسعى من خلال مؤسسة مسك الخيرية إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة فى بناء العقل البشرى".
أصبح الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى فى أبريل 2015، واستطاع بعد عام واحد تقديم رؤية متكاملة بشأن مستقبل المملكة، إذ وافق مجلس الوزراء السعودى فى أبريل 2016 على"رؤية السعودية 2030" التى تهدف إلى تحضير المملكة لمرحلة ما بعد النفط.
تتضمن الرؤية عدة برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية، وتشتمل الخطة إصلاح فى الموازنة العامة، وتغيير تنظيمات ومبادرات خمسية.
ستعمل هذه الرؤية على تعزيز الجهاز الحكومى وتعزيز القطاعات الإنتاجية والصناعية غير النفطية.
عبر الأمير الشاب عن طموحاته فى تعزيز الصناعات العسكرية السعودية، وقال إن شركة الصناعات العسكرية الجديدة ستصبح قادرة على توطين نسبة 50 بالمئة من إجمالى الإنفاق الحكومى العسكرى للمملكة بحلول 2030.
شملت "رؤية 2030" أيضا إقرار مجلس الوزراء لبرنامج التحول الوطنى " 2020"، الذى يستهدف تنويع مصادر الدخل وزيادة الإيرادات غير النفطية، من أجل مواجهة تراجع أسعار النفط.