"عصفور ترامب يدق طبول الحرب".. الرئيس الأمريكى يشعل "حرب الحديد" بسلسلة تويتات عبر تويتر.. فرض ضرائب على واردات الصلب والألومنيوم القادمة لأمريكا من 110 دول.. والتدوينات سلاح مواجهة التحفز "الأوروبى –

عصفور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يكف عن التغريد على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" إلا أن هذه الأحرف قليلة العدد لا تمر مرور الكرام فتؤدى إلى إثارة القلق بالأوساط المختلفة، وتعتبر أسواق الحديد من آخر المجالات التى اكتوت بنار تصريحات حاكم البيت الأبيض. "حرب الحديد" التى يشنها ترامب ستطال الكثير من دول العالم التى تستورد منها الولايات المتحدة الصلب والألومنيوم، من خلال فرض رسوم جمركية قدرها 24% على واردات أمريكا من الحديد و10% على وارداتها من الألومنيوم، وهو القرار الذى اتخذه الخميس الماضى بالفعل بعد دراسة وتوصية تقدمت بها وزارة التجارة الأمريكية فى منتصف فبراير الماضى بدعوى "حماية الأمن القومى" بحسب نص التقرير المنشور بالموقع الرسمى للوزارة على الإنترنت، فى ظل عجز فى الميزان التجارى لأمريكا ارتفع إلى 800 مليار دولار سنويا بحسب إحدى تدوينات ترامب. شن ترامب لهذه الحرب الجديدة يبررها تقرير لمرصد تجارة الصلب العالمى المنشور بموقع وزارة التجارة الأمريكية، والذى يوضح أن الولايات المتحدة هى أكبر مستورد للصلب فى العالم حيث استوردت حوالى 26.9 مليون طن مترى عام 2017، مقابل 22.5 مليون طن مترى العام السابق عليه، وتمثل واردات امريكا من الصلب ما يعادل 8% من حجم الواردات على مستوى العالم. وتستورد أمريكا الصلب من حوالى 110 دول حول العالم، ولكن تأتى 78% من واردات الصلب الأمريكية من 10 دول هى على الترتيب: كندا، والبرازيل، وأمريكا الجنوبية، والمكسيك، وروسيا، وتركيا، واليابان، وتايوان، وألمانيا، والهند. ويوضح التقرير تراجع حجم إنتاج الولايات المتحدة من الصلب الخام بنسبة 11% خلال الفترة ما بين عامى 2014 و 2016 من 88.2 مليون طن مترى فى 2014 إلى 78.6 مليون طن مترى عام 2016، وفى الوقت الذى تراجع فيه حجم الإنتاج الأمريكى من الصلب، ارتفع حجم الطلب عليه وزادت الفجوة بين العرض والطلب على حوالى 19.2 مليون طن مترى من الصلب عام 2017، بحسب مرصد تجارة الصلب العالمية، وظلت حجم الواردات تزداد مع ارتفاع الطلب الأمريكى على الصلب، وأدى لفقدان الولايات المتحدة العديد من الوظائف مع تراجع غنتاج الصلب محليا. الأسباب السابقة اعتبرها ترامب وإدارته "أمنا قوميا" بحسب نص تقرير وزارة التجارة الأمريكية التى أوصت بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم، بل وقال ترامب فى إحدى تدويناته على تويتر قبل 4 ايام: "عندما تفقد الولايات المتحدة مليارات الدولارات من التجارة مع الدول، فإن هذا يجعل الحرب التجارية أمرا جيدا وسهل الفوز به". ولكن لأننا فى "قرية صغيرة" فلم تشفع مبررات ترامب للدفاع عن أمن بلده القومى واقتصاده أمام دول العالم الكبرى التى ستتضرر كثيرا من هذه الإجراءات الحمائية التى يسعى ترامب لفرضها، وثار كل من الاتحاد الأوروبى، وبريطانيا، وكندا، والمكسيك رافضين هذه الإجراءات وهو ما أيده بيان من صندوق النقد الدولى يحذر أمريكا من مخاطر هذه الحرب على الاقتصاد الأمريكى نفسه، وهددت دول الاتحاد الأوروبى بفرض إجراءات مماثلة على وارداتها من الولايات المتحدة حال تطبيق أمريكا هذه الرسوم المرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم. ولأن تويتر الآن هو مسرح الحرب التى يشعلها الرئيس الأمريكى فقد نشر تحذيرا لأوروبا فى حالة فرض إجراءات مماثلة على وارداتها من أمريكا، حيث هدد ترامب بفرض ضرائب على السيارات الأوروبية، إذا قرر الاتحاد الأوروبى زيادة الضرائب على الشركات الأمريكية العاملة بأوروبا. ولكن مع كندا والمكسيك المصدر الأكبر لواردات الحديد إلى أمريكا، اتبع ترامب سياسة كلامية أخرى، مؤكدا أن أمريكا لديها عجز تجارى مرتفع مع كل من كندا والمكسيك، وقال أنه إذا تم توقيع اتفاقية تجارة حرة جديدة عادلة مع الدولتين "النافتا" يمكن إلغاء تعريفة الحديد والألومنيوم الجديدة على وارداتها من الدولتين. حرب الحديد التى يستخدمها ترامب كسلاح جديد فى حرب تجارية شاملة يسعى من خلالها لفرض إجراءات حمائية للاقتصاد الأمريكى، لن تكون الأخيرة، ولكن إلى أى مدى يمكن أن تصمد دول العالم والشركاء التجاريين لأمريكا وكيف لها أن ترد عل هذه الحرب التى سيطال تأثيرها النظام الاقتصادى العالمى بأكلمه؟












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;