نقلا عن العدد اليومى...
هناك الكثير من التفاصيل المهمة تقدمها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لليابان، والتى تمثل نوعًا من الإلهام فى الطموح والتقدم التكنولوجى والاقتصادى والإدارى، وقد مثلت زيارات الرئيس ولقاءاته والانفتاح على آسيا تجربة مهمة فى رسم خريطة السياسات الخارجية المصرية، وتبادل الخبرات لإنهاء الاعتماد على قطب واحد فى السياسة، وهى تجربة يتوقع أن تؤتى ثمارها خلال فترات قصيرة ومتوسطة.
زيارة الرئيس لليابان استمرار لزيارات مختلفة لدول آسيا، الصين وسنغافورة وماليزيا، ولدى كل من هذه الدول تجارب اقتصادية مهمة، تمثل إلهامًا للدول التى تريد الاتجاه إلى المستقبل، وهى تحركات لها دلالات سياسية واقتصادية، فضلًا على تبادل الخبرات والأفكار.
جولة الرئيس الآسيوية فى كازاخستان واليابان وكوريا جاءت بعد جولات فى أفريقيا، ومن قبلها دول آسيا المختلفة، وكما أشرنا، فإن الصين قوة دولية كبرى لديها واحدة من أكثر التجارب إدهاشًا فيما يخص سياساتها الخارجية كقوة عظمى اقتصاديًا قامت بتراكمات تجارب الاستثمار، وتقسيم العمل، وأبدت الصين استعدادها لنقل تجربتها إلى مصر، وتبادل البعثات. والجانب الاقتصادى لا يتعلق فقط بملفات التبادل التجارى، لكنه يتعلق بخطط التنمية، وتبادل الخبرات ونقلها مع هذه الدول، ولدى كل منها تجربة تنموية مهمة، ونظام اجتماعى يمكن أن تتعلمه الدول الطموحة اقتصاديًا واجتماعيًا.
أما اليابان، فقد مثلت الزيارة نقلة نوعية فى سياقات رسم التصورات المستقبلية المصرية، خاصة بعد توقيع اتفاقية شراكة مصرية يابانية فى مجال التعليم، يتم بموجبها نقل التجربة اليابانية فى التعليم إلى مصر، حيث تمتلك اليابان واحدة من أكثر تجارب العالم تقدمًا فى التعليم.
يضاف إلى ذلك الخبرات اليابانية فيما يتعلق بإدارة التكنولوجيا واستخدامها فى المرور والنقل والعمارة بشكل يجعلها تضاف إلى ما يمثل النقاط المهمة فى التجربة، وهو ما تمثل فى لقاءات الرئيس مع المسؤولين اليابانيين، ومنهم محافظ طوكيو يوئيتشى ماسوزوى، والحديث عن تبادل الخبرات والتكنولوجيا مع القاهرة لحل مشكلة الازدحام المرورى، ومعالجة النفايات ومياه الصرف، واتفاق تآخٍ بين المدينتين، والاستفادة من التجربة الفريدة لمدينة طوكيو فى التغلب على مشاكل المرور والنظافة، وتطبيق أساليب متطورة فى النقل والتخطيط العمرانى، وإدارة الشؤون المحلية وآليات إدارة الأزمات. وكانت لطوكيو تجربة مهمة فى تخفيف الازدحام المرورى بنسبة %50، وتوظيف التكنولوجيا، ومعالجة النفايات ومياه الصرف، فضلًا على لقاءات مع رؤساء أكبر شركات يابانية فى صناعة السيارات والتكنولوجيا، وهى التى تمثل أحد أعمدة الاقتصاد اليابانى، وكلها خطوات تكشف عن خطة طموحة لتبادل الخبرات مع أهم الدول الآسيوية، بعيدًا عن الاستقطاب.