"فاطمة عمر".. شافها الناس ضعيفة فحصلت على لقب "أقوى امرأة فى مصر".. تحدت الإعاقة بحصولها على أكبر عدد من الميداليات الأولمبية فى رفع الأثقال.. بدأت لعب ووزنها 49 كيلو وشاركت فى أول بطولة بعد 15 يوم تم

الإعاقة الحقيقية هى إعاقة النفوس.. هذا ما تشعر به حينما ترى فاطمة عمر، السيدة الأربعينية التى استطاعت أن تهزم فكرة الاحتياجات الخاصة وتحقق إنجازات غير مسبوقة فى لعبة "رفع الأثقال" بالشكل الذى منحها عدة ألقاب أبرزها "الفتاة الذهبية" وذلك لأنها المرأة الوحيدة على مستوى العالم التى حصلت على 5 ميداليات أولمبية 4 ذهبية وواحدة فضية على التوالى وذلك على مستوى الأسوياء وذوى الإعاقة. أقوى امرأة بالعالم.. لقب آخر حصلت عليه فاطمة بعدما قررت أن تثبت لمن يرونها ضعيفة أنها أقوى مما يتخيلون، تمت سنواتها الـ19 وبدأت أن تلعب لأول مرة من خلال اشتراكها بـ"دار ياسمينا" بإمبابة، ورغم صعوبة حركتها ومحل إقامتها بـ"حلمية الزيتون" حينها إلا أنها كانت تذهب يوميًا للتمرين، حتى حصلت على أول ميدالية ذهبية بحياتها بعد أسبوعين فقط. لاعبة رفع أثقال وأم لابنتين.. هذه هى حياة "فاطمة" التى حكت تفاصيلها لـ"انفراد" وقالت: "الناس كانوا بيبصولى على إنى ضعيفة ومقدرش أسند نفسى، فقررت أوريهم إنى أقوى منهم: "هكذا بدأت فاطمة حديثها مؤكدة أن هذا السبب هو الدافع الحقيقى الذى وصلها لما هى عليه الآن، وأضافت: "حينما ذهبت للمرة الأولى لدار الياسمين كان وزنى 49 كيلو، وعندما رآنى الكابتن سخر منى واندهش، وطلبت منه أن يمنحنى فرصة، ومع أول تمرين لى أصبح وزنى 55 كيلو اندهش الكابتن مجددًا من استجابة جسمى السريعة، وبعد أسبوعين فقط شاركت ببطولة الجمهورية وحصلت على المركز الأول". "كنت باخد بنتى معسكر التدريب وهى 5 أشهر" قالتها "فاطمة" وعيناها تسترجع الصعاب التى مرت بها وأضافت: "زوجى أيضًا كان لاعب رفع أثقال، لكنه ترك اللعبة وتفرغ لى، وحينما أنجبت ابنتى الأولى شهد، وعدت إلى اللعب كنت اصطحبها معى إلى معسكر التدريب لأننى كنت دائمة السفر، وأقسم الوقت مع زميلاتى هن يحملنها أثناء تمرينى، والعكس وفى الليل ابتعد بها عن غرف النوم حتى لا يقلقهن بكاؤها، وأنتظرها حتى تنام ثم أخلد إلى النوم"، مشيرة إلى أن أهلها ساعدوها كثيرًا فى تربية ابنتها، مؤكدة أن الأمر ذاته تكرر مع ابنتها الثانية. "كان نفسى أحقق اللى بحلم بيه" قالتها فاطمة بنبرة تعكس كل معانى الإصرار، مشيرة إلى أن كل خطوة ناجحة فى حياتها شجعتها على الاستمرار والحصول على أكبر عدد من الميداليات الذهبية على المستوى المحلى والدولى والألمبى، مشيرة إلى أنها لا تعترف بالميدالية الفضية التى حصلت عليها فى أولمبياد ريو دى جانيرو 2016 بسبب الخطأ الفنى الذى حدث وأضافت: "المفروض إننا نبلغ الوزن اللى هرفعه فى وقت معين، والمدرب اتأخر 20 ثانية على التبيلغ فكتبوا الوزن اللى كان قبله". وعن حياتها كأم ولاعبة معًا قالت: "أنا حنينة على بناتى وأكلى قليل جدًا"، وأضافت: "الناس تعتقد أن لاعب رفع الأثقال يأكل كثيرًا لكننى أتناول وجبتين، ومبقدرش أكمل ورك فرخة"، مشيرة إلى أنها تمارس التمرينات اليومية لمدة ساعتين، مؤكدة أنها بعيدًا عن اللعب أم حنونة جدًا، مشيرة إلى أنها الآن تستعد إلى أولمبياد "طوكيو 2020" لتنهى بعدها حياتها فى اللعبة.