أحياناً كثيرة تكون صرخات النساء أقوى مئات المرات من المواثيق الدولية والحروب العالمية، فالعديد من النساء أصبحوا رموزاً لشعوبهم عبر الانتفاض والصراخ فى وجه الظلم، والتضحية بنفسهم أحياناً كثيرة فى سبيل إعلاء قيم العدل والمساواة ونبذ الظلم عن بلادهم، ومن هذا المنطلق نستعرض نبذة عن أهم النساء اللواتى تسببن فى تحريك قضايا عالمية، كالأتى:
نادية مراد..اغتصاب وتعذيب حتى الموت على يد الدواعش:
روت الشابة نادية مراد باسى طه، وهى تغالب دموعها وبتأثر واضح، فصول المعاناة من لحظة اقتيادها مع أكثر من 150 امرأة إيزيدية من مناطقهن إلى الموصل، معقل داعش.
وطالبت الشابة، التى كانت قد نجحت فى الفرار بعد أكثر من 3 أشهر من المعاناة اليومية، أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على داعش ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل.
وبالفعل استطاعت "مراد" إيصال قضيتها إلى العالم، خاصة بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى جاءت له لتشكو ضعف الموقف العربى والإسلامى فى مواجهة الدواعش.
مالالا يوسف..طلقة فى الرأس مهدت طريقها لنوبل:
نجت "مالالا" بأعجوبة من محاولة الاغتيال على يد مسلحين من طالبان باكستان، حيث تم استهدافها بسبب كتاباتها، التى تدعو للسلام والأمن وتنادى بحق تعليم البنات، لذا أطلقوا عليها الرصاص فى رأسها ليهزموها، ولكنها هى من هزمتهم بإصرارها.
وفازت "مالالا" بجائزة نوبل للسلام لعام 2014 مناصفة مع الهندى كايلاش ساتيارثى، كما نالت "الجائزة الوطنية الأولى للسلام" فى باكستان، وحصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التى تمنحها مؤسسة "كيدس رايتس الهولندية"، ونالت جائزة آنا بوليتكوفسكايا التى تمنحها منظمة راو أن ور البريطانية غير الحكومية، وتعتبر ملالا أصغر شخص يفوز بجائزة نوبل منذ إنشائها حيث بلغ عمرها 17 سنة فقط.
ريحانة..إعدام بريئة يفتح ملف العنف ضد المرأة:
بدأت القصة منذ سبع سنوات، عندما اعتقلت ريحانة جبارى الفتاة الإيرانية ذات التسعة عشر عاما آنذاك، بتهمة قتل مرتضى سربندى موظف المخابرات الإيرانى السابق. وقالت الفتاة أنه استدعاها لشقته لتأخذ القياسات اللازمة لعملها كمصممة ديكور، لكنه حاول الاعتداء عليها جنسيا بينما كانت معه فى الشقة.
ورفضت المحكمة اعتبار الحالة بملابساتها دفاعا مشروعا عن النفس، لتحكم عليها بالإعدام طبقا لقانون القصاص المتبع فى إيران كتطبيق للشريعة الإسلامية. سبع سنوات من الجدال القضائى والتشريعى والإنسانى من أجل إنقاذ ريحانة من حبل المشنقة انتهت أخيرًا بشنقها فجر الرابع والعشرين من أكتوبر 2014 تاركة وراءها غضبا كبيرا وانتقادات كثيرة ومطالبات بمراجعات حقيقية للنصوص القانونية الإيرانية، وجرح لم يندمل فى ملف العنف ضد المرأة حول العالم.
مريم رجوى..ملهمة المعارضة الإيرانية حول العالم:
بعد سقوط النظام الملكى أدت: مريم رجوى" بصفتها إحدى المسؤولين عن القسم الاجتماعى دورًا مفصلياً فى استقطاب طلاب المدارس والجامعات وتنظيم الاحتجاجات فى مختلف أحياء طهران، بما فيها احتجاجات ربيع عام، 1981 والمظاهرات الضخمة التى أقيمت فى العام نفسه فى طهران .
وخلال هذه الفترة كانت مريم مرشحة من قبل مجاهدى خلق فى الانتخابات التشريعية للنيابة من طهران، حيث حصل على 250 ألف صوت فى طهران، بالرغم من التلاعب الحكومى بالأصوات بكميات هائلة، وأصبحت بذلك صالحة لدخول البرلمان الإيرانى، ولكن نظام الملالى فى إيران حال دون دخول حتى واحد من المجاهدين إلى البرلمان ليحتل مقعدًا للنيابة فيه.
وبعد انطلاق المقاومة عام 1981 تم الهجوم على مقر إقامتها لعدة مرات ولكنها نجت من هذه الهجمات، وفى عام 1982 انتقلت إلى باريس المركز السياسى لحركة المقاومة، والذى يتخذ منها المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية مقرًا له وتولت فيها مسؤوليات مختلفة، لتصبح وعن جدارة رمز وإلهام للمعارضة الإيرانية فى كل مكان فى العالم.
جميلة بوحيرد..استقلال الجزائر بدأ من شجاعة النساء:
وهى من أوائل النساء التى رفعن لواء الحرية وحركن قضة الجزائر حول العالم، فبينما كان الطلاب الجزائريون يرددون فى طابور الصباح فرنسا أمنا كانت "جميلة" تصرخ وتقول: الجزائر أمنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسى من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً، لكنها لم تتراجع وفى هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية.
انضمت بعد ذلك إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسى ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين، حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقى القبض عليها.
ومن داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائى لمدة ثلاثة أيام كى تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعى وحين تفيق تقول الجزائر أمنا.
وحين فشل المعذبون فى انتزاع أى اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم.
وبالفعل تأجل تنفيذ الحكم، ثم عدل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسى جاك فيرجيس الذى دافع عن مناضلى جبهة التحرير الوطنى خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذى أسلم واتخد منصور اسما له، لتكون وعن جدارة واحدة من أعظم المحاربات والمحركات للقضايا الدولية حول العالم وليس فى الشرق الأوسط وحسب.