كثيرون تحدثوا مؤخراً عن تأخير تنفيذ أحكام الإعدام فى حق المتهمين الصادر بحقهم أحكام نهائية بالإعدام، خاصة من العناصر الإرهابية، وطالبوا بسرعة تنفيذ الأحكام، حتى يكون الأمر رادعا لمن تسول له نفسه تكرار جرائمهم فى حق المجتمع المصرى.
وبالرغم من أن حالات تنفيذ أحكام الإعداد تكون محدودة فى كل عام، إلا أن هذا العام "2018" يعد العام الأكثر تنفيذ لأحكام الإعدام، فبالرغم من أننا فى الربع الأول من العام، إلا أنه شهد العديد من تنفيذ أحكام الإعدام بحق الجناة.
وشهدت بداية العام تنفيذ حكم الإعدام فى حق 13 إرهابيا ينتمون لما يطلق عليه "أنصار بيت المقدس الإرهابى"، وذلك لارتكابهم جرائم إرهابية، وذلك بعد صدور حكم عليهم بالإعدام، حيث تم تنفيذ الحكم عليهم جميعاً فى نفس التوقيت. ويعتبر هذا العدد ضمن الأعداد الكبيرة التى تم تنفيذ حكم الإعدام فيها مرة واحدة، حيث أقصى عدد تم تنفيذ فيه حكم الإعدام قبل ذلك كان 10 متهمين أجانب متورطين فى قضية تهريب مخدرات منذ عدة سنوات.
ويكون هناك تجهيزات معينة للأعداد الكبيرة فى السجون التى يتم فيها تنفيذ حكم الإعدام، حيث يتم التنفيذ على جميع المتهمين فى مكان واحد، فى ذات اليوم، نظراً لكونهم متهمين فى قضية واحدة، وينفذ الحكم شخص واحد يطلق عليه "عشماوي"، وهذا ليس اسمه الحقيقى، وإنما اعتاد اطلاق هذا الاسم على كل ما يقوم بهذه المهمة، نظراً لأن أول شرطى تم تعينه بالسجون لتنفيذ حكم الإعدام كان اسمه "عشماوي"، ومن ثم أصبح الاسم يطلق على كل من يقوم بهذه المهمة، ولا يوجد سوى "عشماوى" واحد فى مصر، ينفذ جميع الأحكام، وعقب خروجه للمعاش يتم اختيار أحد مساعديه ليحل مكانه.
وبعدها تم تنفيذ حكم الإعدام فى 3 إرهابيين آخرين، متورطين بارتكاب حادث "استاد كفر الشيخ" وقتل الأبرياء، وتم تسليم جثثهم إلى ذويهم.
ويبدو أن هذا العام كان حازما مع الإرهابيين، فقد تم تنفيذ حكم الإعدام فى 6 إرهابيين آخرين بعدها، متورطين فى العديد من الأعمال الإرهابية الجبانة. ولم يقتصر الأمر على العناصر الإرهابية، وإنما كان للعناصر الجنائية نصيب منها، فتم تنفيذ حكم الإعدام فى حق 6 متهمين بسجن طنطا، بينهم 5 متهمين فى قضية واحدة، وواحد متورط فى قضية قتل، وبعدها بأيام تم تنفيذ حكم الإعدام فى حق 6 أشخاص بسجن المنيا لتورطهم فى قضايا جنائية.
تنفيذ حكم الإعدام بالإضافة إلى أنه يؤكد على إنفاذدولةالقانون، إلا أنه فى ذات الوقت يمثل عنصر ردع لمن تسول له نفسه ارتكاب جرائم إرهابية أو جنائية، حيث يعلم تمام العلم أنه سوف يلاقى نفس المصير، وسيكون يوماً من الأيام ضيفاً على "عشماوى".
العناصر الشبابية التى تزج بها جماعة الإخوان فى الشوارع لارتكاب أعمال تخريبية، أيقنت مؤخراً بعد تنفيذ أحكام الإعدام النهائية فى حق غيرهم، أنهم مغرر بهم، ففى الوقت الذى يدفعون فيه حياتهم بعد صدور أحكام عليهم بالإعدام، يكون قيادات الجماعة فى فنادق الدوحة واسطنبول يتمتعون بحياتهم، ولذا وجدت جماعة الإخوان نفسها فى أزمة مؤخراً بسبب انفضاض الشباب من حولها، ومن ثم لجأت إلى ما يعرف بـ"المرتزقة"، وهم الشباب الذين يحصلون على المال لتنفيذ تكليفات الجماعة، وكانت اعترافات معظم الخلايا الإخوانية التى تم القبض عليها شاهداَ على ذلك، حيث أكد عدداً منهم أنهم كانوا يحصلوا على راتب شهرى مقابل تنفيذ العمليات الإرهابية.
بدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، إن سرعة تنفيذ الأحكام النهائية يحقق الردع، ويقلص من حجم الأعمال الإرهابية والجرائم الجنائية بشكل كبير.
وأضاف الخبير الأمنى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن وجود عادل حبارة وقت طويل دون تنفيذ الحكم عليه ساهم فى زيادة الأعمال الإرهابية، وما أن تم إعدامه، حتى شعر كل شاب سلم عقله لهذه الجماعة بأنه سيلقى نفس المصير، ومن ثم بدأ الشباب يهربوا بأنفسهم، فى ظل تعظيمدولةالقانونوسرعة تنفيذ الأحكام.