فى الوقت الذى تعد فيه عمليات تشفير المحادثات والمكالمات أمرا حيويا للحفاظ على خصوصية المستخدمين، إلا أن هناك جانب سلبى يتعلق باستغلال البعض لهذه الاتصالات التى يصعب الوصول إليها للقيام بأعمال مشبوهة، ورغم تصريحات المسئولين بعدم وجود ما يعرف بـ" الباب الخلفى للتشفير"، فإن نقاط الضعف المفتوحة أمام الشرطة تفسح المجال أيضا أمام القراصنة للقيام بما يحلو لهم، كذلك فإن عمليات التشفير قد تؤدى لظهور بعض الاستخدامات المشبوهة للهواتف الذكية.
ولسنوات عديدة، باع عدد كبير من الشركات المبهمة ما يسمى بالهواتف المشفرة أو أجهزة "BlackBerry أو Android المخصصة"، والتي يجرى فيها إزالة الكاميرا والميكروفون أحيانا، مع القدرة على إرسال رسائل آمنة فقط من خلال شبكات خاصة، ويتردد أن العديد من تلك الشركات تلبي بشكل أساسي طلبات المنظمات الإجرامية.
هواتف العصابات المعدّلة
يجري تعديل بعض الهواتف الذكية التى يتم تخصيصها للعصابات من خلال إزالة الميكروفون والكاميرا، إضافة إلى إزالة نظام تحديد المواقع العالمى GPS وتصفح الإنترنت وخدمات المراسلة العادية، ثم تقوم الشركة المسئولة عن تعديل هذه الهواتف بتثبيت بعض البرمجيات مثل Pretty Good Privacy "PGP"، وذلك لإرسال رسائل مشفرة ، وتوجيه هذه الرسائل عبر خوادم خارجية، كما تكون هذه الشركات قادرة على حذف البيانات الخاصة بهذه الأجهزة "عن بعد" فى حالة الاستيلاء عليها من قبل السلطات.
القبض على مالك شركة Phantom Secure
تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI مؤخرا من القبض على Vincent Ramos مؤسس شركة Phantom Secure المتخصصة في تعديل وتخصيص الهواتف الذكية، ووفقا لما نشره موقع engadget الأمريكى، كشفت تحقيقات FBI أن هذه الشركة تساعد منظمات إجرامية وتمدها بهواتف ذكية مخصصة ومعدلة توفر تشفير بيانات مثل عصابة "Sinaloa drug cartel" التى تتخصص في المخدرات والقتل وتجارة الأعضاء البشرية، حيث قامت الشركة بتعديل أجهزة BlackBerry و Android لتعطيل المميزات الشائعة "بما في ذلك الكاميرا ومتصفح الويب" مع إضافة مزيد من عوامل الخصوصية للمحادثات المشفرة، وساعدت بها جهات على صلة وثيقة بعالم الجريمة.
اعتقال مالكى شركة Ennetcom وPGP Sure
وفي عام 2016 ، قام المحققون الهولنديون باعتقال مالك شركة Ennetcom لتعديل الهواتف الذكية، التي زُعم أن عملاءها يضمون قتلة ومهربي مخدرات، وغيرهم من المجرمين الخطرين، ثم في عام 2017 ، ضبطت السلطات الهولندية أيضًا المسئولين عن شركة PGP Sure ، التي يُزعم أنها تلبي أيضا خدمة عالم الجريمة المنظمة.
هل بيع الهواتف المعدّلة قانونى أم لا ؟
وفي وقت سابق قامت الشرطة الهولندية، بإعتقال 4 مشتبه بهم للاشتباه فى غسيل الأموال،. ولكن بشكل أكثر تحديدًا ، فإن المجموعة ، وخاصة المشتبهين الرئيسيين ، زُعم تورطهم في بيع أجهزة BlackBerry و Android المخصصة، ورغم أن بيع هذه الهواتف يعتبر أمرا قانونيا، إلا أن تكرار استخدام هذه الهواتف فى أمور غير قانونية جعل رجال السلطة طوال الوقت يشتبهون فى مالك مثل هذه الهواتف أو المسئول عن تعديلها.
مميزات الهواتف المعدلة:
تستخدم هذه الهواتف أحدث إصدارات معدلة من نظام التشغيل Android وتطبيقات متعددة لضمان عدم إمكانية الوصول إلى البيانات - بما في ذلك الرسائل وسجلات المكالمات والصور وجهات الاتصال - من قِبل أى شخص بخلاف المالك، كما لا يمكن للسلطات أن تراقب الهاتف الذكي، بعكس الهواتف الأخرى الموجودة في السوق والتي يمكن للشرطة الوصول إليها ، حتى بدون امتلاك الجهاز.
-هاتف Blackphone
ويعتبر هاتف Blackphone أحد الهواتف المعدلة، والذى جرى تصميمه من قبل الشركة الأمريكية Silent Circle التي تنص على أنه "مصمم خصيصًا للخصوصية" لضمان عدم إمكانية جمع البيانات، ويجرى بيع الهاتف مقابل 630 دولار، ووصفته الشركة بأنه مثالي للعاملين في مجال المعلومات والمديرين التنفيذيين والشخصيات العامة وأى شخص آخر لديه اهتمام خاص بالحفاظ على اتصالاته الخاصة، وقد تم الكشف عن Blackphone في المؤتمر العالمي للهاتف المحمول في برشلونة العام الماضي ، ومنذ ذلك الحين تم جلب العديد منها إلى أستراليا.
العصابات والهواتف المشفرة
وتلجأ العديد من العصابات للاستعانة بهذه الهواتف لتشفير أعمالها الإجرامية، حيث كشف تقرير سابق أن "دانيال كيناهان" قائد عصابة PARANOID استعان بـ 1،600 هاتف مشفر لأفراد عصابته من خلال تحميل برامج خاصة على الأجهزة، كما يعتمد على "سيرفر" خاص في أريزونا بالولايات المتحدة ، لمنع السلطات من التحقق من هواتفه المشفرة"، لكنه في نفس الوقت قادر على إمكانية الوصول لهذه الهواتف فى أي وقت.