فجر الأطباء - خلال مشاركتهم فى مؤتمر الجمعية البحثية لأمراض الكبد - مفاجأة بالتوصل لعقاقير ما زالت رهن الاختبار قادرة على الشفاء من فيروس بى تماما، ما يمثل بشرى سارة للمصابين بالفيروس.
وأكد الدكتور إمام واكد - أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد الكبد القومى التابع لجامعة المنوفية وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية فى تصريحات خاصة لـ"لـ "انفراد"" - أن هناك أدوية جديدة لعلاج فيروس بى ما زالت قيد التجارب ويتوقع طرحها خلال مدة تتراوح بين 5 و10 سنوات وهى قادرة على الشفاء التام من الفيروس.
وأضاف "واكد" أن الأدوية الموجودة حاليا تعمل على إيقاف تكاثر الفيروس وإيقاف المرض الموجود بالكبد ولكنها لا تؤدى إلى التخلص التام من الفيروس؛ موضحا أن أبحاثا كثيرة تجرى حاليا على مجموعات من الأدوية على أمل التوصل لعلاجات قد تؤدى للشفاء التام من الفيروس.
وأشار عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إلى أن الأدوية الجديدة - والتى ما زالت تحمل أرقاما كودية - بعضها يمنع دخول فيروس بى إلى خلايا الكبد، وأخرى تمنع تكاثر الفيروس وثالثة تزيد التخلص من خلايا الكبد المصابة بالفيروس، وكل هذه الأدوية ما زالت فى مراحل التجارب المعملية ولا ينتظر تسويقها قبل مدة تتراوح من 5 : 10 سنوات.
ومن جانبه كشف الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، عن التوصل لـ3 أدوية جديدة - ما زالت رهن التجربة - قادرة على الشفاء تماما من فيروس بى.
وقال الخياط - خلال مؤتمر الجمعية البحثية لأمراض الكبد والجهاز الهضم - إن الأدوية الجديدة اجتازت المراحل الأولى الإكلينيكية بنجاح، وما زالت تحمل أرقام كودية تمهيدا لاعتمادها فى العلاج.
الدواء الأول
وأوضح أستاذ الكبد والجهاز الهضمى أن الدواء الأول يسمى "REP 9AC" يعتمد على التخلص من بروتين السطح ويمنع خروج الفيروس من الخلية، وبالتالى لن يصيب خلية أخرى سليمة، مشيرا إلى أن هذا الدواء اجتاز المرحلة الأولى بنجاح ويتناوله المريض عن طريق الحقن، ويؤدى للتخلص من بروتين السطح المسئول بشكل رئيسى عن شلل جهاز المناعة الذى يعتمد عليه المصاب فى التخلص من الفيروس داخل الخلية، كما يحبط المناعة الفطرية والمناعة المكتسبة للمريض، حيث لا يستطيع جهاز المناعة أن يتخلص من الفيروس فى ظل وجود بروتين السطح.
الدواء الثانى
والدواء الثانى وهو "BRIPANT" يساعد على التخلص من الخلية المصابة بالفيروس، ما يؤدى فى النهاية للتخلص الكلى من فيروس بى عن طريق تحفيز الموت المبرمج، والذى يعنى أن الخلية المصابة بفيروس ما تساعد نفسها وتساعد المريض على التخلص من الفيروس بموتها، وبذلك تساعد جهاز المناعة أيضا على التخلص بطريقة أخرى من الخلايا المصابة بالفيروس وعدم عدوى خلايا سليمة أخرى، أى أنها تقتل نفسها لحماية الخلايا الأخرى وللقضاء على الفيروس.
وفى هذا السياق قال الخياط: ثبت أن فيروس بى وبروتين السطح بصفة خاصة يمنع قتل الخلايا المصابة، بل يساعد على طول فترة بقائها لاستخدامها فى تكاثر الفيروس وعدوى خلايا أخرى، وثبت أن دواء "البريبانت" يساعد الخلايا ليس فقط المصابة على تخلص جهاز المناعة منها، ولكن أيضا على تحجيم الخلايا السرطانية والشفاء من الفيروس بتحفيز موت الخلايا المصابة بالفيروس.
الدواء الثالث
والدواء الثالث يسمى "GS9026 " ويساعد على تحفيز مستقبلات الخلايا المناعية للقضاء على الفيروس داخل الخلية الكبدية، فقد ثبت أن الخلايا المناعية يتم إحباطها من قبل فيروس بى بجانب إحباط مستقبلات الخلايا المناعية التى تسمى بمستقبلات "TOLL"، وهذه المستقبلات على سطح الخلايا المناعية تساعد على تحفيز هذه الخلايا للقضاء على الفيروس داخل الخلية الكبدية بعد إحساسها بوجود الفيروس بالدم.
وأوضح أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس أن الأدوية الثلاثة سوف يتم استخدامها ككوكتيل للقضاء على فيروس بى بجانب الأدوية الحديثة الأخرى أو المتاحة حاليا، مما يحمل بشرى سارة لمرضى فيروس بى بإمكانية إيجاد علاج يقضى على الفيروس تماما كما الحال فى فيروس سى.