"الشعب المصرى متدين بطبعه".. بعيدًا عن الخلاف حول هذه المقولة لكن قد تصدقها لوهلة من الزمن بمجرد أخذ جولة داخل الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" من كم الأسئلة المطروحة، وأيضًا الاهتمام بـ"البث الحى" لعلماء الأزهر للفتوى فى القضايا المختلفة، وهذه الحالة تدفع للتساؤل على نوعية استفسارات المواطنين.
عبر متابعة أكثر من لايف لعلماء الأزهر على صفحة دار الإفتاء اتضح أن أغلب الأسئلة تدور حول عدة قضايا منها الأمور الزوجية من حالات الطلاق وخلافه، وأيضًا تزيد الاستفسارات حول التعاملات البنكية بكل أشكالها، وكذلك تدور تساؤلات حول الشراء من غير المسلمين وغالبًا ما يكون السائل يعيش خارج البلاد وفى حالة قليلة داخل مصر، وهناك أسئلة من الكليشيهات المحفوظة فى كل المنصات الدينية سواء برامج أو موقع ومنها على سبيل المثال هل تربية الكلاب حلال أم حرام؟، أو حالات الغسل والاغتسال المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أسئلة غريبة بعض الشيء وردت على المشايخ، وفيما يلى أمثلة على تلك الاستفسارات.
وبالنسبة الأسئلة المتعلقة بالحياة الزوجية والطلاق فكانت من نوعية ما حكم الحلف بالطلاق وقت الغضب؟، وكيف يمكن رد المطلقة؟، وهنا جاءت الردود من العلماء بأنه فى تلك الحالات لا يجوز الرد عليها بشكل مقتضب إنما تحتاج إلى توضيح وتفسير أكثر لذا وجهوا الدعوة لكل السائلين بزيارة دار الافتاء أو الاتصال تليفونيًا، بينما كان هناك تساؤل عام وحيد يتمثل فى الشروط التى ينبغى بعدها اتخاذ المرء قرار الطلاق، هنا أجاب عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الافتاء بأن الطلاق يكون عند استحالة الحياة بين الطرفين وليس أى خلاف يستوجب إنهاء الحياة الزوجية.
وبخصوص الاستفسارات المتعلقة بالاغتسال والطهارة والغسل، فعلى سبيل المثال سألت سيدة حول حماتها التى تعرضت لكسر فى ذراعها قبل وفاتها، وتم تغسيلها ودفنت فى يديها جبس.. فهل هذا الغُسل جائز؟، وهنا قال الشيخ محمود شلبى أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية إن عملية تغسيل الميت عمومًا تكون قدر المستطاع لأن أصله ليس التطهر فقد انتهى التكليف عنده، والغسل فى هذه الحالة يكون للتكريم، وكذلك وردت تساؤلات كثيرة حول غسل الجنابة والطاهرة، وأيضًا كان هناك سؤال من أحد الأشخاص هل يجب الاستحمام عند وجود سائل بسيط بدون معاشرة؟، وهنا وردت إجابة الشيخ بأن الاغتسال له أسبابه و هى العلاقة الزوجية الكاملة أو الإنزال أو إنزال "منى" أو إنزال من غير علاقة زوجية أو الحيض والنفاس، وإذا لم يوجد احتلام فإنه عليه الوضوء فقط ولا غسل عليه.
وفى هذا الإطار، كان سؤال هل فحص النساء من قبل طبيب لمريضة يوجب الغسل؟، وذلك من الأسئلة المكررة فى أكثر من لايف وقد أجاب عليه الشيخ عمرو الوردانى قائلاً : فى العموم لمس المرأة الأجنبية يوجب الوضوء لكنه لا يوجب الغسل، وعندما تكون مرتديا قفاز الطبيب أو حائل يكون اللمس غير ناقض للوضوء، وفى حالة لمست يد الطبيب أى إفرازات فإنه لا يكون على الطبيب سوى التطهر منها.
وفيما يتعلق بالأسئلة المعروفة فتمثلت فى هل فوائد البنوك حلال أم حرام؟، وجاءت الإجابة أنه يوجد حالات مختلفة ما بين معاملة الأفراد والأشخاص الطبيعيين، وهنا يجب أن تكون النسبة متفق عليها أو شائعة وهناك حالات أخرى من المعاملات يجب تحديدها سواء المعاملات بين أشخاص طبيعية أو بين شخصيين طبيعى وأخر اعتبارى أو شخصين اعتبارين، وسألت مواطنة أخرى حول الحكم الشرعى لرغبة زوجها فى الحصول على قرض من أجل إنشاء مشروع؟، وهنا تم الإجابة عليها بأنها إذا سيقدم دراسة للبنك حتى يقف بجواره لعمل المشروع، إنما إذا حصل عليه كقرض شخصى فهذا لا يجوز.
ومن الأسئلة الشائعة والمتكررة أيضًا هل تربية الكلب فى البيت حرام أم حلال؟، وهنا جاءت الإجابة حول وجود حديث نبوى يتحدث عن أن الملائكة لا تدخل البيت الذى يتواجد به كلب أو صورة، والبيت فى الحديث قد يكون غرفة أو مكان محدد، ومن هذا المنطلق تم توجيه النصح بضرورة وضع الكلب فى حديقة المنزل أو غرفة مغلقة أو حتى شرفة المنزل، كما تكرر سؤال هل الشراء من الجزارين غير المسلمين حلال أو حرام وتزايد هذا الاستفسار بالنسبة للمصريين المقيمين بالخارج، وهنا وردت الفتوى بأنه يجوز شراء اللحم من أهل الكتاب طالما مذبوح، والجزئية الأخيرة هى الفيصل هو سواء كان الجزار مسلم أو من أهل الكتاب.
ومن الأسئلة اللافتة للنظر بعض الشيء التى وردت من متابعى الصفحة، "ماذا أفعل فأنا أخاف من ركوب الطائرة ولدى رحلة عمل؟"، وهنا دعى له الشيخ بالطمأنينة وطالبه بتكرار الدعوة، وكذلك طلب منه الصلاة على النبى ألف مرة كأحد الوسائل المساعدة على تهدئته، فيما تمثلت أغرب الأسئلة على الإطلاق فى رغبة شخص فى التعرف على حكم معاشرة زوجة متزوجة من شخص أخر؟، رغم أن هذين الاثنين يحبان بعضهما بشدة وغير قادرين على منع هذا الفعل نهائيًا؟، وهنا أجاب الشيخ هذا الكلام لا يرضى الله، وحرام ويعتبر زنا ومن أشد الكبائر.