"عايزة أعيش فى سلام والناس ما تزعلش منى وقرار الاعتزال مش متسرع ولن أرجع فيه.. أنا عليا ضغوط كبيرة فى الحياة وعايزة أعيش لبناتى واهتم بيهم.. أنا ما بقتش قادرة أكمل فى الوسط"... بهذه الكلمات الموجعة ودعت الفنانة شيرين عبد الوهاب جمهورها فى تسجيل صوتى تلا إعلانها المقتضب قرارها اعتزال الفن، والذى جاء فى شكل تسجيل صوتى أيضًا ليدحض أية شكوك بشأن صحة خبر الاعتزال.
هذا الخبر الصدمة لمحبيها ولعشاق الفن أثار حزنًا مضاعفًا، مرة لأجل حرماننا من هذا الصوت المميز جدًا والصادق للغاية، ومرة لأجل الحالة النفسية السيئة التى تكشف عنها رسالتيها الصوتيتين. وفى حين تصبر الكثيرون من الفنانين والنقاد ومن عشاق الفنانة شيرين بأن هذا القرار بالتأكيد سترجع عنه، خرجت هى لتؤكد أنه قرارًا نهائيًا.
فيما يقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى وعلاج الإدمان: "يبدو واضحًا من رسالتها أن الفنانة شيرين عبد الوهاب تتعرض لضغوط غير عادية فى هذه الفترة، وأنها تعيش وضعًا نفسيًا صعبًا وتمر بمرحلة صعبة من الصراعات فى الوسط والضغوط الاجتماعية والحياتية، ولكن توقيت إعلان هذا القرار (فى السابعة صباحًا) يؤكد أنه قرار مبنى على الانفعال وأنها بعد سهر طويل وتفكير كثير قررت أن تتخلص من هذا الضغط والعبء النفسى بإعلان الاعتزال".
وأضاف عادل: "كل شخص يمر بمرحلة مشابهة لما تمر به الفنانة من ضغوط تفوق قدرته على الاحتمال، ويكون أمام كل منا خيارين أحدهما سهل وهو الهروب من هذه الضغوط، والآخر صعب وهو مواجهتها، وبالطبع الحل السهل ليس أبدًا الحل الأفضل".
ومن أجل أن تمر الفنانة بسلام من هذه المرحلة القاسية وجه أستاذ الطب النفسى محمد الحديدى عدة رسائل لها..
• من المهم أن تدرك الفنانة أن الهروب سيجعلها تخسر الكثير، خاصة أنها إنسانة موهوبة وكل حياتها للفن ويبدو واضحًا من أدائها أنها تستمتع بالفن كما تمتع الناس به، لذا فإن بعدها عن هذا الشىء الذى كان محور حياتها ومصدر ثقتها بنفسها سيجعلها تخسر كثيرًا.
• كلنا نمر بمثل هذه المرحلة من الضغوط والتعب والرغبة فى الاستسلام، ولكن الحل الأفضل فى هذه الحالة هو أن نحاول مواءمة أو تحمل الظروف، بدلاً من الاعتزال يمكنها أن تتوقف ولو لفترة مؤقتة تستعيد فيها طاقتها وتفكر فيها بهدوء.
• من المهم جدًا بالنسبة للفنانة بعد أن تستعيد هدوءها وتستجم وتتخلص من شعورها بالضغط والانفعال أن تعيد حساباتها وتفكر فى السبب الذى وصلها لهذه المرحلة، وتفكر بشفافية تامة هل هذا خطأ منها أم من الآخرين وتحلل الموقف بعقلانية تامة.
• المرحلة التالية هى أن تفكر فى حلول بديلة للخروج من هذا الموقف، وتفاضل بين الحلول لتعرف مميزات وعيوب كل حل منهم وتختار الأفضل، وتضع لنفسها أسلوبًا مختلفًا فى التعامل تعالج به المشكلات التى توصلت إليها لتكون عودتها ميلادً جديدًا للفنانة.
• أشارت الفنانة فى رسالتها إلى أنها تريد الاعتناء بابنتيها أيضًا، فإذا كانت تشعر بأن عليها ضغوط عائلية أو اجتماعية أو على الأقل نفسيًا تحتاج للموازنة بين الفن وأسرتها، فيمكنها أن تعيد ترتيب أولولياتها وبعدها تتواجد بشكل آخر وبالطريقة التى تجعلها تشعر بالراحة والرضا تجاه ابنتيها.
• من المهم أن تعرف أيضًا أن ابتعادها وهروبها من الفن قد يفقدها الكثير من ثقتها بنفسها ويسبب لها الإحباط وهو ما قد يؤثر سلبًا على سلوكياتها فى حياتها، ومنها ما تمنحه لابنتيها من اهتمام ورعاية.
• أخيرًا، لا أحد يعيش فى سلام عن طريق الهروب، فمن يعيش فى سلام هو الشخص القوى وليس الضعيف، والقوى هو من يفرض نفسه وقوانينه وبالتالى يعيش فى سلام.