أكدت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن السعودية تستطيع أن تفوز فى حرب الأفكار حول الإسلام، موضحة أن تبنى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان للإسلام المعتدل يستحق دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفى تقرير كتبه جون هانا، مستشار الأمن القومى لنائب الرئيس الأمريكى الأسبق ديك تشينى،قال إنه عندما يستقبل ترامب الأمير محمد بن سلمان فى البيت الأبيض فى وقت لاحق هذا الشهر ستكون هناك الكثير من القضايا المحلة لمناقشتها من أجندة الأمير الطموحة للتحديث والجهود المشتركة لمواجهة العدوان الإيرانى. لكن ينبغى أن يكون فى مقدمة أولويات الرئيس تأمين التزام الأمير بقيادة الحرب الإيديولوجية ضد أفكار التطرف العنيف.
وأشار الكاتب إلى أنه بعد حوالى عقدين من هجمات سبتمبر كان أكبر فشل لأمريكا فى الحرب على الإرهاب عدم قدرتها على نزع الشرعية عن الأفكار المتطرفة التى كانت سببا فى ظهور تنظيمات مثل القاعدة وداعش. فرغم قتل أمريكا لعشرات الآلاف من المقاتلين وتعطيل مصادر الدخل وإغلاق حسابات السوشيال ميديا، فإن الأمر الذى لم يتم بشكل فعال هو تشويه للعقيدة المليئة بالكراهية التى لا تزال تجذب مجندين للإرهاب.
وكان الأمر الغائب عن إستراتيجية أمريكا فى السنوات الماضية هو وجود شركاء أقوياء فى العالم المسلم يمكن الاعتماد عليهم لمواجهة الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية بشكل لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعله.
وتحدث هانا عن حديث ولى العهد السعودى محمد بن سلمان عن الإسلام المعتدل، وقال إن الأمير هاجم أيديولوجية المتطرفين، واعترف أن المشكلة انتشرت حول العالم وتعهد بأن الوقت قد حان للتخلص منها وأعلن أننا لن نهدر 30 عاما أخرى من حياتنا فى محاربة الأفكار المتطرفة ولكننا سندمرها الآن وفورا.
وتقول فورين بوليسى إن هذا الأمر ليس مجرد حديث، ففى الداخل تراجعت صلاحيات الشرطة الدينية، وتم اعتقال رجال الدين المتشددين وكانت وتيرة التغير مذهلة فى قضية تمكين المرأة.
ودعت المجلة الولايات المتحدة إلى ضرورة أن تضغط على بن سلمان للمضى فى حملته من أجل الإسلام المعتدل، وقالت إن رغبته لتدمير وحش الإرهاب يجب أن تحول إلى خطة عمل محددة. وقد بدأ السعوديون بالفعل فى الاستثمار بقوة فى مكافحة التطرف فى الفضاء الإلكترونى، ويمكن أن يسعى ترامب لجعل المعركة الإيديولوجية ملمح مؤسسى فى الحوار الأمريكى السعودى مع ضرورة أن يتم تأسيس مجموعة عمل سرا لتطوير إستراتيجيةيمكن مراقبتها بشكل مشترك.
ودعا الكاتب إلى ضرورة التركيز على الكتب المدرسية حيث وعد السعوديون بالقضاء على الفقرات المليئة بالكراهية، إلى جانب التركيز على العمل مع الشركاء الموثوق بهم المعروف عنهم الاعتدال الدينى.
وخلصت المجلة فى النهاية إلى القول بأنه لو كان صناع القرار الأمريكيين تعلموا درسا منذ 11 سبتمبر، فهو أن المسلمين الآخرين سيستطيعون فى نهاية الأمر اقتلاع الإيديولوجية المتشددة. والآن يوجد لدى السعودية ، أكثر الدول الإسلامية نفوذا فى العالم، قائد يقول إنه يهدف إلى فعل هذا. وربما كانت هذه لحظة تاريخية يجب أن ينتهزها الرئيس الأمريكى للمساعدة فى تشكيل وتحقيق المصالح الأمريكية الحيوية.