•جهات استخدمت "عبط" السياسيين فى وقت ما لتنفيذ مؤامرات على مصر
•الرئيس متخوف من القوى السياسة على البلد و"عنده حق"
•الأحزاب هى من طالبت "عدلى منصور" بقانون انتخابات فردى "ورجعت تشتكى منه"
•الدولة ساهمت فى بناء "مستقبل وطن" ونواب "الشعب الجمهورى" كلهم حزب وطنى
•الدولة تسير بدون خطة.. ومصر محرومة من الوزراء السياسيين
•القبض على صلاح دياب كانت رسالة لكسره
•رجال أعمال كلمونى بعدها وقالوا لى "نقعد ليه بقى ما نمشى"
•لم أتبرع لصندوق تحيا مصر.. وحكم حبسى سنة عليه 100 علامة استفهام
فى أخطر حوار سياسى له، روى رجل الأعمال أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، أسراراً لأول مرة من داخل اجتماعات الرئيس السيسى مع الأحزاب، كاشفا عن علاقة أجهزة الأمن بالقوى السياسية، كما تحدث عن تجربته فى السياسية، وتفاصيل استثماره فى مجال الإعلام وأمور أخرى كثيرة.
وأكد "قرطام" فى حواره مع "انفراد" أنه نادم على العمل بالسياسة، لافتا إلى أن الأمر بالنسبة إليه لا يعدو عن كونه "مقادير" مقدرة سلفا للإنسان، لكنه قال أيضا إن ما يقلل من ندمه يتمثل فى أن خوضه غمار السياسة كان الهدف منه الإصلاح.. وإلى نص الحوار..
وسط الجدل الدائر فى الحياة السياسية ما شعورك تجاه السياسة فى مصر بشكل عام ؟
أنا أرى أن الديمقراطية مازالت وليدة، هذا اللغط السياسى رغم كونه زائدا عن اللازم إلا أنه غير مضر، لأن معظم الأحزاب ناشئة، وبالتالى الساسة ما زالوا يتعلمون السياسة، ومازلنا نتعلم ديمقراطية.
هل كنت تحتاج بالأساس لحزب سياسى؟
"بصراحة أنا مش عارف مين اللى زقنى"، إنما هى مقادير، منذ سنة 2000 وجدت طموحاتى تتوجه إلى الاهتمام بالشأن العام، وليس الشأن الخاص.
هل أنت نادم على دخولك السياسة؟
نعم، لكن ما يقلل هذا الندم، أننى أحس أحيانا أننى قد أترك حاجة حلوة، فلما أقابل ربنا، أقول له "كنت أحاول أعمر فى الدنيا وأصلح فيها كما أمرتنا".
لكن لماذا أنت نادم؟
لأنها السياسة تسحب الجهد، وتدمر مصالحك الخاصة أحياناً، خاصة لو انت مخلص فيها، الحاجة الأهم أن السياسة تستنفذ من وقت هواياتك أو الطقوس اللى يمكن أن تمثل لك السعادة.
البعض يقول إن السياسية "بتفقر" رجل الأعمال، هل هذا صحيح؟
هذا صحيح لأنها تجعلك تترك أعمالك الخاصة من أجل حساب المصلحة العامة.
هل فكرت فى ترك العمل السياسى؟
كثيرا ما فكرت فى هذا لكنى أشعر أحيانا أننى مثل الثور الذى يدور فى الساقية، أشعر أننى أساق فى هذا الاتجاه، وكلما حاولت الابتعاد غرست أكثر!
إذن متى يعتزل أكمل قرطام العمل السياسى؟
بعد 5 سنوات إن شاء الله، لأنه ربما وقتها أكون شعرت بأن ما قمت به كان له فائدة للمجتمع، وإن يكون حدث إصلاح فى اتجاهات كثيرة.
دائما نتخوف من أن يُنتج تزاوج السلطة والمال شخصيات غير مرغوب فيها من المجتمع كأحمد عز نموذجاً، ما تعليقك؟
أحياناً يحدث هذا، لكن الأخطر من كده أن الاقتصادى يبقى عنده لوبى يضغط به على السياسيين من أجل تحقيق مصالحه، لكن أنا لما دخلت البرلمان رغم أن شغلى فى الطاقة والصناعة، طلبت إنى أدخل لجنة التعليم، لأننى تحرجت من الشبهات وفضلت أن أنأى بنفسى عنها.
هل دخل رجال أعمال البرلمان لكى يحموا مصالحهم؟
فى وقت من الأوقات.
أقصد برلمان 2015؟
فى 2015، من دخلوا لهذا الهدف سيخيب ظنهم بالتأكيد، لأن هناك نواب لن يسمحوا بهذا أبداً، سيبقون مراقبين لكل هؤلاء، والشعب نفسه عنده يقظة بشكل يمنع هؤلاء من استغلال البرلمان لحماية مصالحهم.
خلال عملك فى السياسة، بالتأكيد تعاملت مع رؤساء الأحزاب، ما الانطباع العام الذى أخذته عنهم؟
هم يحاولون والظروف صعبة لا شك، وانطباعى عنهم بشكل عام، إنهم مش قادرين يخرجوا من دائرة المصالح الضيقة، إلى دائرة ممارسة الديمقراطية الحقيقية والمصلحة العامة.
وكيف يديرون العملية السياسية؟
يحسبونها بنظرية الاستفادة مما هو متاح، ولا أظن أن هناك كوادر سياسة فى الأحزاب قادرة على إدارة السياسة فى البلاد، وذلك لأن النخبة عازفة عن الانخراط فى هذه الأحزاب.
ما هو أغرب موقف عايشته خلال تعاملك مع رؤساء الأحزاب؟
أحد رؤساء الأحزاب فى اجتماع مع الرئيس، بعد أن اتفق الأحزاب حول مشروع موحد لقانون الانتخابات، قال: "أنا نازل انتخابات مستقل ومش هنزل تبع الحزب بتاعى"، وهذا كان رداً على كلامى، لما قلت إننا بحاجة إلى قانون يقوى الأحزاب، لأن الانتخابات بالنظام الفردى تضعف الأحزاب.
وفى اجتماع آخر مهم مع الرئيس، كنا نتكلم فى موضوعات هامة، وإذا برئيس حزب يتحدث عن أرض يريدها أن تتحول إلى مركز شباب، حاجات ليس لها علاقة بما نتحدث عنه.
واضح من كلامك إن مستوى رؤساء الأحزاب أمام الرئيس ليس كما ينبغى، أليس كذلك؟
صحيح، ولذلك أنا ألتمس العذر للرئيس، عندما تخوف من القوى السياسية، وقدرتها على إدارة السياسة فى البلاد.
تقصد أن الرئيس لديه الحق فى أن يتخوف من القوى السياسية فى مصر؟
طبقاً لأدائهم، بدون شك هو متخوف على البلد منهم، خاصة بعد التجريف السياسى على مدى ستين عام.
فى ذلك السياق، هل تريد أجهزة الدولة أصلاً أحزاب سياسية؟
هناك أجهزة لا تريد أحزابا سياسية.
وماذا عن أجهزة الأمن تحديداً؟
أجهزة الأمن عاوزه الأحزاب مُستأنسة.
مُستأنسة لمن ؟
للسلطة التنفيذية.
باعتبارك رئيساً لأحد الأحزاب، هل استطاع أحد من تلك الأجهزة أن يلوى ذراعك فى يوم من الأيام؟
لأ، ولم يحاول أحد للأمانة.
لماذا تنظر إلى الأرض وأنت تجيب على هذا السؤال، هل هذا يعنى أنك تُخفى شيئا؟
فقط لأفكر وأتذكر، بصراحة، طول الفترة اللى فاتت خلال الـ 3 أنظمة، كان فيه أفراد منهم بيحاولوا يعملوا مشاكل، ربما يكون لك حق فى حاجة فيتدخلوا علشان يمنعوه، أو أى أمور من هذه الشاكلة، ولكنها لم ترق لأن تصبح توجهات إلا فى عصر الإخوان.
تقصد أنه لو لم يكن حزبك مُستأنثاً للنظام، تستطيع الأجهزة الأمنية صنع مشكلة لك فى 24 ساعة؟
إلى حد كبير ده صحيح، لكن لابد أن نلفت النظر إلى أن الأجهزة الأمنية تديرها أفراد، هؤلاء الأفراد تختلف وجهات نظرهم فى المصلحة العامة للبلد، وكل فرد بيعتبر نفسه الأصح.
حدثنى عن كواليس المرة الأخيرة التى تلقيت فيها اتصالاً من الأجهزة الأمنية؟
لم يحدث اتصال لتوجيه معين، حتى عندما كانت "التحرير" تهاجم عمال على بطال، لم يتصل بى مسئول أمنى، باستثناء احد أصدقائى.
يتردد أن الأجهزة الأمنية تزرع أشخاصا تابعين لها داخل الأحزاب، هل هذا صحيح؟
وارد جداً، تقدر تقول كده.
فى اعتقادك، لماذا يفعلون ذلك؟
لكى يطمئنوا، لأنها أجهزة دولة، وهناك مؤامرات خارجية، وهناك "عبط" داخلى، وقد يكون استغل ذلك فى بعض الأحيان، فلازم يطمنئوا، وأنا لو ماسك جهاز أمنى ستكون لدى رغبة فى أن أعرف وأطمئن.
"عبط" من مين؟
من السياسيين.
تقصد أن جهات استخدمت عبط السياسيين فى وقت ما لعمل مؤامرات على مصر؟
طبعاً.
فى سياق آخر، لماذا لم يحصل حزب المحافظين على عدد كبير من المقاعد مقارنة بما تم إنفاقه؟
ترددنا فى خوض غمار الانتخابات من الأساس، لكن المسئولية الوطنية فرضت المشاركة، بالرغم من اعتراضنا على قانون الانتخابات، وكان عندنا حلين، إننا نروح لقيادات شعبية تشارك بالانتخابات فى كل العصور، أو أن ننزل بكوادر من الحزب، وأنا لا أملك كوادر قوية مثل أى حزب، لكننى شعرت بأن هناك أناس عندها إخلاص للموضوع، فدفعت بهم، كانوا حوالى 35 واحد فى المرحلتين.
هل تقصد أن عدم تفوق حزبك يرجع لعدم شرائك لعناصر الحزب الوطنى؟
هذا صحيح فعلاً، لأنهم محترفون فى الانتخابات، وليس لامتلاكهم الشعبية الجارفة.
هل ممكن تندمج فيما بعد مع حزب معين؟
لا يوجد شىء اسمه اندماج أحزاب، هذا خطأ شائع، يوجد شىء اسمه شراكة أحزاب، إنك تعمل كتلة من عدة أحزاب.
ومن أقرب الأحزاب لك من ناحية التوجه؟
حزب المؤتمر.
وماذا عن حزب المصريين الأحرار؟
لأ مينفعش أندمج معاه، لأنى شايف إنه أقرب إلى كونه شركة، خاصة أنه قام باستغلال ثروته فى الحصول على نواب أغلبهم على غير قناعة بالحزب أو بأفكاره، وهو أيضا بيحاول جمع مستقلين معاه بإغداق المال عليهم.
حدثنى عن أرقام؟
معلوماتى أنه بيدفع للنائب المستقل نص مليون جنيه، وخمسين ألف جنيه فى الشهر.
وماذا عن حزب الوفد؟
ممكن، لأن حزب الوفد له تاريخ.
دخولاً فى كواليس الانتخابات، لماذا انسحبت من قائمة فى حب مصر بشكل مفاجئ؟
لم يكن هناك شفافية فى بعض الموضوعات، وكان هناك توجهات بأنهم ينزلوا بمرشحين فردى، وده مش حزب، والبعض قال وقتها عاوزين نغير الدستور، والسبب الرئيسى، إنه كان فى 2 من حزب المحافظين قدموا فى القائمة، وخدوهم مستقلين وهم أعضاء فى الحزب، ومحدش قال لى، بعدها اللجنة التنسيقية، كلمونى وقالوا لى الحل ما زال موجودا، ممكن تزود الأعضاء، وزودتهم بقوا 5 أعضاء بالقائمة.
وهل تدخل الأمن فى تشكيل قائمة فى حب مصر؟
لو كان تدخل يبقى تدخل دون أن أعرف، لكن وقتما كنا نشكل القائمة أيام الدكتور كمال الجنزورى، كنا نعطيهم الأسماء ليسألوا عليها، هو ممكن يعرض عليك اسم، لكن القرار للجنة التنسيقية.
وما هى ملاحظاتك على الانتخابات بشكل عام؟
الانتخابات 3 حاجات، نظام انتخابى، وإجراءات، وسلوك، بالنسبة للنظام كان سيئا لكن ماأعتقدش إن الأمن هو من فرضه، لأن رؤساء الأحزاب أفصحوا عن رغبتهم فى انتخابات فردية، وبعد كده تمسكوا بها، ثم عادوا ليقولوا نريدها نسبية، هم من أقروا القانون وفق مطالبهم فى اجتماع مع الرئيس السابق عدلى منصور، وبعدها رجعوا يشتكوا من القانون، أما بالنسبة للإجراءات فلم تكن جيدة على الإطلاق، أما السلوك فينقسم إلى جزأين، سلوك المرشح، وده كان "زى الزفت"، وسلوك الناخبين، وده كان "زى الزفت برضه"، والمال السياسى حسم الأمور، فالأمن لم يزور ولم يتدخل.
حزب مستقبل وطن كان رقماً غامضاً فى المعادلة السياسية، حصل على عدد كبير من المقاعد رغم حداثته، كيف رأيت ذلك؟
حزب مستقبل وطن الدولة ساعدته وساهمت فى بنائه، اختارت له ناس، قيادات شعبية موجودة.
ومن السبب فى تراجع حزب الوفد فى الانتخابات؟
هو لم يتراجع فى الأساس، لكن أعتقد أن أغلب من نجحوا من حزب الوفد كانوا حزب وطنى، وأغلب من نجحوا عند المصريين الأحرار كلهم حزب وطنى، وحزب الشعب الجمهورى كلهم حزب وطنى.
نجحت فى الانتخابات وأعلنت رفضك لائتلاف دعم الدولة، لماذا؟
لم أعرف عنهم شيئا، لأنى كنت مسافر، والاسم كنت رافضه، ولم أر شيئا واحدا يتناول أهدافه وأغراضه، لكن لما طالعات الورق الذى أطلقوه عرفت إن الغرض منه هو التنسيق بين الأعضاء فى البرلمان، دون إلزام، واتفقنا، لأن أى برلمان فى الدنيا لا يحوى أكثرية ممكن تحصل فيه مشاكل، فالتنسيق مطلوب لمصلحة الناس.
تقصد أن ائتلاف دعم مصر يحمى البرلمان من الحل؟
بالتأكيد يحمى البرلمان من الحل، ويحمى الدولة من المرور بأزمات سياسية نحن فى غنى عنها.
البعض قال إن رجوعك للائتلاف بعد رفضك له مقرون بالحكم التى صدر ضدك بحبس عام؟
ليس مقروناً بشىء لأنه.. واحد رفع جنحة مباشرة بتزوير مستند سنة 76، بحجة إنى استعملت هذا المستند، وأنا لم أستخدمه، النقطة الثانية أنه لا توجد جنحة مباشرة بتزوير، لأن التزوير جنايات، النقطة الثالثة إنه فى أسبوع يتم الحكم بتلك السرعة.
هل تعتقد أنها ورقة ضغط؟
فكرت فى الاحتمال الذى تطرحه لكن استبعدته، ممكن يكونوا دلسوا على القاضى، لكن بالتأكيد أنا عندى 100 علامة استفهام حول القضية.
فى سياق الائتلاف، كيف رأيت انسحاب محمد بدران منه بشكل مفاجئ؟
قلت لهم إنه سوف يرجع.
ما رأيك فى تصريحه أنه يريد أن يكون رئيساً للوزراء؟
كلام لـ"الشو الإعلامى".
فى اعتقادك لماذا يُشكل نجيب ساويرس ائتلافا؟
لكى يمرر أفكاره، وهى للصالح العام، هو أيضا يريد رئيس حكومة موال للحزب، لينفذ سياسات الحزب، وهذا طموح مشروع.
هل ستترشح على أحد المناصب بمجلس النواب؟
مازلت متمسكاً بترشحى لوكالة مجلس النواب، ولم أنسق مع الائتلاف فى ده.
انتقالاً من السياسة، دخولاً فى الإعلام، لماذا قررت الاستثمار فى الإعلام؟
أنا شريك فى المصرى اليوم من زمان، فأنا لست حديث العهد بالاستثمار فى الإعلام، أما جريدة التحرير كان يُراد لها الإغلاق قبل 30 يونيه، واشترتها قبلها بشهرين، كنت أريد أن تستمر لما بعد 30 يونيه، لأنها كانت ضد حكم الإخوان، وكملت فيها لأنى أدمنت الموضوع، واستمرت الخسائر لمدة 3 سنوات، وكان معى شركاء رفضوا يتحملوا الخسائر، ما أثر على قدرتى المالية قبل الانتخابات، وعلى كل حال كان لازم نقفل حتى نوقف الخسائر.
هل أنت نادم على الاستثمار فى الإعلام؟
نعم وبكل صراحة، لكن ما يثلج صدرى أحياناً، أننى أقول أن الفلوس التى راحت فى الثلاث سنين الماضية، فتحت بيوت، وضمنت أن الجريدة تستمر حتى 30 يونيه، وأظن أن كان لها دور.
البعض يقول إن سوء الإدارة وراء خسارة التحرير؟
ممكن، لكن أنا طبيعتى أن عمرى ما كلمت بنى آدم، وقلت له عدل حاجة، أنا طلبت من المشرفين على الجريدة سياسات عامة، لدرجة إنى قلت لهم فى اجتماع لو لاقيتم أخطاء عندى وحبيتم تنتقدونى، انتقدونى، ولم أتدخل فى سياسة التحرير، وعملت لهم خطة كاملة وتركت لهم الأمر فلم يعرفوا كيف يديرونه، ليس ذنبى، أنا سلمتهم مكان محترم نظيف، وقلت لهم اصرفوا على أنفسكم، أنا لا أريد شيئا، لكننى فى النهاية لم أستطع أن أتغلب على كل تلك الخسائر.
فى تصورك، لماذا ترك إبراهيم عيسى "التحرير" رغم أنك لم تتدخل فى سياستها؟
إبراهيم عيسى أراد أن يكون له مشروعه الخاص، جريدة المقال، وهو عرض على أن أشاركه فيها، لكنى تحرجت اعتقادا منى إنه ربما يريد بدء المشروع لوحده، ثم تبين لى أننى كنت مخطئا فى ظنى.
وما تعليقك على إبراهيم عيسى كإعلامى؟
متميز جداً ويختار الموضوعات بعناية، هو بالنسبة لى أفضل مذيع، ويكتب بشكل رائع جداً، لكن هناك ناس تكتب أحسن، أعتقد أن أنور الهوارى مثلا كاتب عظيم.
هل ترى أن الصحافة الورقية تحتضر؟
طبعاً، أعتقد أنها تنتهى بعد 10 سنوات، ونحن مُقبلين على ثورة تكنولوجية جديدة لا ندرى عنها شيئا، والناس لم تعد تقرأ.
هل سيعود جورنال التحرير الورقى؟
لن يعود.
أخيراً فيما يخص الإعلام، كيف تقيم الإعلام فى مصر؟
لا أشاهد التليفزيون نهائياً، فيما عدا إبراهيم عيسى فى بعض الأحيان.
انتقالاً من الإعلام، أنت كرجل أعمال، هل ترى أن المجموعة الاقتصادية للبلد تدير أمور الاقتصاد بشكل جيد؟
خلال الفترة الماضية كان الأداء جيدا، لكن أن لم يكن هناك خطة واضحة بها توازن بين كل المتطلبات، واستراتيجية واضحة، ستكون هناك أزمة كبيرة، وللأسف ليس لدينا خطة ولا تنظيم قوى، أعتقد أن الأفكار كلها تأتى من الرئاسة والوزراء ينفذون ما يرد إليهم، للأسف ليس لدينا وزراء سياسيين.
وهل ستصوت لصالح بقاء الحكومة فى البرلمان؟
الأمر يعتمد على البرنامج الذى سوف تعرضه.
بصراحة، هل تبرعت لصندوق تحيا مصر؟
لا، لم أتبرع.
لماذا؟
لأسباب مادية، ولو كان معى كنت سأتبرع.
فى سياق آخر، كيف رأيت مشهد القبض على رجل الأعمال صلاح دياب؟
كان مشهدا مؤلما، ولم يتخلص مجتمع رجال الأعمال من أثره حتى الآن.
بمعنى؟
الناس مازالت متخوفة، الرسالة كانت سيئة جداً، والرسالة التى وصلتنى أننا لسنا فى دولة قانون، وإن كل واحد يتصرف كما يريد، طالما لديه سلطة ونفوذ، وعلينا أن نكذب هذه الرسالة بالفعل، وليس بالكلام.
فى اعتقادك، لماذا تم تصويره بتلك الطريقة؟
أعتقد أن الموضوع لم يكن مخططا له، لكن أعتقد أن المشهد كان رسالة لرجال الأعمال لتوصيل رسالة مفادها "إننا نقدر نعمل فيكوا كده"، وأظن أن الرسالة كانت موجهة لكسر صلاح دياب نفسه، لأسباب لا أعلمها حتى الآن.
هل حدثك رجال أعمال وقتها؟
كثير من رجال الأعمال، قالوا لى "نقعد ليه بقى ما نمشى".
هل تعتقد أن الشباب المصرى يعانى اكتئابا بسبب الظروف ؟
بالتأكيد، ومن حقه يكتئب، لقلة فرص العمل، وعدم توفر الأجواء التى تجعله يطمح ويحلم وأخشى أن الاكتئاب الذى أصاب الشباب من شأنه أن يدفعه للتطرف ضد المجتمع أو الانحراف.
وما نصيحتك بشأن الشباب؟
يجب إعادة تأهيل الشباب من سن ١٥، طبقا لخطة اقتصادية، حيث يتمكنوا من إيجاد وظائف، وعلى الدولة أن تضع فى خطتها وفى موازنتها ما يساعد على خلق وظائف مناسبه لهؤلاء الشباب.
وفى ظل هذا، هل تعتقد أن شعبية الرئيس تراجعت؟
لا أعتقد، لأن المجازفة التى قام بها هذا الرجل تستحق أن نحبه، ومن يعرف حجم المشكلات التى تواجه البلد، يدرك أن حلها ليس بيد شخص واحد.