ننشر صور الآثار الفرعونية التى ستعرضها إسرائيل بمتحفها غدا..قطع نادرة تضم تمثالا مصغرا لـ"أبو الهول" ونسخة لسيف "توت عنخ آمون" وآثار لـ"تحتمس الثالث".. المعرض يضم 680 قطعة عن فترة حكم مصر لأرض "كنعان"

نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، مجموعة صور للآثار الفرعونية التى تنوى إسرائيل عرضها بمتحفها الكبير بالقدس المحتلة، غدا الجمعة، ضمن المعرض الذى سيقام للمرة الأولى حول الحقبة التاريخية التى سيطرت فيها مصر القديمة على أرض كنعان.

فرعون كنعان ويأتى معرض الآثار الذى اهتمت به جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار الأيام الماضية تحت عنوان "فرعون كنعان.. قصة لم ترو من قبل"، حيث سيسلط الضوء على تاريخ "بلاد كنعان" – أرض فلسطين الحالية- تحت حكم الفراعنة من خلال المعروضات النادرة للقطع الآثرية التى لم تكن معروفة حتى الآن فى الأوساط العلمية. العلاقة بين مصر وكنعان وقالت الصحيفة العبرية أن معرض الآثار المصرية بمتحف إسرائيل سيعرض العلاقة طويلة الأمد بين مصر القديمة و"أرض كنعان"، بما فى ذلك سرد لتفاصيل "قصة الخروج" وهى خروج بنى إسرائيل من مصر فى عهد نبى الله موسى.

وقالت عالمة الآثار الإسرائيلية المتخصصة فى الآثار المصرية دافنا بن تور، أن مصر القديمة سيطرت على "ارض كنعان" لمئات السنين فى الفترة التى سبقت فترة التسوية ومملكة إسرائيل، فى الألفية الثانية قبل الميلاد، وأن الآثار المصرية، تحكى قصة معقدة من تبادل ثقافى وتبادل أفكار ومعتقدات وتكنولوجيات ومنتجات بين كنعان ومصر القديمة.

وأوضح مدير المتحف الإسرائيلى جيمس سنايدر، للصحيفة العبرية: "معرض فرعون كنعان، يحكى قصة الحياة بين كنعان ومصر والانتماءات الجمالية، والطقوس والحياة الثقافية الرائعة التى أدت إلى إسراء الثقافة بين الدولتين القديمتين". قطع آثرية نادرة وأوضحت هاآرتس أن المعرض سيضم مئات القطع الآثرية النادرة من مشغولات ذهبية ومجوهرات، وجعران وقطع الفخار والزجاج والحجر والأسلحة والمرايا ولوحات ونقوش وتماثيل للآلهة والملوك، وأكثر من ذلك، مدعية أن أغلب تلك الآثار تم اكتشافها بواسطة هيئة الآثار الإسرائيلية ضمن بعثات الحفريات فى إسرائيل وتم تجميعها من المتاحف الأخرى فى إسرائيل لعرضها بالمعرض.

تمثال أبو الهول وأضافت الصحيفة العبرية أن المعرض يوجد به قطع آثرية نادرة للغاية منها جزء من تمثال "أبو الهول" فى تل حاصور، بحالته الجيدة لكن بدون قدمين الأسد المعروف بها، مشيرة إلى أن التمثال تم بناءه خلال عصر الدولة القديمة، وهو ما يعنى قبل 1000 سنة، مشيرة إلى أن العلاقة بين مصر وبلاد كنعان كانت بعد تلك الفترة بمدة طويلة وهو ما يعنى أن التمثال المصنوع من الجرانيت، تم إرساله من مصر كهدية لمحافظ حاصور، منذ 3500 سنة.

سيف توت عنخ آمون وقالت هاآرتس أن من بين المعروضات أيضا "سيف المنجلية"، وهو سيف استخدمه القدماء المصريين كسلاح مهم فى فترة احتلال كنعان، مشيرة إلى أنه قد عثر على سيف مماثل له فى مقبرة الملك الفرعونى "توت عنخ آمون".

مناحم بيجين وسيف توت وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحيم بيجين القاهرة عقب توقيع اتفاقية السلام بين البلدين سلم بيجين نسخة طبق الأصل من السيف للزعيم أنور السادات باعتباره رمزا للسلام.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هناك نقطة تحول فى إمبراطورية الدلتا فى مصر وكنعان حوالى عام 1500 قبل الميلاد، حيث انتصر فرعون مصر "تحتمس الثالث" فى "معركة مجدو" ضد تحالف جيوش الكنعانية وأصبحت جميع آراضى كنعان جزء من الإمبراطورية المصرية، وأن المعرض سيضم قطع آثرية لتلك المعركة التاريخية الشهيرة، من بينها تمثال لرجل يجلس على ركبتيه ويداه مكبلتان خلف ظهره وفى ظهره نقوش توضح أن كنعان أصبحت ضمن الدولة المصرية بعد انتصارها على الكنعانيين. وكانت قد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "متحف إسرائيل" سيعرض آثار فرعونية نادرة تعود للحقبة التى كانت تسيطر فيها مصر القديمة على أرض كنعان (فلسطين حاليا) غدا الجمعة.

وأضافت الصحيفة العبرية أن المتحف سيقدم عرضا تلفزيونيا لتلك الحقبة التى تعود للقرن الثانى قبل الميلاد، حول التأثير الثقافى المتبادل بين مصر وكنعان خلال تلك الفترة، مشيرة إلى أن تلك الآثار ستعرض فى المتحف حتى يوم 25 أكتوبر المقبل.

وزعمت يديعوت أن السفير المصرى لدى إسرائيل السفير حازم خيرت، سيشارك فى افتتاح العرض الجديد للآثار المصرية القديمة بمتحف إسرائيل.

680 قطعة نادرة وسيضم العرض أكثر من 680 قطعة أثرية تشهد على التأثر بين الثقافتين المصرية والكنعانية فى تلك الحقبة، فيما يتعلق بالعبادة واللغة والفن، كما سيتم عرض مجموعة نادرة من التوابيت ومجسمات لجعارين وتمائم، بالإضافة إلى عرض مجموعة غنية القطع الأثرية التى تم العثور عليها من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية بالقدس وعدة مناطق بالأراضى الفلسطينية.

وقالت الدكتورة دافنا بن تور، المتخصصة فى علم الآثار المصرية فى متحف إسرائيل فى مقابلة مع "يديعوت أحرونوت": "سيركز هذا العرض على حقبة تاريخية غير معروفة لكثير من الناس حول العالم، وهى الفترة التى سيطرت فيها مصر على أرض كنعان، أى أكثر من 300 عام، حيث تركت تلك الحقبة الكثير من الاكتشافات الأثرية المؤثرة جدا والتى تعكس التأثيرات الثقافية من مصر وكنعان ".