لا نعرف على وجه التحديد متى التهم الوحش الأزرق العملاق الإنترنت، ليتحول أغلب الوقت الذى نقضيه على شبكة المعلومات إلى وقت للجلوس على "فيس بوك"، لكن الحقيقة أن شبكة التواصل الاجتماعى الضخمة هذه قد تحولت إلى نمط هام من أنماط حياتنا، لا يستطيع البعض حتى مجرد قضاء يوم أو يومين بعيدا عنه، لكن يبدو أن العصور المزدهرة للفيسبوك بدأت فى التراجع، بعد الفضائح الأخيرة التى طالت الموقع، والخاصة بتسليم بيانات المستخدمين لشركات استخدمتها لتوجيه الانتخابات أحيانا، وذلك بعد أن قام ايضا الموقع بالتدخل فى نوعية المحتوى التى يراه المستخدم.
الأمر الذى دفع الأمم المتحدة مؤخرا لوصف "فيس بوك" بأنه وحش، واتهامه بأنه "عدوانى"، ثم أخيرا الدعوة الواسعة التى انتشرت لحذف تطبيق فيس بوك من على الهواتف المحمولة، بخلاف التصريحات التى صدرت عبر مؤسسيه وشركاء مارك زوكربرج السابقين.
مؤسسون ومديرون سابقون للفيس بوك: نشعر بالذنب لمساهمتنا فى تأسيسه ودمرنا الحياة الاجتماعية
روجر ماكنامى، كان أحد اوائل المستثمرين فى فيس بوك، كان قد انضم فى وقت سابق للحملة ضد فيس بوك، واتهمه أنه غير من طريقة تفكير البشر، وجعلهم يعتقدون فى أمور ليست صحيحة، وذلك فى تصريحات له لموقع CNBC الأمريكى، كما اتهم الفيس بوك بأنه أثر على قرارات البشر وحياتهم بالكامل، وأقنع المواطنين الأمريكيين بالعديد من الأمور غير الحقيقية، وأعرب عن شعوره بالذنب لمساهمته فى تأسيس الموقع.
أما تشاماث باليهابيتيا، أحد أوائل مديري فيس بوك، فأوضح فى مؤتمر عقد أواخر عام 2017 فى جامعة ستانفورد، أن الموقع حول الناس إلى حالة سيئة، ودمر طريقة التواصل بين البشر، وأنه امتنع عن استخدام فيس بوك، كما يمنع أبنائه من استخدامه، وقال فى مؤتمر له : "لقد وجدنا أداة لتدمير المجتمع".
أما شون باركر وهو أول رئيس التنفيذى لشركة فيس بوك، فقد هاجم الموقع أيضا فى برنامج التوك شو "من مايك ألين" ، قائلا إنه لم يكن يدرك مدى تأثير هذه المواقع عندما أسس "فيس بوك"، وإنها تغير العلاقة مع المجتمع ومع بعضنا البعض، وتجعل كل ما يصدر عن الشخص بطريقة غريبة، مضيفا: "الله وحده يعرف ما فعله فيس بوك بعقول أطفالنا"، جاء ذلك فى أثناء استضافته فى لقاء على قناة سي بى إس.
مشاهير العالم يهاجمونه.. مؤسس واتس آب: حان وقت حذفه .. وجيم كيرى: على الدولة فرض المزيد من القيود عليه
برايان أكتون أحد اثنين أسسا تطبيق "واتس آب" الشهير، والذى باعه فى عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، وعمل داخل شركة فيس بوك حتى سبتمبر الماضى إلى أن غادرها، حيث كتب على صفحته على تويتر: "حان الوقت لحذف تطبيق فيس بوك".
اما الممثل الأمريكى جيم كارى فقد هاجم فيس بوك، وكتب على صفحته على تويتر أنه باع الأسهم التى كان يمتلكها فى الشركة، مضيفا أن على الدولة فرض المزيد من الرقابة على تصرفات أصحاب منصات التواصل الاجتماعى، وأن الموقع تربح عن طريق تدخل روسيا فى الشئون الأمريكية ولم يفعل شيئا إزاء هذه التدخلات.
الأمم المتحدة تصفه بالوحش الذى ساهم فى إبادة مسلمي ميانمار
الأمم المتحدة أيضا دخلت على الخط فى فبراير الماضى، حين اتهمت فيس بوك بنشر خطابات الكراهية ضد المسلمين فى ميانمار، وقالت فى بيان لها إنه شارك فى ذبحهم، وذلك على لسان يانغى لي محققة الأمم المتحدة التى أكدت أن الموقع سمح للبوذيين المتطرفين بامتلاك صفحات خاصة على الموقع للتحريض ضد أقلية الروهينجا المسلمة وأقليات أخرى، أما رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ميانمار فقال إن الفيس بوك ساهم بشكل رئيسى فى تصاعد مستوى الصراع.
الحكومات تكره "فيس بوك" .. سريلانكا: ترك مجال للمتعصبين فى نشر أكاذيبهم.. وبريطانيا: أصبح منصة لممارسة الدعارة
أما الحكومة السيرلانكية فاتهمت الموقع الأزرق بأنه السبب فى نشر خطاب الكراهية، وأنه ترك المجال للمتعصبين فى نشر فيديوهات مزيفة لنشر الكراهية عبر فى البلاد، الأمر الذى تسبب فى اندلاع أعمال عنف بين المسلمين والبوذيين فى سريلانكا استمرت لمدة أسبوع ونتج عنها تدمير عشرات المنشآت.
الأمر لا يقف عند حدود خطابات الكراهية، بل إن وكالة الجرائم الوطنية فى بريطانيا اتهمت الموقع بتحقيق أرباح عبر إنشاء "منصات للدعارة"، وذلك فى تقرير نشرته صحيفة "صنداى تايمز" والتى قالت إنها اكتشفت "أندية خاصة بالجنس فى عدد من المدن البريطانية تستخدم الموقع لإدارة أنشطتها، واتهمت الموقع بـ"جنى الأرباح" عبر الإتجار بالنساء الضعيفات، وأن شركة فيس بوك أصبحت العنصر الأساسى فى مسألة الاستغلال الجنسى لضحايا الاتجار بالبشر".