على ما يبدو أن العام 2015 كان الأسوأ على الصحفيين حول العالم والذين دفعوا حياتهم ثمنا لمهنة البحث عن المتاعب، فمنهم من قٌتل خلال تغطيته للأحداث فى المناطق المشتعلة مثل سوريا والعراق، ومنهم من جاءه الموت حتى مقر عمله على يد الإرهابيين كما حدث خلال إطلاق النار على مجلة شارلى إبدو فى فرنسا.
وقالت مجلة فورين بوليسى أن فرنسا وسوريا كانا من أسوأ الأماكن بالنسبة للصحفيين خلال عام 2015، حيث تم قتل 13 صحفيا فى سوريا على مدار العام، فيما قتل 8 صحفيين فى الهجوم الإرهابى على مجلة شارلى إيبدو فى باريس، مطلع يناير 2015.
69 صحفى قٌتل خلال 2015
ونقلت المجلة الأمريكية، الأربعاء، عن تقرير أصدرته لجنة حماية الصحفيين الدولية، فى نيويورك، أن عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم بسبب عملهم خلال عام 2015 بلغ 69 صحفيا، حيث قُتل 40% منهم على يد جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش. وكان أكثر من ثلثى الصحفيين القتلى قد استُهدفوا بالاغتيال.
وحسب التحليل السنوى الذى تجريه لجنة حماية الصحفيين، فإن الجماعات المتطرفة كانت مسؤولة عن مقتل 28 صحفياً فى جميع أنحاء العالم خلال هذا العام- وهو ما يشكل 40% من مجموع الصحفيين الذين لقوا حتفهم بسبب عملهم، وجرت 9 من جرائم القتل فى فرنسا التى تلت سوريا فقط بوصفها البلد الأخطر على الصحافة فى العالم عام 2015.
العدد تزايد عن العام 2014
وتمثل هذه الحصيلة، والتى تتضمن الصحفيين الذين قتلوا ما بين أول يناير إلى 23 ديسمبر 2015، زيادة عما بلغته فى عام 2014 إذ شهد العام الماضى مقتل 61 صحفياً. وتجرى لجنة حماية الصحفيين تحقيقات بشأن مقتل 26 صحفياً آخرين على الأقل خلال العام، لتحديد ما إذا كانت وفاتهم مرتبطة بعملهم.
وعلى العكس من العام الماضى، كانت حالات القتل موزعة بين البلدان. فقد قتل خمسة صحفيين على الأقل فى كل من العراق والبرازيل وبنجلاديش وجنوب السودان واليمن. وفى الأعوام 2012 و2013 و2014، تجاوزت حالات قتل الصحفيين فى سوريا جميع الحالات الأخرى فى العالم.
تراجع عدد الصحفيين فى سوريا
ويعكس التراجع فى عدد الصحفيين القتلى فى سوريا- والذى بلغ 13 صحفياً عام 2015، تناقص عدد الصحفيين الذين يعملون هناك، وذلك بعد أن قررت منظمات إخبارية دولية عديدة عدم إرسال موظفين إلى سوريا، بينما لجأ الصحفيون المحليون إلى الفرار للخارج.
لم يكن هذا التقرير الوحيد حول إحصائيات عدد القتلى من الصحفيين حيث أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" أمس فى تقريرها السنوى قتل 110 صحافيا عام 2015 فى العالم بينهم 67 بسبب نشاطهم المهنى أو اثناء مزاولة مهامهم لا سيما فى العراق وسوريا وكذلك فى فرنسا بعد الاعتداء على صحيفة شارلى ايبدو.
مراسلون بلا حدود تطالب بـ"ممثل أممى خاص" لحماية الصحفيين
واحصت المنظمة كذلك مقتل 27 "صحفيا مواطنا" وسبعة متعاونين مع وسائل إعلام، وطالبت بتعيين "ممثل خاص لدى الأمين العام للامم المتحدة لحماية الصحفيين"، والعراق وسوريا هما الدولتان اللتان سقط فيهما أكبر عدد من الصحافيين فى 2015 بحسب ترتيب مراسلون بلا حدود، تليهما فرنسا ثم اليمن وجنوب السودان والهند والمكسيك والفيليبين.
ولفتت المنظمة إلى أن اعتداء باريس "يساهم فى قلب التوجه المسجل عام 2014 حين سقط ثلثا الصحفيين الذين قتلوا فى العالم فى مناطق نزاعات. اما هذه السنة، فان ثلثى الصحافيين القتلى سقطوا على العكس فى مناطق سلام".
المنظمة تحذر من عنف متعمد تجاه الصحفيين
وحذرت المنظمة من أن "هذا الوضع المقلق سببه عنف متعمد ضد الصحفيين ويشهد على فشل المبادرات المتخذة من أجل حمايتهم"، وسلط التقرير الضوء على الفظاعات ضد الصحفيين التى ترتكبها بشكل متزايد "مجموعات غير حكومية" ولا سيما مجموعات إرهابية مثل تنظيم داعش.
ومع حصيلة هذه السنة يرتفع إلى 787 العدد الاجمالى للصحفيين الذين قتلوا منذ العام 2005 بسبب مهامهم أو اثناء مزاولة نشاطهم، بحسب المنظمة.