هل يمكن أن تتحول الضغطات البسيطة التى نضغطها يوميا على مواقع التواصل الاجتماعى إلى أموال، والأهم، هل يمكن استغلال تلك الأموال لدعم وتطوير المجتمع؟.. الرئيس أطلق مبادرة تحت عنوان "صبح على مصر بجنيه"، وتمكنت بالفعل من جمع الملايين، ولكن ماذا لو تحولت تلك التصبيحة لـ"كليك"، وبضغطة زر على الحاسب تقدم الملايين لتمويل مشاريع مختلفة.
ما نتحدث عنه هنا ليس مجرد أفكار أو أحلام، الأمر ببساطة مشروع وفكرة بدأت لدى مجموعة من الشباب المصريين، بعدما أدركوا قوة شبكات التواصل الاجتماعى عقب ثورة 25 يناير، وبالفعل تحولت فكرتهم لحقيقة، ونجحت قبل أيام حملتهم الكبيرة الأولى فى جمع مليون ونصف جنيه بالاشتراك مع اليونيسف فى 3 أيام فقط، بعدما كان الوقت المحدد لنجاح الحملة 3 أسابيع، وهو ما يعتبر وقتا قياسيا لتحقيق هذا المبلغ.
المشروع الذى يعمل الآن تحت عنوان "بسيطة" تشرح فكرته منة أيمن، مديرة الإعلام والتواصل، وهى الاتفاق بين مؤسسة المجتمع المدنى صاحبة الحملة والرعاة على أن تصل الحملة لعدد محدد من النقاط فى التفاعل مع الأشخاص، وتحدد نقطة لمشاهدة الحملة، ونقطتين للإعجاب، وثلاثة للمشاركة، وعند جمع رقم محدد فى حملة المياه كان مليون ونصف نقطة تدفع الشركات الراعية للحملة الأموال المطلوبة.
ماذا تستفيد الشركات؟
يتابع ألبان دى منونفيل، الشاب الأوروبى الذى انضم للفكرة المصرية ويشغل الآن منصب المدير العام لها، أن الفائدة التى تعود على الشركات الراعية هى وصولها للجماهير، وبدلا من إنفاق الملايين فى الإعلانات فهى بهذا تصل للجماهير والمبلغ بالكامل يذهب للأعمال الخيرية.
"الفكرة بدأت من هنا فى مصر.. والعالم سيبدأ استيرادها" هكذا يقول "ألبان" ويشير أنه مجرد منضم للفكرة التى أسس لها شباب مصريون، وعقب نجاح حملة اليونيسيف من المنتظر أن تشهد نجاحا عالميا ويبدأ العالم فى الاهتمام بها واستخدامها فى المجتمعات المختلفة لتطويرها.
نقطة البداية
تعود منة أيمن لنقطة البداية وتقول "اكتشفنا قوة السوشيال ميديا بعد ثورة يناير.. وبدأ التفكير كيف نستغلها لتطوير المجتمع والاستمرار فى هذا، وكان الاستقرار على هذا المشروع حتى أطلقنا الموقع نهاية 2014 بعد تنظيم نظام كامل لحساب النقاط وتتبع كل التفاعلات مع الفيديوهات الخاصة بالحملات على مواقع التواصل الاجتماعى".
ارتفاع سعر "الكليك" المشروع الجديد بـ3 ملايين
النقطة التالية بعد توصيل المياه ستكون التعليم، وعبر التعاون مع مؤسسة مصر الخير، سيكون المشروع الجديد لدعم تعليم، والأهم أن سعر الكليك ارتفع بعد نجاح الحملة الأولى، فبينما جمعت اليونيسيف مليون ونصف جنيه من مليون ونصف نقطة "كليك" ستجمع حملة مصر الخير لتعليم الآلاف 3 ملايين جنيه مقابل مليون ونصف نقطة "كليك".
المستقبل
"لا يوجد حدود" هكذا يقول منونفيل لـ"انفراد"، مشيرا إلى أن تلك الفكرة يمكنها تغيير واقع المجتمعات بصورة كبيرة، ويمكنها الانتشار عالميا بداية من مصر، ولا يوجد حدود لها ولكن المهم هو أن تخدم دائما المجتمعات المتواجدة فيها.