هل الوجبة المدرسية برئية أم مدانة؟، سؤال يتجدد سنويا مع انطلاق كل عام دراسى يتم فيه توزيع التغذية على الطلاب وتظهر إدعاءات بوجود حالات تسمم بين طلاب المدارس، وكل مرة تثبت تحليل عينات وزارة الصحة سلامة الوجبة المدرسية وسلامة المنتج، ورغم ذلك قررت لجنة التغذية المدرسية التى تم تشكيلها من عدة وزارات العام الماضى عقب قرار الحكومة وقف التغذية ووضع عدة ضوابط وإجراءات حاسمة.
فى السطور التالية نستعرض أبرز المحاور والعناصر الرئيسية التى وضعتها لجنة التغذية المدرسية لضمان سلامة التغذية.
توريد الوجبة المدرسية بشكل مركزى
اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وعدة وزارات أخرى، قرارا بنقل إجراءات مناقصة توريد الوجبات المدرسية من ديوان المديريات التعليمية والتى كانت تتم بشكل لا مركزى تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، لتصبح الوزارة نفسها هى المنوطة بتنفيذ إجراءات المناقصة ووضع كراسة الشروط، وهو ما تم خلال الشهور الماضية، حيث تم فتح باب التقدم للمناقصة وسحبت كراسة الشروط لقرابة 60 مصنعا وشركة وتم استبعاد الجميع لعدم توافر الاشتراطات الصحية فى تلك الجهات، ووقع الاختيار على شركتين فقط فى تلك المناقصة.
لم تكتفى الوزارة بهذا الإجراء وأصرت على وضع عقد موحد لجميع الشركات لضمان التزام الجميع بالشروط التى حددها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لتوريد التغذية المدرسية على الطلاب، ومن ثم ضمان عدم التلاعب من الموردين مثلما كان يحدث فى السابق.
متابعة إجراءات تخزين الوجبات
ثالث هذه الاجراءات اشتراط وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى كراسة الشروط التى تم التعامل بها مع الموردين، عدم تخزين الوجبة المدرسية وهذا الإجراء لأول مرة يتم وضعه فى كراسة الشروط، ووافق عليه الموردون ومن ثم كان الهدف من هذا الشرط تلاشى أى أساليب أو طرق غير صحية فى تخزين الوجبات، حيث كان البعض من المسئولين عن التغذية سواء فى المدارس أو المديريات يقومون بتخزين الوجبة بشكل غير سليم، الأمر الذى كان يؤثر على المنتج وصلاحيته.
رابع هذه الشروط والإجراءات، قيام هيئة سلامة الغذاء لأول مرة بفحص جميع المصانع والشركات الموردة للوجبة المدرسية، حيث فحصت لجان من هيئة سلامة الغذاء أماكن ومقار المصانع والشركات التى تقدمت للحصول على مناقصة توريد التغذية، وقررت استبعاد عشرات المؤسسات لعدم توافر شروط الهيئة فيها، وتم الإبقاء على شركات بعينها بعد التأكد من صلاحية واتباع طرق الإنتاج والتخزين السليمة، حيث لجأت لجنة التغذية المدرسية إلى فحص الشركات بعد التأكد من وجود مصانع وشركات لا تصلح لإنتاج الوجبة ومن ثم تم استبعادها.
منع التعاقد من الباطن
خامس هذه الضوابط، منع التعاقد من الباطن، حيث اشترطت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، على موردى التغذية المدرسية عدم التعاقد من الباطن مع أى مورد غير الموقع على عقد الاتفاق المبرم بين الوزارة والجهة الموردة، وشددت وزارة التربية والتعليم على توقيع أقصى عقوبة وغرامة على أى شركة أو مصنع تتعامل من الباطن، وذلك لضمان سلامة وصحة المنتج وحفاظا على سلامة الأطفال وضبط أى تلاعب قد يحدث.
تدريب مسئولى استلام التغذية المدرسية فى المدارس
لم تكتف لجنة التغذية المدرسية، بتلك الإجراءات بل وضعت شرطا سادسا، تمثل فى تدريب مسئولى استلام التغذية المدرسية فى المدارس، حيث عقدت اللجنة ورش عمل لتدريب المسئولين وأخصائى التغذية على كيفية تخزين الوجبة، إذا لزم الأمر وأيضا طريقة الإستلام لها من قبل المورد، حيث وضعت عدة محاذير تتعلق بتخزين الوجبة، أولها عدم وضعها فى مكان به رطوبة أو يتعرض أشعة الشمس، إضافة إلى أن يكون المكان قريبا من دورة مياه وخلافه، لضمان سلامة التغذية، إضافة إلى التحرى أمنيا على مسئولى التغذية فى المحافظات، لتحقيق أكبر قدر من وسائل الأمان فى الوجبة المدرسية، لجأت لجنة التغذية المدرسية إلى شرط سابع، وهو توريد الوجبة إلى الطلاب بشكل يومى دون تخزينها، حيث أدركت اللجنة أن تعرض الوجبة للتخزين قد يتسبب فى حدوث بعض المشاكلات الخاصة بالمنتج ومن ثم قررت توزيعها طازة على الطلاب.
الإفراج الصحى شرط توريد الوجبة للوزارة
الإجراء الثامن، هو التأكيد من قبل لجنة التغذية المدرسية بضرورة سحب عينات من المنتج قبل وأثناء تصنيعه لتحليله داخل المعامل للتأكد من سلامته وأيضا بعد توريده للطلاب، حيث لا يتم الموافقة على توريد الوجبة دون الإفراج الصحى الذى تمنحه وزارة الصحة على المنتج.
أما بالنسبة للإجراء التاسع، قررت لجنة التغذية المدرسية أن تكون مدة الصلاحية لمنتج الفطيرة المدرسية التى توزعها وزارة الزراعة من قبل المشروع الخدمى، هى 3 أيام فقط، و6 أشهر بالنسبة للبسكويت السادة، مع التأكد من تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية من قبل لجنة استلام الوجبة يوميًا فى المدرسة قبل استلام الكميات المطلوبة.
إلغاء الوجبة الجافة
وأخيرا قررت لجنة التغذية المدرسية إلغاء الوجبة الجافة المتمثلة فى العيش الفينو والحلاوة والجبنة، بعد إدعاء حالات تسمم العام المقبل، حيث أكد وزارة التربية والتعليم، إن المشكلة ليست فى الوجبة الجافة ولكن فى طريقة تناول الطلاب لها حيث أن بعض الطلاب لا يهتمون بنظافة أيديهم قبل تناول الوجبة، ومن ثم قد يتعرض الطفل لمغص، ومن ثم تم اللجوء إلى الوجبات التى لا تحتاج إلى تعامل الطفل معها قبل تناولها مثل البسكويت حيث يستخرج الطفل قطعة البسكويت ويتناولها مباشرة عكس العيش والجبنة، حيث يحتاج الطالب إلى وضعها على الرغيف وتوزيعها عليه.
أيادى خفية لها مصلحة ما تتلاعب فى ملف "التغذية المدرسية"
وأكدتمصادر لـ"انفراد"، إن هناك أيادى خفية لها مصلحة ما تتلاعب فى ملف التغذية المدرسية، قائلة: هل من العقل والمنطق أن يتم اكتشاف ديدان فى البسكويت؟، موضحة إن هناك بعض الفيديوهات المفبركة تم الحصول عليها تكشف عدم صحة وجود ديدان داخل البسكويت خاصة فى الحالات التى ظهرت فى أسيوط خلال الأيام الماضية.